السيد بلمهدي يستقبل مفتي الجمهورية التونسية    الصيرفة الإسلامية في الجزائر تسجل قفزة نوعية بإجمالي ودائع تقارب 900 مليار دينار    الذكرى ال 77 للنكبة: الشعب الفلسطيني يواجه نكبة متجددة بأدوات أشد فتكا    رابطة 1 موبيليس/و. سطيف -ش. قسنطينة : الوفاق لمواصلة الاستفاقة, و الشباب للتدارك    البليدة..تدعيم مؤسسات صحية بعتاد وتجهيزات طبية جديدة    مليون دينار لتهيئة الطرقات بمدينتي تلمسان ومغنية    بوغالي يلتقي نظيره الماليزي ويؤكد على تعزيز التعاون البرلماني والتقارب في المواقف الدولية    انطلاق فعاليات الطبعة 11 للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي بالأغواط    دراجات على المضمار/ البطولة الافريقية-2025 : الجزائر تحصد 7 ميداليات منها ذهبيتان    وهران: افتتاح الملتقى الدولي حول الحلول الخضراء في الصناعة البترولية والغازية    اجتماع الحكومة: دراسة مشاريع تتعلق بالرقمنة والعدالة والمناجم وتحضيرات موسم الحج والجالية     المجلس الوطني الصحراوي يدعو إلى التحرك العاجل للإفراج الفوري عن جميع الأسرى الصحراويين    رئيس الجمهورية يقوم بزيارة مركز"ليبيزا" لتربية الخيول بسلوفينيا    تنظيم ندوة حول الذكاء الاصطناعي والتراث الثقافي البحري    ظهور فقمة بأحد شواطئ سكيكدة    كأس الجزائر للكرة الطائرة: ناصرية بجاية/مشعل بجاية, نهائي قبل الأوان    الدورة ال12 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما من 4 إلى 10 ديسمبر القادم    أشغال عمومية: رخروخ يستقبل نوابا من المجلس الشعبي الوطني عن ولاية بني عباس    سوناطراك: عقد الغاز مع جيوبلين, خطوة إضافية نحو تعزيز الروابط الطاقوية بين الجزائر وسلوفينيا    تواصل تساقط أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن    لوجيستيكال 2025 : أكثر من 70 عارضا منتظرا في الطبعة ال8 المقررة من 18 إلى 20 مايو بالجزائر العاصمة    وزير الصحة يتحادث مع نظيره الإيفواري    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على طولكرم لليوم ال108على التوالي    رئيس الجمهورية يواصل زيارة دولة إلى جمهورية سلوفينيا    وفرنا أكثر من 700 مليون دولار كانت توجه حصريا للإستيراد    الجزائر تعرب عن قلقها إزاء تجدد الإشتباكات في طرابلس    سيتم تفعيل خدمة التجوال الوطني لرقم الاستعجالات قريبا    المجال مفتوح من أجل علاقات قوية ونموذجية بين الجزائر وسلوفينيا    التوقيع على اتفاقية تعاون لتأطير التلاميذ خلال أوقات الفراغ    تنصيب لجنة متابعة موسم حج 1446ه/2025 م    الوضع في غزة بلغ مستويات "كارثية غير مسبوقة"    الجزائر تدعو الأشقاء الليبيين إلى الحوار لفض الخلافات    الحجاج الجزائريون في مزارات المدينة المنورة    2500 قرار لتسجيل الأدوية وتسويق المستلزمات الطبية    لا مساس بالمرجعية الدينية الوطنية عند الحجاج الجزائريين    إعادة هيكلة مصالح الاستعجالات الطبية والجراحية    مؤتمر دولي حول الحلول الخضراء في صناعة النفط والغاز    قانون الإجراءات الجزائية مكسب يثري المنظومة التشريعية    مرافقة قوية تشجيعا للإنتاج المحلي    معرض "فيلونيون" : الرصيد الحضري والمعماري الجزائري ضمن رؤية فنية إبداعية معاصرة    وفرة في سمك التونة الحمراء وتوقع انخفاض الأسعار    حملات لمحاربة ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية أمام المؤسسات    بيت الذكريات والجراح الصامتة    افتتاح قاعة ما قبل التاريخ وفق قراءة زمنية علمية حديثة    41 قتيلا و1584 جريح خلال أسبوع    التقيد بالنظام الصحي لا يعني تجاهل طقوس عيد الأضحى    عطال: بيتكوفيتش قدَّم الإضافة ل"الخضر" وهدفنا التأهل للمونديال    زينباور يشيد بلاعبيه ويؤكد أفضلية المولودية حسابيّاً    ريان آيت نوري يغيّر وكيل أعماله    مؤتمر حول جرائم فرنسا الاستعمارية في أفريقيا:نداء للاعتراف بمجازر 8 ماي 45    سوناطراك تجدّد اتفاقية رعاية الفاف    زكري.. على خطى الإنتر    بللو يؤكّد ضرورة استشراف سبل استغلال الذكاء الاصطناعي    مقرّرة إفريقية تؤكد ضرورة إيجاد حل دائم للاجئين الصحراويين    هذه رسالة الرئيس للحجّاج    هل على المسلم أن يضحي كل عام أم تكفيه مرة واحدة؟    يوم تصرخ الحجارة كالنساء    أخي المسلم…من صلاة الفجر نبدأ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خليفي احمد، أيقونة الفن البدوي الصحراوي

تمر اليوم الجمعة 11 سنة كاملة على رحيل صاحب روائع الغزل والمديح وأيقونة الفن البدوي الصحراوي، خليفي احمد، تاركا وراءه تراثا متميزا صنع حضوره الكبير في الحقل الفني الجزائري.
