تنظم المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق، خلال شهر مارس الجاري، حملة وطنية تحسيسية للوقاية من حوادث المرور، موجهة خصوصا لسائقي حافلات نقل المسافرين عبر الخطوط الطويلة، حسب ما أفاد به اليوم الأربعاء المكلف بتسيير مندوبية الأمن عبر الطرق، ناصف عبد الحكيم. وأوضح السيد ناصف في تصريح للصحافة على هامش تنظيم يوم تحسيسي على مستوى محطة نقل المسافرين بالخروبة (الجزائر العاصمة)، أن هذه الفعالية "تندرج ضمن الحملة الوطنية التحسيسية الموجه لفائدة سائقي حافلات نقل المسافرين العاملين عبر الخطوط الطويلة، والتي تأتي تزامنا مع الارتفاع المسجل في عدد الحوادث من قبل سائقي الحافلات". وأضاف ذات المسؤول أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، من خلال المندوبية وبالتنسيق مع شركائها الفاعلين في مجال السلامة المرورية، "تعمل على استهداف هذه الفئة بغرض توعيتها بشكل مستمر بضرورة احترام قانون المرور"، مذكرا بان حافلات الخطوط الطويلة كانت خلال سنة 2021 سببا في وقوع 494 حادث مرور. وقال أن المعطيات الإحصائية للسنة الماضية تشير إلى أن العامل البشري كان سببا في وقوع اجمالي حوادث المرور المسجلة بنسبة بلغت 96 بالمائة، وعليه --مثلما قال-- "يبقى الرهان والتحدي القائم هو توعية السواق بالتدابير اللازمة لتفادي تلك الحوادث". من جهته، أكد رئيس مكتب الإعلام والاتصال بمركز الاعلام والتنسيق المروري للدرك الوطني، الرائد سمير بوشحيط، في تصريح لوأج، أن مشاركة الدرك الوطني في مثل هذه المبادرات "يرمي بالدرجة الأولى الى التقرب من السائقين لتذكيرهم بأهم التعليمات التي تقتضيها السياقة السليمة، حفاظا على ارواحهم وأرواح غيرهم". وذكر بان الحوادث التي تتسبب فيها الحافلات "تأتي في المرتبة الرابعة في تصنيف الحوادث المسجلة، فيما يبقى العامل البشري الأول من حيث الأسباب المؤدية لوقوع تلك الحوادث من خلال تجاوز السرعة المسموح بها والتجاوز الخطير وعدم احترام الأولوية ومسافة الأمان". إقرأ أيضا: الجزائر العاصمة : تنظيم خرجة ميدانية لتحسيس حافلات النقل الجماعي بأخطار حوادث المرور كما كشف الرائد بوشحيط عن جملة من الاقتراحات التي تقدمت بها القيادة العامة لدرك الوطني للسلطات المختصة من أجل "التخفيف من فاتورة حوادث المرور، أبرزها الإسراع في تجسيد مشروع قياس السرعة بمركبات نقل المسافرين، وهو الجهاز الذي سيسمح بمراقبة سرعة المركبة ومدة السياقة وفترة الراحة، الى جانب مقترحات خاصة بالإسراع في انجاز ازدواجية الطرقات الهامة وخاصة تلك التي تعرف تكرار وقوع حوادث المرور بها". وبخصوص استهداف فئة السائقين المحترفين، قال المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، النقيب نسيم برناوي، أن الخسائر الناجمة عن حوادث حافلات نقل المسافرين عادة ما تكون "فادحة ومؤلمة"، داعيا الى تكثيف حملات التوعية للحد من هذه الحوادث. بدوره، اعتبر المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، عميد الشرطة رابح زواوي، أن تنظيم مثل هذه الحملات التحسيسية يبقى من مهام المديرية التي تعمل مع بقية شركائها من أجل "تفعيل عامل التوعية لدى مستعملي الطرقات، لاسيما فئة السائقين كبعد وقائي لتجنب وقوع مزيد من ضحايا حوادث المرور". وذكر العميد زواوي بجملة من النصائح التي يوجهها أعوان الامن للسواق خلال هذه الحملة، والتي تتمحور في جلها حول ضرورة التقيد والالتزام بقانون المرور.