في ختام زيارته لمؤسسات تابعة لقطاعه،وزير الاتصال،محمد لعقاب،من وهران: انهينا إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة وسنعرضه على رئيس الجمهورية    قالت تحسبا للانتخابات الرئاسية المقرر يوم 7 سبتمبر المقبل: حركة البناء الوطني تنظم ندوة خصصت لشرح خطتها الإعلامية    خلال إشرافه على افتتاح ندوة ولائية للأئمة بتمنراست،يوسف بلمهدي: التوجه للبعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية أمرا في غاية الأهمية    نشاط "سيدار" لن يتأثّر بحادث وحدة تحضير المواد والتّلبيد    احتضنته جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل: ملتقى وطني حول دور الرقمنة في مكافحة الفساد والوقاية منه    عطاف يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتّحدة بنيويورك    الجزائر تنجح في تحقيق تأييد دولي "ساحق" لأم القضايا    الجزائر تقدّم 15 مليون دولار لصالح الأونروا    فوكة في تيبازة: افتتاح مركز تحضير النخب الوطنية بمعايير عالمية    اصطياف 2024..فرصة إبراز وجهة الجزائر السّياحية    خلق أزيد من 3000 منصب عمل دائم في المرحلة الأولى من العملية: تسليم قرارات تغيير النشاط وتعديل الشكل القانوني لفائدة المستثمرين بقسنطينة    إيران وسياسة الدفاع الإقليمي في الشرق الأوسط    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمّم    أتلانتا يقصي ليفربول من الدوري الأوروبي    هلاك 5 أشخاص وإصابة 175 آخر بجروح    رقمنة السّكن الاجتماعي.. وإطلاق "عدل 3" قريبا    اتّساع حظيرة المركبات يفرض استعمال تقنية الخرسانة الإسمنتية    ارتفاع جنوني في أسعار الخضر بعد رمضان    وزارة الثقافة تقدّم ملف الزّليج لدى اليونيسكو    36 مؤسسة إعلامية أجنبية ممثّلة في الجزائر    لا بديل عن رفع مستوى التّكفّل بمرضى القلب والشّرايين    نعمل على تقليل ساعات انتظار الحجاج بالمطارات ال 12 المبرمجة    حزب التجمع الجزائري يعقد اجتماعا لمكتبه الوطني تحضيرا للانتخابات الرئاسية    الأندية الجزائرية..للتّألّق وتحقيق أفضل نتيجة    حفل افتتاح بهيج بألوان سطع بريقها بوهران    الإدارة تقرّر الإبقاء على المدرّب دي روسي    "الهولوغرام" في افتتاح مهرجان تقطير الزهر والورد بقسنطينة    في إطار دعم الاستثمار: ترحيل استثنائي لعائلين بأولاد رحمون بقسنطينة لتوسعة مصنع    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم ملتقى حول التنمية البيئية    فايد يشارك في أشغال الاجتماعات الرّبيعيّة ل "الأفامي"    ألعاب القوى/مونديال-2024 / 20 كلم مشي: الجزائر حاضرة بستة رياضيين في موعد أنطاليا (تركيا)    ادعاءات المغرب حول الصحراء الغربية لن تغير من طبيعة القضية بأنها قضية تصفية استعمار    العاصمة.. تهيئة شاملة للشواطئ وللحظيرة الفندقية    هؤلاء سيستفيدون من بطاقة الشّفاء الافتراضية    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    المجمّع الجزائري للّغة العربية يحيي يوم العلم    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإنسان وحاجته للإيمان: من استطاع منكم الباءة فليتزوج
نشر في الجزائر نيوز يوم 09 - 07 - 2010

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة
أركان الزواج: ينبغي أن يستوفي الزواج في الإسلام أركانه حتى يكون صحيحًا ومعترفًا به وبما ينشأ عنه من آثار وحقوق ومن ذلك ما يلي :
1 - صيغة عقد الزواج: وهي ما تعرف بالإيجاب والقبول، حيث يتبادل الطرفان أو وكيلان عنهما عبارات واضحة الدلالة على عزمهما الأكيد على الزواج والاقتران بعضهما ببعض اقترانًا غير محدّد بزمن، من مثل قول ولي أمر الفتاة: زوجتك ابنتي فلانة، وقول الخاطب: قبلت الزواج منها·
