شهر التراث: برنامج فكري وعلمي لصون وتثمين التراث الثقافي الجزائري في ظل التحولات التكنولوجية

سطرت وزارة الثقافة والفنون برنامجا فكريا وعلميا شاملا يضم نشاطات ثقافية ومعارض وندوات علمية على مستوى المؤسسات الثقافية تحت الوصاية عبر كامل الولايات بمناسبة إحياء شهر التراث (18 أبريل- 18 مايو) والذي يحمل هذه السنة شعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي", حسب ما كشف عنه مديرون مركزيون بالوزارة اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة.
وبرمجت الوزارة, في هذا الإطار, "إقامة قرابة 1592 نشاطا ثقافيا عبر مختلف مديريات الثقافة والفنون والمؤسسات الثقافية تحت الوصاية والمتاحف العمومية, وتنظيم أكثر من 400 معرض, إلى جانب ملتقيات وندوات علمية حول التراث المادي وغير المادي, فضلا عن النشاطات الجوارية وفعاليات أخرى".
وإلى جانب النشاطات الثقافية والندوات والمعارض عبر الولايات, سطرت الوزارة كذلك على المستوى المركزي برنامجا متنوعا ستحتضنه مختلف المؤسسات الثقافية المختصة والمتاحف العمومية وبإشراك عدة قطاعات وزارية.
وبالمناسبة, سيشرف وزير الثقافة والفنون, زهير بللو, السبت المقبل بالمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي بسيدي عبد الله (غرب العاصمة) على الانطلاق الرسمي لفعاليات شهر التراث من خلال ملتقى دولي حول الذكاء الاصطناعي, بمشاركة خبراء جزائريين وأجانب.
كما يتضمن البرنامج على المستوى المركزي ندوات علمية حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في الهندسة المعمارية وترميم التراث, إلى جانب محاضرات ونشاطات علمية متخصصة لكل من المركز الوطني للبحث في علم الآثار ومركز البحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ, والتي سيتم من خلالها تسليط الضوء على نتائج البحوث العلمية والاكتشافات في مجال التراث الثقافي.
وفي هذا الإطار, أكد مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين التراث الثقافي بالوزارة, عمار نوارة, أن شهر التراث "فرصة لتسليط الضوء على الرصيد التراثي الوطني" في شقيه المادي وغير المادي و"مناسبة للاحتفاء بما تزخر به الجزائر من تاريخ حضاري ضارب في عمق التاريخ".
وأشار المتحدث إلى أن الوزارة قد اعتمدت "سياسة محكمة" في إطار التوجهات الوطنية الرامية إلى "تعزيز السيادة" و"ترسيخ الهوية الثقافية والثقافة كقوة ناعمة" تمثل الواجهة الحضارية للدولة الجزائرية في المحافل الإقليمية والدولية, مؤكدا أن التراث الثقافي يمثل "عنصرا أساسيا في السياسة الثقافية الوطنية" و"أحد أولويات العمل الحكومي الهادف إلى صونه وتثمينه".
وفي حديثه عن الذكاء الاصطناعي قال السيد نوارة أن شهر التراث يمثل "محطة سنوية بارزة لمساءلة التحديات الراهنة التي تواجه الإرث المشترك للأمة في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة التي أبرزها الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة تعيد رسم موازين التأثير في شتى المجالات ومنها حماية التراث الثقافي".
ومن جانبها, أبرزت المديرة المركزية للدراسات الإستشرافية للتوثيق والإعلام الآلي بالوازرة, نوال دحماني, إسهام دائرتها في رسم برنامج شهر التراث لسنة 2025 بتحديد المحاور المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتي ستكون أيضا ضمن الملتقى الدولي حول الذكاء الاصطناعي المزمع افتتاحه السبت المقبل.