يعقد مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، جلسة نقاش حول "السلام والأمن من خلال الدبلوماسية الوقائية: هدف مشترك لجميع أجهزة الأممالمتحدة الرئيسية"، وذلك في إطار بند جدول الأعمال "صون السلم والأمن الدوليين". ومن المنتظر ان يشارك في جلسة نقاش اليوم الأمين العام أنطونيو غوتيريس ورئيس الجمعية العمومية عبدالله شهيد, ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي, كولين فيكسن كيلابيلي, ورئيس محكمة العدل الدولية جوان إي دونوجيو. كما تشارك الدول غير الأعضاء في المجلس, إما حضوريا أو من خلال تقديم بيان مكتوب ليتم توزيعه بعد الاجتماع. و أعد المكسيك باعتباره الرئيس الدوري لمجلس الامن, مذكرة مفاهيمية قبل الاجتماع, تؤكد أن مجلس الأمن هو الجهاز الرئيسي المنوط به صون السلم والأمن الدوليين, ومن ثم فإن الأجهزة الرئيسية الأخرى لمنظومة الأممالمتحدة تساهم في تحقيق هذا الهدف, من خلال دورها في منع نشوب النزاعات. وتشير المذكرة المفاهيمية إلى جهود الجمعية العامة في تطوير القانون الدولي وتدوينه ومساهمة المجلس الاقتصادي والاجتماعي في القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة و دور محكمة العدل الدولية في الفصل في النزاعات بين الدول. وعلى هذا النحو, فإنها تؤكد على أن أهداف الأممالمتحدة, كما هو موضح في ميثاق الأممالمتحدة, لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التعاون بين هذه الأجهزة مع الالتزام الكامل باحترام عهدة كل جهاز رئيسي. ووفقا للمذكرة, فإن الاجتماع يسعى الى تسهيل الحوار بين مجلس الأمن والأجهزة الرئيسية الأخرى للأمم المتحدة لتحديد الإجراءات الملموسة قصد تعزيز التعاون بشكل منهجي في جهود منع الصراع. كما دعت المذكرة المفاهيمية أعضاء المجلس إلى مناقشة العديد من الأسئلة التي تتعلق أساسا بالبحث في كيفية تعزيز الاتصال والتنسيق بين الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة أو تحسينها لأغراض الحفاظ على السلم والأمن الدوليين و استدامتهما مع مراعاة تفويضات كل منها, والبحث أيضا في كيفية توسيع دور لجنة بناء السلام على النحو الذي اقترحه الأمين العام الاممي للمساهمة في صياغة جهود التنسيق هذه, فضلا عن البحث في الصيغ الكفيلة بتعزيز الشفافية والمساءلة في منظومة الأممالمتحدة ككل. ومن المقرر ان يسلط المتدخلون في الاجتماع الضوء على الطرق المختلفة التي تساهم بها الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة في الدبلوماسية الوقائية ضمن اختصاصاتها. وتقدم توصيات حول كيفية تعزيز التعاون بين الأجهزة الرئيسية ولا سيما من خلال لجنة الميزانية. ومن المنتظر ان يتطرق غوتيريس في مداخلته إلى تقريره "جدول أعمالنا المشترك" - الذي نشر في سبتمبر الماضي - والذي يشدد على ضرورة دمج الوقاية في الركائز الثلاث لعمل الأممالمتحدة : السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية. وينتظر أن يؤكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مركزية التنمية في الحفاظ على السلام مع التأكيد على أهمية توثيق التعاون بين المجلس الاقتصادي والاجتماعي ولجنة بناء السلام لتعزيز الترابط بين السلام والتنمية والتماسك والتكامل بين الركائز الثلاث للأمم المتحدة (حقوق الإنسان والسلام والأمن والتنمية). ومن المقرر ان يقترح رئيس الجمعية العمومية عبد الله شهيد, تعزيز الدور الاستشاري للجنة بناء السلام لا سيما فيما يتعلق بعمل اللجنة الخامسة للجمعية العامة التي تنظر في مسائل الميزانية التي لها آثارا على أنشطة الأممالمتحدة لمنع الصراع. وقد يحث العديد من أعضاء المجلس على تعزيز تفاعله مع لجنة بناء السلام, لا سيما في سياق ولايات عمليات السلام. ومن المتوقع أيضا أن يعرب أعضاء المجلس عن التزامهم بتعزيز التفاعل بين الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة ويركز بعض الأعضاء على أن التعاون ينبغي أن يتم وفقا لولاية كل جهاز ومن المرجح ان يؤكدوا أيضا على أن التعاون يجب أن يتم فقط بين الأجهزة الرئيسية و أن الهيئات الفرعية التابعة لأجهزة الأممالمتحدة الأخرى غير مخولة بالتفاعل مع مجلس الأمن ما لم يستفد المجلس من خدماتها.