2 - الولي للمرأة: حيث إنه الذي يتولى عقد نكاحها، ومن ذلك: شاهدا عدل، قال صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل·
3 - الخلو من الموانع الشرعية: ليس كل امرأة تصلح زوجة لكل رجل، ولا كل رجل يصلح زوجا لكل امرأة· بل هناك اعتبارات إنسانية وفطرية واجتماعية لاحظها الإسلام، ومن ذلك تحريمه زواج الأقرباء الأقربين، كالزواج من الأم أو الأخت أو الخالة وغيرهن ممن يعرفن بالمحرّمات من النساء بسبب النسب (القرابة الدموية)، كما يحرم الزواج من امرأة هي في نفس الوقت زوجة لرجل آخر، أو معتدة من طلاقه، أو من ملحدة أو وثنية· ويحل للمسلم الزواج من اليهودية والنصرانية (الكتابيات)· وحرم الكثير من العلماء المعاصرين الزواج من اليهوديات لخطرهن على الإسلام وأبنائه· ومن الموانع الشرعية للزواج من الرجل كونه غير مسلم، فيحرم على المرأة المسلمة الزواج بغير المسلم إطلاقًا، والحكمة في هذا منع المرأة المسلمة وأولادها من الخضوع في حياتهم الشخصية لمن يخالفهم في المعتقد الذي لا يخفى أثره على كل صغيرة وكبيرة في السلوك الإنساني، في حين يوجِّه الإسلام المسلم إذا تزوج كتابية أن يحترم شعائرها ويرعاها ويعاملها بالإكرام والوفاء·
الحقوق الزوجية: وضع الإسلام حقوقًا مشتركة للزوجين، يؤديها كل منهما للآخر، وحقوقا منفردة للزوج على زوجته، وحقوقا منفردة للزوجة على زوجها. وللزواج عموما مسؤوليات كثيرة منها: وجوب إنفاق الزوج على الأولاد والتكفّل بتكاليف حضانتهم، وقيامه مع الزوجة بتربيتهم وحُسن الإشراف عليهم وإعدادهم ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع الإسلامي· كما ينبغي أن يكون التشاور شأن كلٍّ من الزوجين في كل ما ينبغي أن يتم بالرؤية المشتركة بينهما: ''فإن أرادا فصالاً عن تراضٍ منهما وتشاورٍ فلا جناح عليهما'' (البقرة: 233). والحقوق المشتركة، ومنها الاستمتاع الجنسي المشروع، والمعاشرة بالمعروف، إذ يجب على الزوجين معًا معاملة كل منهما الآخر بمودة واحترام وحُسن خلق، قال الله تعالى: ''ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف''. وحقوق الزوجة على زوجها تتمثل في الرفق بها واللين معها والإحسان إليها وإكرامها والتغاضي عن أخطائها وما لا يستحسن من طباعها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرَك مؤمن مؤمنة أي لا يبغض إن كره منها خلقًا، رضي منها آخر رواه مسلم· ومنها أيضًا تقديم المهر إليها كاملا غير منقوص، وهو من قبيل إكرامها ومؤانستها وإشعارها بالرغبة الأكيدة في بدء الحياة الزوجية، وهو حق لازم لا يصح عقد الزواج بدونه، تمييزًا له عن الصلات غير المشروعة، وليس له حد أعلى غير أنه يشجع عدم المغالاة فيه، تيسيرًا على المتزوجين ورحمة بالشباب الذين لم يتوغّلوا بعد في غمار الحياة وجمع المال، ومما يستحسن في المهر تقديمه كله أو بعضه للزوجة قبل الزفاف· ومن حقوق الزوجة أيضًا النفقة المالية وما يتصل بها من سكن ولباس وغذاء وعلاج وسفر ونحوه مما تستلزمه نفقة مثيلات الزوجة في المجتمع، وقد حمّل الإسلام الزوج النفقة باعتباره الطرف الذي يتولى شؤون الكسب والعمل والسعي خارج البيت، في حين صان الإسلام المرأة عن التبذل في الأسواق، وأوكل إليها رعاية شؤون بيتها الداخلية وتدبير أموره وتنظيمه وإعداده مكانًا هادئًا مستقرًا لجميع أفراد الأسرة· أما حقوق الزوج على زوجته، وأهمّها الطاعة فيما فيه مصلحة الأسرة، لأن الزوج عماد الأسرة الأول وربّانها، فضلاً عن أنه لابد للأسرة ممّن يرأسها تجنبًا لازدواجية المسؤولية، ولا شك أن صفات الرجل الفطرية أجدر بالقيادة، وإن كان هذا لا يمنع من تبادل الرأي بين الزوجين والتشاور فيما بينهما· ومن حقوق الزوج أيضًا رعاية الزوجة شؤون البيت بحسب ما يقتضيه الشرع والعرف الاجتماعي، حتى يكون واحة لجميع أفراد الأسرة· ومن حقه عليها أن تحفظه في نفسها وماله، وترعى أسراره ، ولا تشهّر به ولا تنتقص مقداره بين الناس، وهذا مشار إليه في قوله صلى الله عليه وسلم: ''خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك''·