ولد خليفي احمد، واسمه الحقيقي عباس أحمد بن عيسى، بمدينة سيدي خالد بولاية اولاد جلال في 1922 ونشأ على طريقة أترابه متعلما لدى شيخ البلدة، وقد كان لهذا التعليم التقليدي أثره عليه إذ تداول المدائح الدينية إلى جانب حفظه للقرآن.
وجد خليفي الطفل خاله سباقا في عالم المديح فاستلم من عنده "السر" وشاركه بعض السهرات في مسعد والجلفة وبسكرة وغيرها من المدن، لينفصل عنه بعدها ويمر بفترة فراغ قصيرة ولينتهي به المطاف أخيرا بقصر الشلالة بولاية تيارت في1941.
وفي قصر الشلالة بدأ الفنان يتربص كنجار، لكنه وجد الفرصة للعودة إلى الفن من خلال معلمه الذي كان عازفا موهوبا، وبدل أن يتخرج من عنده نجارا تخرج مغنيا مهووسا بالفن.
وابتداء من 1943 انتقل إلى العاصمة فأدى المدائح الدينية لينضم بعدها لإذاعة الجزائر (إبان الاستعمار الفرنسي) حيث تم تكليفه بمهمة قيادة الفرقة الموسيقية البدوية بها، وفي عام 1949 أسس نمطا جديدا للأغنية الصحراوية عرف بال "آي ياي".
ومنذ نهاية الأربعينات بدأ الراحل يمد خطاه في رحاب الأغنية الصحراوية فتنقل إلى خارج العاصمة لإقامة حفلات بمختلف المدن ليصبح بعدها رائد فن ال "آي ياي" بلا منازع.
كان الراحل قارئا جيدا للتراث البدوي، وقد مكنته معرفته وذوقه من أن يزن جيد القصائد التي يمكنها أن تصنع النجاح والتألق، ليظل هكذا شاغلا للمستمع الجزائري على مدار عقود إذ تجسدت موهبته أساسا في روعة صوته وقدرته الكبيرة على اختيار القصائد.
غنى خليفي أحمد لأعمدة الملحون، ولعل أشهر أغنية له ارتبطت بالتراث البدوي هي ملحمة "حيزية" لبن قيطون، وهي أول أغنية يؤديها في الإذاعة، إلى جانب أيضا "قمر الليل" لبن كريو، قبل أن يلتقي الشاعر الشلالي المعروف عيسى بن علال الذي قدم له رائعة "قلبي تفكر عربان رحالة".
برع الراحل في اختيار المدائح التي عمرت بعده، تماما كما قصائد الحب التي انتشرت وانتشرت معها حكايات عشق المحبين، فحفظ الناس مطالع شعرية من قبيل "ولفي من المحبة سقاتني كيسان" و"يا قمري ودي جوابي واعزم بيه".
وفي وقت كان فيه الاستعمار الفرنسي يحارب فيه كل ما يرمز للجزائر وتاريخها وثقافتها ويعمل على محوه من الوجود كان خليفي احمد يقاوم ثقافيا، كالكثير من الفنانين آنذاك، من خلال عمله على الحفاظ على هذا الفن الأصيل ونقله والتعريف به في مختلف المناطق الجزائرية، ما كان سببا في ارتباط الجزائريين بجزائريتهم.
ويقول خليفي احمد في إحدى تصريحاته أنه وغيره من الفنانين "كانوا يبعثون برسائل مشفرة في الأغاني لدعم الثورة"، وعدا هذا فقد كان أخوه الأكبر عازف قانون وعضوا بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني.
على مدار نصف قرن صدح خليفي احمد بال "آي ياي" فاستطاع أن يتسيد هذا الطابع الفني بقدراته الصوتية ونباهته وحسه الفني العالي ليصبح واحدا من أهم الفنانين الجزائريين.
لقد اعتمد الراحل في أغانيه على قصائد شعبية تميزت بالحكمة وعبرت عن حب الوطن والمرأة، وبفضلها اشتهر في الجزائر والعالم العربي وحاز على تكريمات عربية على غرار حصوله على الميدالية الذهبية بدمشق في سوريا بمهرجان الأغنية العربية عن أغنيته "كلمني ونكلمك بالتليفون" وهي من كلمات الفنان القدير رابح درياسة.
وفي الجزائر تم تكريمه أيضا عدة مرات عرفانا بما قدمه للساحة الفنية وباعتباره أيضا من أعمدة الأغنية الجزائرية وأحد رموز الأصالة فيها، فالراحل لم يكن له الفضل فقط في إيصال الأغنية الجزائرية البدوية الصحراوية إلى خارج حدود الوطن وإنما أيضا استطاع أن يسلط الضوء على أهم كنوز الشعر الشعبي الجزائري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.