في خطوة جديدة نحو تحديث المنظومة الجامعية وتعزيز دور الجامعة في الاقتصاد الوطني، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن إطلاق سلسلة من المشاريع الطموحة تستهدف تكوينًا عصريًا يتماشى مع مستجدات المعرفة ومتطلبات السوق. وكشف وزير القطاع، السيد كمال بداري، خلال ندوة صحفية نشطها الثلاثاء، أن الدخول الجامعي المقبل سيشهد إدراج عروض تكوين جديدة بلغ عددها 50 عرضًا، من بينها ليسانس في اللغة الإنجليزية الطبية، وفتح جامعة متخصصة في علوم الصحة، وذلك في إطار توسيع قاعدة التكوين الموجه نحو الاحتياجات الوطنية، خاصة في القطاعات الحيوية. وفي سياق دعم البحث العلمي وتكييفه مع التحولات التكنولوجية، أُدرجت تخصصات جديدة في الطور الثاني والثالث، تشمل مجالات دقيقة مثل الطائرات دون طيار (الدرون)، وتصميم وصناعة الرقائق الإلكترونية، والفلاحة التنموية وتربية الحيوانات، إضافة إلى مجال واعد يتمثل في الإعلام الآلي الكمي، وهو ما يعكس التوجه نحو اقتصاد المعرفة وتعزيز السيادة التكنولوجية. وأكد الوزير أن أكثر من 40 ألف طالب جديد سيستفيدون من عقود توظيف مباشرة بعد التخرج، لاسيما في قطاعي التربية الوطنية والصحة، ما يجسد الرؤية الحكومية الرامية إلى ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، وتحويل الشهادات الجامعية إلى قيمة مضافة حقيقية. كما أشار السيد بداري إلى أن الموسم الجامعي القادم سيكون "ذكيًا وآمنًا سيبرانيًا"، حيث سيتم اعتماد الدفع الإلكتروني في جميع الرسوم الجامعية، ضمن مسار رقمنة الإدارة الجامعية وتحقيق عدالة إجرائية للطلبة. هذه المشاريع والمبادرات تؤكد سعي الدولة الجزائرية إلى إعادة رسم معالم الجامعة الجزائرية، وجعلها أكثر انفتاحًا على عالم الابتكار والتكنولوجيا، وأكثر قدرة على مواكبة التحولات المتسارعة على الساحة الدولية.