انتهاء الزواج: ينتهي الزواج في الإسلام بأحد أمرين: الموت أو الطلاق· ومثل الطلاق مخالفة الزوجة زوجها على مال، وتطليق القاضي الزوجة لنزول ضرر بها· فحينما يتبيّن أن الزواج صار مصدرًا للشقاء والتعاسة بين الزوجين، وحين يكتشف أحد الزوجين أو كلاهما أنه ضلّ في اختيار صاحبه ولا يمكن الاستمرار معه، يشرع الطلاق لهذين الزوجين، تغليبًا لمصلحتهما· ومع هذا فقد عدّ الإسلام الطلاق أبغض الحلال إلى الله ووضع عليه قيودًا قبل إنفاذه إنفاذًا لا رجعة فيه، بحيث يجب على الزوجين التفكير مليًا وإعادة النظر مرارًا قبل أن يتحللا من هذا الميثاق الغليظ·
------------------------------------------------------------------------
أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل
تطهر واستقبل القبلة وارق نفسك بنفسك بكلام ربك وسنة نبيك وأنت موقن بأن الله هو الشافي المعافي القادر على كل شيء هيا تابع و واصل الآن ''وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ'' (يونس: 79-81).
''قَالُواْ يَمُوسَىَ إِمّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمّآ أَن نّكُونَ أَوّلَ مَنْ أَلْقَىَ * قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيّهُمْ يُخَيّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنّهَا تَسْعَىَ * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَىَ* قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنّكَ أَنتَ الأعْلَىَ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوَاْ إِنّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ { [طه:65-69]
} وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطّائِفَتِيْنِ أَنّهَا لَكُمْ وَتَوَدّونَ أَنّ غَيْرَ ذَاتِ الشّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقّ الحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقّ الْحَقّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ * إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنّي مُمِدّكُمْ بِأَلْفٍ مّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاّ بُشْرَىَ وَلِتَطْمَئِنّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النّصْرُ إِلاّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *إِذْ يُغَشّيكُمُ النّعَاسَ أَمَنَةً مّنْهُ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السّمَآءِ مَآءً لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىَ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنّي مَعَكُمْ فَثَبّتُواْ الّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُواْ الرّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنّهُمْ شَآقّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النّارِ'' (الأنفال:7-14) يتبع ····
------------------------------------------------------------------------
قرآننا شفاؤنا
قال الله تعالى: ''اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ''·
الله قريب مجيب
قال حبيبنا و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ''قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ''.
السنة منهاجنا
''اللهم أنا نسألك العافية في الدنيا والاخرة، اللهم انا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهم أستر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم أحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا''.
