كشف رئيس قطب الصيرفة الإسلامية بالبنك العمومي "القرض الشعبي الجزائري"، السيد سفيان مزاري، أن إجمالي ودائع الصيرفة الإسلامية على مستوى البنوك الوطنية بلغ نحو 900 مليار دينار جزائري، غالبيتها في شكل مدخرات استثمارية، ما يعكس الثقة المتزايدة للمواطنين في المنتجات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. وفي حوار له ضمن برنامج "ضيف الصباح" على القناة الإذاعية الأولى، أكد مزاري أن هذا الرقم يُعدّ مؤشراً قوياً على النجاح المتنامي لهذا النمط البنكي، خاصة بعد صدور الإطار التنظيمي للصيرفة الإسلامية سنة 2020، مشيراً إلى ارتفاع المعاملات بنسبة 25% خلال السنوات الخمس الماضية. 600 مليار دينار لتمويل المشاريع والاستثمارات وأوضح المتحدث أن 600 مليار دينار من هذه الودائع وُجهت لتمويل مشاريع مختلفة، منها 70% لصالح المؤسسات، بينما استفاد الأفراد من النسبة المتبقية في شكل قروض لاقتناء العقارات، الأثاث والسلع، مما يعكس تنوع المنتجات البنكية الإسلامية وقدرتها على تلبية مختلف الحاجيات. 12 بنكاً يقدّم خدمات الصيرفة الإسلامية وأشار مزاري إلى أن 12 بنكاً وطنياً يعرض حالياً خدمات الصيرفة الإسلامية، منها بنكان يشتغلان حصرياً وفق هذا النظام، و10 بنوك أخرى توفر المنتجات الإسلامية عبر نوافذ متخصصة منتشرة في نحو 800 وكالة عبر التراب الوطني. الصكوك السيادية: قفزة منتظرة في تمويل المشاريع وكشف المسؤول البنكي عن قرب إصدار الصكوك السيادية، بعد أن منح قانون المالية لسنة 2025 الضوء الأخضر لإطلاق هذا الصنف من الأدوات المالية، والذي يُتوقع أن يحدث "قفزة نوعية" في تمويل المشاريع الاستثمارية للدولة، وتنشيط بيئة الاستثمار المحلي. الجزائر تحتضن اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وفي سياق متصل، أعلن مزاري أن الجزائر ستستضيف الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 22 ماي الجاري، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. وسيشهد هذا الحدث مشاركة وزراء المالية ل 57 دولة عضو، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات مالية دولية كبرى. وأكد أن البنك الإسلامي للتنمية يواصل دوره في مكافحة الفقر وتمويل مشاريع البنية التحتية الأساسية، إلى جانب دعم البرامج الاجتماعية والمشاريع الصغيرة، خاصة في الدول ذات الاقتصاد الهش أو المتأثرة بالتغيرات المناخية.