حققت الجزائر خلال السنوات القليلة الأخيرة تقدما ملحوظا في مجال استخدام تطبيقات الاستشعار عن بعد بالنظر إلى أهميتها في الوقاية من مختلف الكوارث الطبيعية و تعدد مجالات استخداماتها, حسبما أجمع عليه اليوم السبت أساتذة باحثون مختصون في علوم الفضاء و الاستشعار عن بعد. و أوضح المشاركون في أشغال الطبعة الخامسة للمدرسة الجزائرية الجيوفيزيائية و الاستشعار عن بعد, التي جرت على مستوى جامعة سعد دحلب, أن الجزائر أضحت خلال السنوات الأخيرة تولي أهمية بالغة للعمل بتطبيقات الاستشعار عن بعد على مستوى مختلف الوزارات و الهيئات العمومية بالتنسيق مع الباحثين المختصين في هذا المجال و الاستفادة من الخبرة العالمية. و في هذا الصدد, أكد رئيس جمعية علوم الأرض و الإستشعار, حبيب مويسى, لوأج, أن الجزائر تعتبر قوة فضائية هامة على المستوى العالمي اذ تحتل المرتبة الثالثة عشر عالميا من حيث امتلاكها للأقمار الصناعية, لافتا إلى أنها أضحت تولي أهمية بالغة للاعتماد على تطبيقات الاستشعار عن بعد سواء في إعداد الخرائط الجيولوجية أو تحديد مواقع وقوع الكوارث الطبيعية و طبيعتها على غرار الفيضانات و حرائق الغابات. و تساعد تطبيقات الاستشعار عن بعد الهيئات المعنية بالوقاية من الكوارث الطبيعية على غرار مصالح الداخلية (الحماية المدنية خاصة) و الفلاحة, على اعداد مخططات الوقاية المسبقة بناء على المعطيات التي تقدمها الوكالة الفضائية الجزائرية إلى جانب استعمالها في مجالات عدة كتحديد مواقع المياه الجوفية والتخطيط العمراني و بناء السدود و الطرقات, حسب ذات الباحث. من جهته, تطرق الأستاذ الباحث بجامعة باب الزوار (الجزائر العاصمة) المختص في الهندسة الكهربائية و معالجة الإشارة و الصور و عضو بالمنظمة العالمية المختصة في الإستشعار عن بعد, سويسي بولبارح, الى جهود فرع هذه المنظمة بالجزائر في تطوير و توسيع مجال استخدام هذه التطبيقات. و أشار السيد سويسي بولبارح إلى أن انخراطه رفقة العديد من الباحثين الجزائريين بهذه المنظمة كان بهدف نقل المعلومات و النظرية التي توصلت إليها آخر البحوث و الدراسات الصادرة بالخارج للطلبة و الباحثين المختصين في هذا المجال الذي أضحى, خلال السنوات الأخيرة, يتصدر اهتمامات مختلف الهيئات العمومية التي ولجت مجال التكنولوجيات الحديثة. وفي نفس السياق, قال مدير الدراسات بالوكالة الفضائية الجزائرية, عبد الوهاب شيكوش, أن الجزائر تتوفر على ستة أقمار صناعية أربعة منها مختصة في الإستشعار عن بعد و الأخرى في مجال الاتصالات و التي تستخدم لالتقاط الصور التي يتم تزويد مختلف الهيئات الوطنية بها إلى جانب معطيات أخرى على حسب اهتماماتهم. و أضاف أن العديد من الوزارات تتوفر على باحثين مختصين في مجال الاستشعار عن بعد على غرار الداخلية و الفلاحة و التخطيط و التي تعتمد عليهم لإعداد الخرائط الخاصة بمكافحة الكوارث الطبيعية أو خرائط المشاريع الجديدة. للإشارة فقد عرف هذا اللقاء, الذي بادر الى تنظيمه قسم الدراسات الفضائية بمعهد الطيران و الدراسات الفضائية, القاء محاضرات تطرقت الى مجالات استخدام هذه التطبيقات الحديثة و آفاق تطويرها بالجزائر نشطها أساتذة من مختلف جامعات الوطن الى جانب محاضرات عبر تقنية التحاضر عن بعد قدمها أساتذة جزائريون و أجنبيون من عدد من دول العالم على غرار السويد وإيطاليا.