المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: خطوة نحو تعزيز السيادة الرقمية تحقيقا للاستقلال التكنولوجي    حوادث المرور: وفاة 44 شخصا وإصابة 197 آخرين خلال الأسبوع الأخير    بحث فرص التعاون بين سونلغاز والوكالة الفرنسية للتنمية    ملابس جاهزة: اجتماع لتقييم السنة الأولى من الاستثمار المحلي في إنتاج العلامات العالمية    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    جامعة بجاية، نموذج للنجاح    السيد مراد يشرف على افتتاح فعاليات مهرجان الجزائر للرياضات    قسنطينة: افتتاح الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني "سيرتا شو"    الطبعة الرابعة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي : انطلاق منافسة الفيلم القصير    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: حضور لافت في العرض الشرفي الأول للجمهور لفيلم "بن مهيدي"    رئيس الجمهورية يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    السفير بن جامع بمجلس الأمن: مجموعة A3+ تعرب عن "انشغالها" إزاء الوضعية السائدة في سوريا    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    انطلاق الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز    "الكاف" ينحاز لنهضة بركان ويعلن خسارة اتحاد العاصمة على البساط    كأولى ثمار قمة القادة قبل يومين : إنشاء آلية تشاور بين الجزائرو تونس وليبيا لإدارة المياه الجوفية    بقيمة تتجاوز أكثر من 3,5 مليار دولار : اتفاقية جزائرية قطرية لإنجاز مشروع لإنتاج الحليب واللحوم بالجنوب    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    ميلة: عمليتان لدعم تزويد بوفوح وأولاد بوحامة بالمياه    تجديد 209 كلم من شبكة المياه بالأحياء    قالمة.. إصابة 7 أشخاص في حادث مرور بقلعة بوصبع    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر    معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية    وسط اهتمام جماهيري بالتظاهرة: افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي    نحو إنشاء بوابة إلكترونية لقطاع النقل: الحكومة تدرس تمويل اقتناء السكنات في الجنوب والهضاب    حلم "النهائي" يتبخر: السنافر تحت الصدمة    القيسي يثمّن موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية    بطولة وطنية لنصف الماراطون    سوناطراك توقع بروتوكول تفاهم مع أبراج    الجزائر تحيي اليوم العربي للشمول المالي    تسخير 12 طائرة تحسبا لمكافحة الحرائق    مشروع جزائري قطري ضخم لإنتاج الحليب المجفف    ش.بلوزداد يتجاوز إ.الجزائر بركلات الترجيح ويرافق م.الجزائر إلى النهائي    هزة أرضية بقوة 3.3 بولاية تيزي وزو    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    معركة البقاء تحتدم ومواجهة صعبة للرائد    اتحادية ألعاب القوى تضبط سفريات المتأهلين نحو الخارج    الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين الدوليين إلى تمويل "الأونروا"    فتح صناديق كتب العلامة بن باديس بجامع الجزائر    "المتهم" أحسن عرض متكامل    دعوة لدعم الجهود الرسمية في إقراء "الصحيح"    العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا    جعل المسرح الجامعي أداة لصناعة الثقافة    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مِن تجلِّيات التعليم القُرآني إبّان الثّورة التحريرية 1954 م 1962 م بِمدينة الجلفة
نشر في الجلفة إنفو يوم 30 - 01 - 2018

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، جلّ شأنه، و جلّ جلاله، أُوحِّده دائمًا و أبدًا، و أعبده و لا أُشركه، لَا إله إلّا هُو. و أُصلِّي و أُسلِّم في كُلِّ وقتٍ و حينٍ، على الهادي الأمين، سيّد وَلَد آدم أجمعين، النّبيّ الأُمّيّ، مُحمّدٍ بن عبد الله، و على آله الأطهار الطّيّبين، و صحابته الكِرام المرضيين. و بعد :
لا تزال الأمّة الإسلاميّة، رغم مَا أصابها و جوّح بِها، مِن مصائب و بلايا و ويلات و مهالك، قد أوبقتها و أردتها مُقسّمة مُجزّأة مُشرذمة، و استحلّ العدو بيضتها، بعد ما كان قد استعمر مُعظم أقطارها سِنين طويلة، مَارس عليها فيها صُنوف الظّلم و البطش و الحُقرة و التّجهيل و التّرذيل... تُواصل رسالتها في تخريج العُلماء و الدُّعاة و الخُطباء و الوُعّاظ[1]، و في تخريج الحُفّاظ و القُرّاء و المُجوّدين و المُرتّلين.....
و الأمّة الجزائريّة، و مِنها الجلفيّة ( الجلفاويّة)، لا تنفكّ و لا تنفصل عن أمّتها الكُبرى، و عن بُعديها العربيّ و الإسلاميّ، و قد تختلف و تتباين، في أداء هذه الرِّسالة السّامية الجليلة[2]، قدر مناطق سُكّانها، زيادة أو نُقصانًا، و شدّة أو فُتورًا...
