تأكيد على "أهمية تعزيز أواصر التعاون البرلماني بين البلدين"    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    ضرورة العمل من أجل إحياء دور الدبلوماسية في حل الأزمات    الميزان التجاري سجل فائضا قدره 8ر26 مليار دولار    فلسطين: استشهاد 10 فلسطينيين بقطاع غزة    الجزائر تشارك في دورتين حول تنفيذ الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد    بكالوريا 2025: إدانة عدة أشخاص بالحبس لتورطهم في الغش ونشر مواضيع وأجوبة الامتحانات    إجراءات جديدة للوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب    الجزائر ترغب في الانضمام للتحالف الإفريقي للهيدروجين    تلغي رحلات خطوطها من وإلى العاصمة الأردنية    الجزائر تعتمد استراتيجية سيادية في الأمن السيبراني    دفع 800 مليار تعويضات خلال 5 سنوات    الجامعات الجزائرية تحتل المراتب الأولى مغاربيا    ما يرتكبه الكيان الصهيوني جريمة حرب يجب توثيقها    خامنئي يرد على ترامب ويحذّره من عواقب التدخل    وفاة 3 أشخاص وإصابة 211 آخرين بجروح    حديقة التسلية "حبيباس لاند" إضافة نوعية ل"الباهية"    توتنهام الإنجليزي وأنتويرب البلجيكي يتنافسان على زرقان    مانشستر يونايتد الإنجليزي يخطّط لضم هشام بوداوي    وهران: تخرج الدفعة ال 55 للطلبة الضباط والضباط المتربصين بالمدرسة العليا للطيران بطفراوي    نادي سطاوالي يجرّد اتحاد الجزائر من اللقب ويحقق الثنائية    موهبة تعطي "عديم القيمة" نبضا جديدا    وكالات السياحة والسفر تضبط برامج عطلة الصيف    عنابة تحتفي بالطفولة والهوية    بجاية تحتضن ملتقى وطنيا حول المسرح الأمازيغي للهواة    متيجة من عل تسبي العالم    "تارزيفت"... تعبير عن حفاوة الاستقبال    الرابطة الأولى موبيليس : الرابطة تكشف عن توقيت اجراء مقابلات الجولة ال 30 والاخيرة    تعديل قانون استغلال الشواطئ يرمي إلى جعل السياحة رافعة للتنوع الاقتصادي    فعل الخيرات .. زكريا عليه السلام نموذجا    فتاوى : الهبة لبعض الأولاد دون البعض    وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ    في الذكرى ال69 لاستشهاده..تسيط الضوء على بطولات الشهيد الرمز أحمد زبانة    جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة..استشهاد 144 فلسطينيا وإصابة 560 خلال 24 ساعة    لتثمين البحث العلمي وحماية ذاكرة المؤسسات والأمة ..تأكيد على أهمية التعاون بين الجامعات والمديرية العامة للأرشيف الوطني    لجنة صحراوية تناشد المنتظم الدولي الضغط على المغرب لاحترام حقوق الإنسان    قسنطينة: الطبعة ال11 للمهرجان الدولي للإنشاد من 25 إلى 30 يونيو    إيران: ما يرتكبه الكيان الصهيوني جريمة حرب يجب توثيقها    كأس إفريقيا سيدات 2024: المنتخب الجزائري يواصل تحضيراته بوهران    المصادقة على حصيلة سوناطراك    تعارف الحضارات محور ملتقى دولي بالجزائر    مرّاد يستقبل المخرج السعيد عولمي    عُمان ضيف شرف الطبعة ال56    الخضر يتوّجون    الأمم المتحدة تحذر من تأثير الذكاء الاصطناعي على تزايد خطاب الكراهية عالميا    هذه أسباب زيادة الخير والبركة في البيت    التلاحم بين الشعب الفلسطيني و المقاومة الباسلة لا تكسره المؤامرات    خطّة عمل لتوفير أفضل ظروف الاصطياف    تدشين مصنع لإنتاج الأدوية القابلة للحقن    تتويجا للإصلاحات الهيكلية العميقة التي بادرت بها الدولة    بومرداس : توقيف سائق شاحنة قام بمناورات خطيرة    موجة حر وأمطار رعدية    الرابطة الاولى "موبيليس": شباب بلوزداد يفتك الوصافة من شبيبة القبائل, و الصراع متواصل على البقاء بين ترجي مستغانم و نجم مقرة    لا حلول لأزمة الشرق الأوسط إلا بالدبلوماسية والتزام حسن الجوار    السيد سايحي يشرف على تنصيب اللجنة الوطنية لأخلاقيات الصحة    الجزائر/الأردن: تدشين مصنع لإنتاج الأدوية القابلة للحقن تابع ل "حكمة فارما الجزائر"    مرتبة ثانية لسجاتي    الحماية الاجتماعية مبدأ مكفول قانونا لكل جزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لينا شماميان: الغناء إشباع لحاجة ذاتية، والطفلة التي بداخلي هي معياري في الاختيار
نشر في الجزائر نيوز يوم 27 - 04 - 2014

بين دراسة الغناء الكلاسيكي، والتأثر بموسيقى الجاز والموسيقى الشرقية، وذاكرة التراث الأرميني الغني والمتعدد، شقت الفنانة السورية "لينا شماميان"،
طريقها نحو عالم الفن والشهرة، لكن كل ذلك لم يؤثر في حياة وسلوك "لينا" التي لا تزال تحتفظ بالطفلة الصغيرة بداخلها، لينعكس ذلك في بساطة تواصلها التلقائي مع الناس. التقيناها وهي تسير بين أمواج كبيرة من جمهورها في مصر، عقب انتهاء حفلتها الثانية في "مسرح قصر النيل" بقلب القاهرة.. بالكاد تفرغ من توقيع ألبومها لطابور طويل من المحبين حتى ينتظم صف آخر للغرض ذاته.. انتقلنا معها نحو فندق الماريوت بالزمالك حيث كان من الصعب إجراء حوار صحفي على هامش الحفل الذي أمه جمهور مصري وسوري واسع.. ليجري هذا الحوار في وقت متأخر من الليل، حيث بالكاد تمكنا من انتزاع "لينا" عن محبيها، حين كانت الشمس تغزل ثياب الفجر.
لو بدأنا الحوار بالتعريج على البدايات الأولى، ودراستك الأكاديمية في الشام، كيف تبدو تلك المرحلة؟
حقيقة، بدأت حياتي كطالبة بكلية الاقتصاد، وبعد تخرجي مباشرة، شعرت أن الشغف الذي بداخلي للموسيقى أصبح يتبلور أكثر، فالتحقت بالمعهد العالي للموسيقى، قسم الغناء الكلاسيكي، حيث لم يكن هناك مجال في الدراسة الأكاديمية سوى الغناء الكلاسيكي والغناء الشرقي، فاخترت أن أنتسب لقسم الغناء الكلاسيكي ودرست بالإضافة إلى ذلك العزف على البيانو، وتأليف وتوزيع الأغاني بجانب مواد أخرى متعلقة، بالفن الكلاسيكي.
رغم دراستك للغناء الكلاسيكي لكن ذلك لم يؤثر على اختياراتك الموسيقية والغنائية لاحقا، حيث ولجت إلى طريق آخر، بماذا؟
أعتقد أن دراسة النمط الكلاسيكي يمنح الفنان القاعدة الأساسية الصحيحة للغناء بكل أشكاله، سواء على مستوى التكنيك الأدائي، أو الآلات الموسيقية، فالدراسة منحتني تلك القدرة، أو البنية الأساسية لهذه الحرفة، لكن الاختيارات تخضع لمنطق آخر وللذائقة الفنية ويؤثر في ذلك خلفيته الإنسانية والوجودية، وأسئلة الحياة التي يعيشها.
وما هي تلك المصادر أو الروافد التي تصيغ شغف لينا في الاختيارات، ما بين التكوين الأكاديمي الكلاسيكي واختيارات الذائقة الفنية؟
مبدئيا الغناء الكلاسيكي لم يكن محطة أكاديمية فقط بالنسبة لي، فأنا أنحدر من أسرة أرمينية، وبالتالي فالغناء الكلاسيكي جزء لا ينفصل عن روافد التراث الأرميني الغني الذي تربيت ونشأت به، فضلا عن أن والدي كان يعزف الجاز وهو خريج المدرسة الإيطالية، وبالتالي الجاز أيضاً كان جزءا من تركيبتي الشخصية، أما بالنسبة للموسيقى الشرقية فأنا سورية ولدت في الشام (دمشق) وبالتالي هي جزء من كياني وذاكرتي، وتشكل رافدا آخر.
