إستفاد الموقع الأثري "مرسى الدجاج" بزموري البحري (شرق بومرداس) الذي أكتشف صدفة سنة 2006، من مخطط تقني لحمايته و استصلاحه، بعد المصادقة عليه، يوم الثلاثاء، من المجلس الشعبي الولائي. و جاء في عرض هذا المخطط أمام المجلس الشعبي الولائي, من طرف مكتب الدراسات الذي أنجزه, بأن هذا الموقع الأثري الذي يتربع على مساحة 7 هكتارات و سجل ضمن قائمة الجرد الإضافي للولاية, قد استفاد من عملية تسييج لا زالت جارية إلى اليوم, من أجل حمايته من الإتلاف و سرقة محتوياته الأثرية. و يتضمن هذا المخطط, الذي يهدف إلى تشخيص ووضع تدابير إستعجالية و مسح طوبوغرافي و أثري للموقع, حسب نفس العرض, دراسة و حماية و تثمين هذا الموقع الأثري و ترقيته لتحويله, مستقبلا, إلى متحف على الهواء الطلق, مدعما بمرافق سياحية تنجز في إطار الشراكة مع القطاع الخاص, لجعله وجهة سياحية. و من جهتها قدمت لجنة المجلس الشعبي الولائي التي ساهمت في إنجاز هذا المخطط, عدة توصيات أهمها ضرورة إنجاز متحف من أجل حماية كل الآثار المكتشفة و هدم البنايات الفوضوية الكائنة في حدود و بمدخل هذا الموقع, من أجل استمكال عملية التسييج. اقرأ أيضا: معسكر: تسجيل الموقع الأثري "ألاميلاريا" في قائمة الجرد الإضافي للمواقع الأثرية المحمية و أوصت اللجنة, كذلك, بضرورة حظر كل بناية جديدة بمحاذاة مرسى الدجاج و تنظيفه من النفايات وإدراج الطاقة الشمسية لإنارة الموقع, و تزويد المخطط بميزانية إضافية لإعادة الاعتبار للموقع. و كان هذا الموقع, الذي يحتوي على طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية و التاريخية للمنطقة بدء بعصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية ( الفترة الممتدة ما بين القرن ال4 هجري (10 ميلادي) والقرن ال 6 هجري (12ميلادي), قد استفاد في 2017 من أشغال "ريادة و استكشاف أثري". وأثبتت التحريات الميدانية و المصادر و المراجع التاريخية أن الموقع يتضمن مدينة تاريخية إسمها "مرسى الدجاج ", اشتهرت في الفترة الإسلامية, حيث بنيت و شيدت على أنقاض مرفأ روسوبيكاري الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد. و تعرضت مدينة مرسى الدجاج سنة 1225 بعد الميلاد لهجوم عسكري بقيادة يحي بن أبي غانية الميورقي, الذي ثار على" الموحدين", فهدمت و لم يتم تعميرها بعد ذلك, مما أدى إلى تحولها إلى أطلال غطتها الرمال لقرون من الزمن, و لم يعاد إكتشاف مكانها إلا في سنة 2006.