آمين يا قريب يا مجيب·
------------------------------------------------------------------------
لمن كان له قلب: أسباب الفتور
السبب الثامن: الرفقة السيئة، وهي الأخطبوط الذي يضم المصاب بداء الفتور، كلما حدثته نفسه بالعودة إلى الثبات، والعزيمة على الرشد، فتنته هذه الرفقة بعرض جديد من ألوان الهوى، وصور الفساد والخنا، فتراه يتوهم السعادة في مجالستهم، والسهر معهم، وإنها لسعادة كَسَرَابٍ بقيعة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءه لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ· وسوف يوفي الله تعالى المغتر برفقة السوء حسابه، ويريه كيف تكون الحسرة، فإن كان المتحسر في الدنيا يعض على إصبع واحد حسرة وندامة، فلسوف يعض على كلتا يديه فجيعة وقهرًا · وقد صور الله تعالى هذه الحسرة فقال: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا الله أكبر: كم هدمت رفقة السوء من لبنات الخير في نفوس كثير من الناس، لهو ولغو، وغيبة ونميمة، ونظر إلى الحرام، واستهانة بالدين، وسخرية بالصالحين، وقتل للوقت، وتضييع للتكاليف· فوا عجبًا ممن ذاق حلاوة الإنس بالصالحين، كيف يفارقهم؟ يذكرونه بالله، ويحيون في نفسه محبة الدين والعمل له، كلما رآهم زاد إيمانه إيمانا، يعود منهم تشتاق نفسه لأداء العبادة، يرغبونه في الخير، وينهونه عن الشر، ويكفي القول فيهم: هم القوم لا يشقى جليسهم، ولعل من أنفع الدواء لضعف الإيمان: الصحبة الصالحة التي تذكر المسلم بالله عند غفلته، وتعينه على طاعة ربه، وقد أوصى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمرافقتهم فقال: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ أتعشي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا· احذر يا رعاك الله من صحبة البطالين، فإنهم موتى القلوب، ولا يورثونك إلا موتًا، ولا يكسبونك من الله إلا بعدًا، فاجتنبهم كما تجتنب الداء العضال، والوحوش المفترسة، واربأ بنفسك أن تجالس من انحطت همتهم، وتمرغت في الخطايا كرامتهم، فانفر بنفسك قبل أن تحترق بكيرهم، أو تختنق من دخانهم· يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ''مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذيَك وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً· ولقد حذّر الله نبيه صلى الله عليه و سلم من مصاحبتهم فقال: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
السبب التاسع: الانفراد والعزلة، ففي زمن كثرت فيه المغريات، وتنوعت فيه وسائل الشهوات، وسهلت فيه الخلوة بما حرم من المثيرات، أصبحت العزلة وسيلة إلى الفتور، وطريقًا إلى الخور والضعف، لأن المسلم حينما ينفرد لا يعرف صوابه من خطئه، ولا قوته من ضعفه، فتراه يسير متخبطًا في عمى، بلا دليل يدل، ولا حكيم يرشد، فيسهل قياده من الشيطان للتقصير والهوى، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية· من هنا: جاءت التعليمات النبوية بالأمر بالتمسك بالجماعة، والتحذير من الفرقة والاختلاف، لأن الله لا يجمع الأمة على ضلالة، فمن تمسك بهديها اهتدى، ومن شق جماعتها ضل وغوى· فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ''عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ''· ولعلك أيها القارئ الكريم تذكر قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين رجلاً، فإنه لما هداه الله تعالى على يدي ذلك العالم، وتأكد العالم من توبته وصدق إنابته، لم يتركه يعبد الله وحده، بل قال له: ''انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ، أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ'' رواه مسلم· وإنها لثمرة يانعة لمن قصد الله بالتوبة، وقصد أهل الخير والصلاح ليعينوه بعد الله على عبادة الله تعالى، فلنعم القصد، ولنعمت النتيجة·
يتبع···
------------------------------------------------------------------------
إن من الشعر لحكمة
فللَّه ما فِي حشْوِهَا من مَسرةٍ *** وأصنافُ لذَّاتٍ بها يَتَنَعَّمُ
وللهِ درب العَيشِ بيْنَ خِيامِها *** وَرَوْضَاتهَا والثَّغْرُ فِي الرَّوضاتِ يبسِمُ
وللهِ واديهَا الَّذِي هُوَ موعدٌ *** المزيد لِوَقْتِ الحب لو كنتَ منهُمُ
ولله أفْرَاحُ المحبِّينَ عندمَا *** يُخاطِبُهُم مَولاهُمُ ويُسلِّمُ
ولله كمْ حوريةٍ إنْ تبسمتْ *** أضاء لها نور من الفَجْرِ أعظمُ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.