أضف إلى ذلك أنني منذ الصغر تعلمت الموسيقى الأرمينية والسريانية، وأذكر أننا كنا نسكن أمام جامع الحسين، حيث يتم تدريس المقامات في الخمس صلوات!، بالاضافة إلى الأذكار والابتهالات التي تردد هناك، وقد أثر ذلك في تشكيل وصياغة مضمون ذاكرتي الفنية، لذلك لم يكن من المصادفة أن يقال عن صوتي إنه متأثر بالطابع أو البعد الروحاني الصوفي. لذلك موضوع "الروافد" الذي تثيره في سؤالك، مرتبط بكل هذه التشكيلة أو التوليفة الفنية المتعددة.
أنت مشهورة أيضاً بأداء الكثير من الموشحات الأندلسية، وهو نمط تشتهر به منطقة المغرب العربي، والجزائر بصفة خاصة، كيف تأثرت بهذا الطابع الموسيقي الروحي؟
صحيح، هذا أيضاً جزء من تجربتي الفنية، وهناك حديث طويل عن ماهية هذا الطابع المعروف بالأندلسي، وفي تصوري هو ليس أندلسيا خالصا أو محضا، من حيث الامتداد والخلفية، فالأندلس تأثرت بالكثير من الأنماط الغنائية العربية بالأساس، سواء من قبل التجار والمهاجرين العرب من الشام أو المغرب العربي، إلى الأندلس القديم (إسبانيا) وتأثرت بالموسيقى الإسبانية التي كانت سائدة حينها، وفي النهاية هذا التمازج الفني خلّف ما يعرف الآن بالموشحات الأندلسية، وهو نمط عميق فيه الكثير من الروحانية، وظللت أؤديه في كل مراحل حياتي الفنية.
والغريب أن صوتي قريب من هذه الطبقة من الغناء، وكما تعلم هناك مدارس كثيرة في العالم العربي فيما يتعلق بالموسيقى الروحية، كالإنشاد والموسيقى الصوفية وغيرها، لكن معظم من يسمعني يقول إنني أقرب إلى الموشحات الأندلسية أكثر من أي نمط آخر.
وهل أنت على صلة بتجارب الموسيقى الأندلسية التي تؤدي في الجزائر؟
بالتأكيد أنا على علاقة بموسيقى المغرب العربي ككل، وموسيقى الجزائر بشكل خاص، خاصة فيما يتعلق بهذا النمط، وأعشق المالوف القسنطيني، كما أستمع إلى الأنماط الغنائية الأخرى ك "الراي" الذي أصبح ظاهرة فنية عالمية، انطلاقا من الجزائر، واحتل مكانة مرموقة في خارطة الغناء.
كذلك تأسرني كثيرا الموسيقى الأمازيغية الجزائرية، وهي موسيقى راقية ومصدر مهم للتجربة الفنية، شخصيا لا أرفض أي نوع من الموسيقى ما دام ملتزما بالشروط الفنية.
على ذكر الغناء الأمازيغي، هل ثمة تقاطعات بين الموسيقى الأرمينية التي تؤدينها وبين الموسيقى الأمازيغية، سواء على مستوى الجمل اللحنية أو الإيقاعات.. فهناك شعور بأن ثمة تلامس بينهما، هل تلاحظين ذلك؟
أعتقد أن التقاطع في الروح .. روح الموسيقى فكلاهما الأرمينية والأمازيغية تراثان ضاربان أطنابهما في القدم، وهما يخلقان هوية موسيقية خاصة لبلدانهما، هناك خصوصية ما فيهما. وأعتقد أن موسيقى الثقافات المختلفة أو ما يمكن تسميته مجازا "بموسيقى الأقليات" لم تكتشف حتى الآن بشكل كبير. موسيقى الأغلبيات تم ترويجها بشكل كبير، لكن يبدو أن العالم الآن أضحى بحاجة إلى الاستماع لموسيقى مختلفة، موسيقى خاصة لم يتم اكتشافها بشكل كاف. ولعلك لاحظت كيف تلقى وتعاطى الجمهور المصري والسوري اليوم (في الحفل) مع الأغنية الأرمينية التي أديتها. كذلك بالنسبة للموسيقى النوبية في مصر. فنحن بحاجة إلى نفض العتمة عن هذا النمط الموسيقي. وتقديمه جنبا إلى جنب مع الموسيقى الشرقية. حيث أن هذه الموسيقى المسماة مجازا "بموسيقى الأقليات" لا تزال محافظة على هويتها وطابعها الخاص ولم تتغير أو تتأثر كثيرا بما يحدث خارجها، وبالتالي فهي موسيقى أصيلة وتحوي طاقة كبيرة. والعالم كله اليوم يتجه إلى الموسيقى الأكثر محلية، بعد أن استهلك كثيرا أنماطا موسيقية محددة ومروجة ومكررة بشكل كبير.
