مساءُ السَّماء

هذا المسَاءُ كَخِنْجَرٍ مَنْ سَلَّهْ صَوْبَ الضُلوع بساعةٍ مُختلَّهْ
لكأنَّهُ يهذي ويَهْذِي أنَّه ذَبَحَ الوَرِيدَ لوَرْدَةٍ مُخضلَّهْ
لكأنَّما الدُّنْيَا تُكَفِِّّرُ قولَهُ وتُحَرِّمُ الإفْصَاحَ، كيفَ أحلَّهْ؟
كذبٌ هُرائك فاختبر غيري بأنباءِ الوفاةِ ومُدَّهُ بأَدِّلَّةْ..
فالشَّمس شَمْسٌ من سيُطْفِئها وإنْ عجّتْ سَمَاؤُكَ أَنْجُمًا و أَهِلَّةْ؟
والوَردُ مهْرُ العاشقينَ حكاية أولى بخُلدِ الحُسنِ يُسْكِرُ أَهْلَهْ ..
والوَردُ رُوحٌ هَلْ بَكَوْا أوراقَهُ ونَسَوْا بِأنَّ العِطرَ فيهِ مؤلَّهْ؟
هَذِي المَليكَةُ سَرْمَديٌّ عُودُهَا صَوْتٌ لِشَعبٍ، رايةٌ للدَّولَةْ
ونَشِيدُها الأزَلِيُّ، ربَّةُ حُورِهَا وسَفِيرَةٌ أبْقَى بَقَاءَ جِبِلَّةْ
ومَحَجُّ أطْيَارِ الوُجودِ بِثَغْرِهَا نَطَقَ الجَمَالُ فَكَانَ فيهِ القِبْلةْ
جَيداءُ يا صَفْوَ الصَّفَاءِ وغَادَةٌ حَارَ الزَّمانُ أَوَرْدَةٌ أَمْ نَخْلَةْ؟
يا مَوْطِنَ الإعْجَازِ في رُكحِ الوَرَى تَجْثُو السَّماءُ بِراحَتَيكِ مِظَلَّة
وعُيُونُك الأحلامُ والوطنُ الكبيرْ ألغيتِ كُلَّ حُدُودِهِ المُعْتلَّة
عَبِقٌ أَشَمٌّ نَوْبَهَارٌ واحِدُ أَحَدٌ تَضَّوَّعَ فيكِ مِنْكِ بجُمْلةْ
فَسَما سُمُوَّ المَشْرِقَيْنِ بِبَابِلٍ وسَمَا كَقُرْآنٍ يُؤَانِسُ خِلّهْ
حتَّى إذا فُلْكُ التُّرابِ تفتَّقتْ أبوابهُ تَخِذَ الْمَقَالَ وقَوْلهْ
الرَّاحِلونَ لِحَتْفِهِمْ ، أبْقَوا زَوالَ مُقيمِهم.. جاهٌ بِطَعْمِ الذِّلَّهْ
والرَّاحِلُ الأبقَى بَقَاءَ مُقيميهِ أوْفَى كَلُقْمانٍ يُلَقِّنُ نَجْلهْ
((هذي بلادي يا بُنيَّ أمَانَةٌ)) رُبَّ الأمانة رُبَّها مِنْ ملَّهْ
حَتَّامَ أُمْعِنُ فِيكِ عدَّ خصائلٍ واليَّمُّ فيها نفثةٌ وتَعلَّةْ
قَدْ أَسْرَفُوا هذَا المَساءَ بغَيِّهمْ قُل لم تَمُتْ، قُلْ لَنْ تَمُوتَ وقُلْ لهْ
قَدْ مَاتَ حَيًّا غَافِلا عَنْ حُلْمِهِ مَنْ عَاشَ ميْتًا حِينَ بَايَعَ جَهْلَهْ
هذِي الإلهةُ حيَّةٌ لا تنمحي مِنْ سَهْلِ هذي الأرض تُلْهِمُ تلّةْ
مِن هَامَةِ الأوراسِ قِمَّةُ جُرْجُرةْ مِنْ أَطْلَسٍ وهُقَار أَطْهَرُ قُبْلةْ