تعرض نشطاء صحراويون لاعتداء عنيف من قبل قوات الاحتلال المغربية، على إثر مشاركتهم في لقاء نظم لإحياء الذكرى ال55 لانتفاضة الزملة التاريخية، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، يوم الجمعة. وأوضحت الوكالة، نقلا عن مصدر حقوقي صحراوي، أنه "وعلى الرغم من المنع الذي تفرضه سلطات الاحتلال المغربي على تجمعات الصحراويين، نظم النشطاء لقاءهم لتكريم إرث انتفاضة الزملة، التي تشكل لحظة حاسمة في نضالهم من أجل الحرية". وأضافت أنه خلال الاجتماع، أكد المشاركون في اللقاء أن هذه الذكرى تظل ركيزة من ركائز المقاومة الصحراوية ومنبع إلهام في كفاحهم المستمر من أجل تقرير المصير والاستقلال. وقالت أن قوات الاحتلال المغربية، بزي مدني ورسمي، قامت بالاعتداء العنيف على المشاركين من بينهم ددش محمد، رئيس اللجنة الصحراوية للدفاع عن الحق في تقرير المصير، مصطفى الداه، عضو الهيئة الصحراوية ضد الاحتلال المغربي (إيساكوم)، و إبراهيم فريك، مدافع عن حقوق الإنسان. للتذكير، فإن انتفاضة الزملة التي اندلعت في 17 يونيو 1970 بحي الزملة في مدينة العيون، جاءت كرد شعبي سلمي ضد الاستعمار الإسباني ومطالبة بحقوق الشعب الصحراوي المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، وفقا للقرار الأممي 1514 الصادر سنة 1960. المظاهرة قمعت بوحشية من قبل السلطات الإسبانية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وانتفاضة الزملة، وما رافقها من قمع دموي، مثلت شرارة لمسار تحرري جديد، توج بتأسيس جبهة البوليساريو سنة 1973، التي اختارت الكفاح المسلح والدبلوماسي سبيلا لتحرير الصحراء الغربية. وكانت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي (إيساكوم) قد دعت، الإثنين الماضي، المجتمع الدولي إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.