ولا تنسى أن التجربة الرحبانية مثلا متأثرة كثيرا بالتراث الأرميني الذي استوحت منه الكثير من الطوابع الغنائية، وبالتالي كانت تجربة ناجحة لأنها اتكأت على هذا التراث وتمكنت من مزاوجته بالموسيقى الشرقية.
لو سألتك وقلت: لينا لمن تغني؟ أي من يحضر ببالك وأنت تفكرين في كتابة أو تلحين أغنية، ماذا تجيبين؟
أولا: أغني للطفلة الصغيرة التي بداخلي والتي مازلت محافظة عليها ولا أريدها أن تفلت مني.
وهي أكثر واحدة أسعى لأرضيها تماماً، فالغناء عندي في البداية هو تحقيق رغبة ذاتية، لذلك تجدني أتحدى ذاتي من أجل أغنية أجمل.
ثانيا: ولأن الأغنية هي تجربة ذاتية، أو حكاية ذاتية أو فكرة خاصة تعبر عن حالة ما تكتبها، ثم تلحنها وتجعل العالم كله يسمعها هنا الأمر يتخطى الذات إلى الآخر، وهنا عليك أن تفكر في المتلقي.
هذه النقطة ستقودنا إلى الاغنية التي تجد تقبلا أو احتفاء من الجمهور بمجرد وصولها إليه.. ما هي هذه الأغنية، كيف تبدو، ولماذا تكون أغنية دون أخرى هي المحظوظة، ما هي شروطها؟
في الواقع ليس هناك شروط بعينها. يمكن أن الأغنية الصادقة تصل للناس أكثر وتلامس فيهم شيئا ما فتكون أكثر حظا من غيرها، لكن لا مواصفات معينة، أنا كثيرا ما أتفاجأ بتعاطي الجمهور، مع أغنية بعينها.
هناك من يقول إن الأغنية الإيقاعية الصاخبة أكثر حضورا لدى الجمهور من غيرها، لكن هذا ليس شرطا موضوعيا، ففي الكثير من الأحيان تعاطي الجمهور يناقض هذه الفرضية، (اليوم مثلا تفاجأت كثيرا) عندما أديت أغنية "يا هالي" وهي أغنية بدوية هادئة تعزف على حداء الإبل، إلا أن الجمهور تعاطى معها بصخب وترحاب كبير! لذلك في اعتقادي أن الجمهور يبحث عن الأغنية الصادقة المختلفة التي تلمس فيه وترا ما.
أعرف أنك لا تحبذين الحديث في السياسية، لكن لا يمكن أن نتحاور في الفن دون أن يحضر ما يحدث في سوريا اليوم (وطنك) .. هل ما زالت الأغاني ممكنة في ظل حضور كل هذا الموت؟
بل الأغنية لازمة الآن في ظل كل ما يحدث، وأغنيتي "آخر العنقود" هي تجسيد لهذه الحالة السورية الموجعة، والتي تقول كلماتها "لنغني كي لا ننسى دروب الأحلام، نغني كي لا يفنى غبار الكلام"، وهي أغنية لمواجهة الموت، أو أغنية من أجل النجاة والخلاص. وهذا النوع من الأغاني كان حاضرا وموجودا دائماً في التراث الأرميني الذي تحدى الموت بالغناء. غنى للحياة، للحب في حضور كل هذا الموت الذي يحاصرنا. وأنا أفعل الأمر ذاته اليوم من أجل الأنسان، من أجل حقه في الحياة، رغم كل تفاصيل الموت الحائم حول سوريا، لذلك أمد يدي وصوتي من أجل سوريا الإنسان.
أعود إلى حيث نحن هنا في القاهرة، وأنت للتو أنهيت آخر حفلاتك، في جولتك المصرية، كيف جاءت هذه الزيارة وفي أي إطار؟
هذه هي الجولة الرابعة لي في مصر، حيث أقمت في السنوات السابقة ثلاث حفلات، وهذه المرة أتيت للمشاركة في برنامج "البرنامج" للمذيع المصري الساخر باسم يوسف، وتم على هامش ذلك إقامة حفلتين لي، بمسرح قصر النيل بالقاهرة، وكنت بالفعل متشوقة للجمهور المصري الذي غبت عنه نتيجة إقامتي الحالية بفرنسا، وسعدت كثيرا بالحفلتين الكاملتي العدد واللتين حضرهما الجمهوراين المصري والسوري المقيم بالقاهرة، ولذلك شعرت أنني التقيت بلدين في بلد واحد.
على ذكر مشاركتك في البرنامج التلفزيوني للإعلامي الشهير باسم يوسف في حلقته الأخيرة، ماذا أضاف لك ذلك، سيما أنه يعتبر البرنامج الأول من حيث المشاهدة في العالم العربي؟
مبدئيا أنا مقلة جداً بخصوص الإطلالات المصورة، حيث لم أصور حتى الآن أي فيديو كليب لأي أغنية من أغاني ألبوماتي، كما أني مقلة حتى على مستوى الحوارات التفلزيونية، وبالتالي كنت مدركة أن جمهوري ينتظر أن أطل عليه عبر التلفزيون على الأقل.
وكانت دعوة باسم يوسف لي مهمة لتحقيق هذه الرغبة من جهة، ولزيادة القاعدة الجماهيرية لي، وقد لاحظت ذلك من خلال صفحة المعجبين على الفيس بوك، بالرغم من أن الوقت الذي يمنح في هذه الحصة ضيق جداً ولا يتعدى ربع الساعة، لكن في تقديري كانت إطلالة مهمة وأضافت لتجربتي حتما، خاصة أني قدمت فيه مشروعي الجديد في الغناء والذي ضمنته في ألبومي الجديد "غزل البنات" وبالتالي أعتبر أنها كانت فرصة مهمة لي.
وماذا عن مشروع حفل بالجزائر، خاصة أن لك جمهور واسع هناك؟
صدقني أحب الجمهور الجزائري، وأتشوق إلى لقائه، وسبق لي أن أقمت حفلا هناك، واكتشفت مدى انحيازه للفن الجميل والمختلف، وهو جمهور ذواق للفن، والجالية الجزائرية في فرنسا تحضر بشكل كبير حفلاتي في باريس وتحتفي بها، لذلك في حال تم دعوتي سأكون حاضرة لتلبية رغبة ذاتية لي، وكذلك لجمهوري هناك الذي أبعث إليه من خلال "الجزائر نيوز" بطاقات محبة وشوق.
أريد منك إجابات مختصرة حول التالي، ماذا تعني لك سوريا؟
سوريا هي الأم.. ومصدر كل شيء جميل
فنك؟
كل شيء بحياتي
التراث الأرميني؟
هو الحضن الذي يدفئني.
أجرى الحوار في القاهرة: محمود أبو بكر
محمد سامي، عازف كمان مصري
هل هذه أول تجربة لك مع لينا شماميان؟
نعم هذه هي التجربة الأولى وأنا فخور بها جداً.. أقمنا فيها ثلاث حفلات، خلال جولتها في مصر، الأولى في برنامج البرنامج، ثم حفلتان في مسرح قصر النيل.
كموسيقي وعازف ما الذي يميز تجربة لينا عن غيرها من الفنانين الذين تعاملت معهم؟
أولا أنها مكونة موسيقيا، من حيث أنها درست في معهد الموسيقى، وهذا يمنحها الشروط الموسيقية المهمة، لكن للأمانة هي ليست من النوع الذي يقف فقط على المستوى الأكاديمي وقيوده، فهي تتعاطى مع الفن كموهبة وهواية وتتقبل الآراء، حيث أنها تتميز أيضاً بالفطرة الفنية وهذه مهمة جداً، للقيام بمقاربة أو مزج بين الاثنين.
وماذا عن تجربتها الفنية، ما الذي يجعلها مختلفة في رأيك؟
هناك في الفن نمطان، الأول تراثي والثاني يأتي من التجارب الذاتية والعالم من حولنا، أعتقد أن لينا تزاوج بين الاثنين بشكل محترف، حيث تنطلق من التراث الأرميني والسرياني وفي الوقت نفسه تقدم وصلات حديثة، وهي توليفة صعبة ولكنها نجحت في جعلها ممكنة، وهي لا تتوقف لدى تراثها فقط فهي أيضاً تؤدي الموشحات الأندلسية وتراث الطرب الشرقي والجاز، هي باختصار فنانة صنعت فارقا في تجربتها.
كيف تتم تلك المزاوجة في رأيك؟
أنا مهتم بهذا الجانب، ولدي عناية شخصية بفن الجنوب المصري مثلا أو الفن النوبي، من خلال إعادة الصياغة في التوزيع، بحيث تواكب تطور الموسيقى في العالم وهذا ما تقوم به لينا أيضاً. وأرى أن هذه مهمتنا كموسيقيين أن نجد وسائل ومعالجات مناسبة لتسويق وتطوير موسيقانا المحلية سواء بتغيير صوت الإيقاع أو إعادة توزيع الأغاني حتى نضمن وصولها للآخر دون المساس بالطبع بهويتها الفنية.
هذه هي المرة الأولى التي تتعامل فيها مع لينا شماميان، كيف تقيم التجربة؟
نعم هذه التجربة الأولى لي معها، ولكن كنت منذ البداية من المتابعين الجيدين لتجربتها الفنية، وهي من الفنانين المفضلين الذين تمنيت أن أعمل معهم، وعندما تمت دعوتي قبلت الدعوة فوراً، وهذه هي الحفلة الثالثة لنا معاً.
ما هي الميزة التي لاحظتها من خلال عملك مع لينا شماميان؟
يمكن الميزة الأولى أنها تغني بطريقة مختلفة عن ما درج عليه معظم من يؤدون هذا النمط من الغناء، خاصة على مستوى انتقاء الكلمات التي تبدو كحكايات يومية بسيطة وعميقة في الوقت ذاته، كما أنها تنتمي إلى التجارب الفنية المستقلة، حيث تعمل بشكل مستقل عن أي جهة أو فرق، ولا تعمل بالشكل التجاري الرائج هذه الأيام، أيضاً هناك ميزة على مستوى الإيقاعات، حيث لا تتوقف عند الإيقاع الطربي الشرقي المعروف، بل تستنبط من الإيقاعات الأخرى، مثل الميلودي الكردي والآرميني، وهذه كانت تجربة جديدة بالنسبة لي كعازف إيقاع.
على ذكر الموسيقى المستقلة، هناك شكوى دائمة من التضييق وقلة مساحات العرض لهذا النمط من الفرق الموسيقية، كيف يمكن النهوض بالفرق المستقلة في حركة الموسيقى العربية في رأيك؟
دعني أختلف معك قليلا،.. بالنسبة لمصر لم يعد هذا التحدي قائما خاصة بعد الثورة، حيث أصبحت هناك صالات عرض كثيرة ومتعددة تقدم عروضا للموسيقى المستقلة أو ما يعرف ب "الأندرجراوند موزيك" والصحافة والإعلام أيضاً أصبحا يغطيان هذه التجارب وحفلاتها الكثيرة، والإشكاليات أضحت الآن، في منطقة أخرى، تتعلق بمضمون هذا الفن، الذي بدا أنه ركيك ومكرر وفيه كثير من المضامين التي تعاني من الاجترار، وتنحوا إلى الفن التجاري الهادف أساسا للربح.
هل هناك تجارب مستقلة ناجحة في الوطن العربي خاصة لجهة ترويجها في الخارج؟
بالتأكيد وأهم دليل هو نجاح لينا شماميان في فرنسا، وكذلك ريما خشيش التونسية، وسعاد ماسي الجزائرية، كلها تجارب ناجحة، وحققت قدرا من الرواج في الخارج، باختياراتها المميزة، كذلك هناك تجارب أخرى لم تحقق القدر ذاته من النجاح، لأسباب غير فنية، منها ما يتعلق بالقدرة على التسويق والإدارة، فهذا الأمر له تأثير كبير بجانب، تطوير الموسيقى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.