و قد برز في مدينة الجلفة تحديدًا، مَن أَقْرَأ القُرآن و حَفَّظه لِلنّاس، و عَافس هاته الوظيفة العظيمة الشّريفة زمنًا، الّتي هي بلا ريبٍ تندرج في مضامين الرِّسالة السّامية الّتي أشرت إليها سَابقًا، في المساجد و الدُّور و الكَرفانات و القَطَاطيّ، و هُم قومٌ كُثرٌ، سواء أكانوا قُبيل الثّورة التّحريريّة المُباركة، أم كانوا إبّانها، وهو المراد، أم كانوا بُعيدها.. أستحضر مِنهم، على سبيل المثل، لَا الاستقصاء[3] ( على التّرتيب الألفبائيّ لِألقابهم) :
01) بسطامي أحمد.
02) بشيري مُحمّد.
03) جريبيع ساعد.
04) جعلاب مُحمّد.
05) بن جدّو بن العروس ( بلعروس).
06) حلفاوي بلقاسم.
07) حمزة لمبارك.
08) حُميدة أبو بكر ( بُوبكر)، المعروف بِبُوبكر لبيض.
09) حميدي التُّوهاميّ.
10) خالديّ عبد الرّحمان.
11) رابحي مُحمّد.
12) رابحي المُختار ( المُخطار).
13) سرّاي أحمد.
14) بن سليمان لمبارك.
15) سويّح مُصطفى ( المصفى).
16) شرّاك مُحمّد.
17) شريط بلقاسم.
18) شونان مصطفى ( المصفى).
19) طواهريّة مُحمّد، المعروف بِمُحمّد العِيساويّ[4].
20) عايدي عيسى.
21) العقّون ساعد.
22) العيد مُحمّد.
23) قُوريدة أحمد، المعروف بِالكوّاش.
24) بُوكرش مُحمّد، المعروف بِالطّالب لكحل.
25) لحول ساعد.
26) بن مشيش عبد السّلام المغربيّ الأصل.
بالإضافة إلى عليّ الشّهير بِالجانّ، و مُحاد الصّغير البلوليّ، و غيرهم بِكثرةٍ...
و لا أنسى أبدًا الجُهود الّتي قدّمتها جمعيّة العُلماء السّلفيّة الإصلاحيّة، مِن طريق مدرسة الإخلاص، الّتي كانت وظيفتها الأُولى هِي التّعليم القُرآني رأسًا، و مِن طريق مُدرِّسيها و القائمين عليها جميعهم، مِن أوّل يوم أُخرجت فيه لِلنّاس، و إلى حدّ السّاعة، الّذين عُنوا بِذلك خِصِّيصًا، مَا عَلمت مِنهم و مَا جَهلت، و كذلك الحال بِالنّسبة إلى ما قدّمه و أعطاه، في هذا الحقل الزّاهر، الشّيخ الكُبّارة المُربِّي الفقيه المُفتي مسعودي عطيّة، و تلميذاه الفقيه المُفتي محفوظي عامر[5]، و الفاضل الخطيب الواعظ صاحب الهيبة و الوقار الشّطّي عبد القادر، المُلقّب على لِسان الكثيرين بِعبد القادر لبقع[6]... و إنّ كثيرًا مِن أئمّة مساجد مدينة الجلفة، في ذلك الحين، عالجوا هذه الصّنعة الشّريفة، قبل أن يُقبلوا على المحراب، أو يعتلوا المنابر، كالشّيخ حاشي معمّر (امعمّر) مثلاً.
و قد وقفت في هاته القالة، عِند واحدٍ مِن هؤلاء الّذين عدّدت أسماءَهم آنفًا، و هُو الشّيخ سويّح مُصطفى ( حفظه الله)، بِشيءٍ مِن التّعريف و الإبراز، و ذلك في سِياق مشروعنا الحضاريّ، تُجاه مِنطقة الجلفة، الّذي طفقنا نشتغل فيه مُنذ زمنٍ، عبر إنفو جلفانا (جلفتنا).
فأقول هُو المصفى، أو مُصطفى بن البشير سويّح الطّريفيّ النّايليّ الإدريسيّ الحَسنيّ، و أمّه حدّة زيتوني الّتي ماتت عن سنٍّ عالٍ (101 عامًا)، سنة 2010 م . خرج إلى الوُجود يوم الاثنين الأبرك 12 ذي الحجّة 1358 ه، المُوافق 22 جانفي 1940 م، بِرِحاب بحرارة، بالشّمال الشّرقيّ لِمدينة الجلفة. أمّا في الوثائق الرّسميّة فَوُضِع مكان ازدياده، بِمدينة حاسي بحبح، موئل أولاد سي محمّد (فتحًا).
سكن بِه والد المذكور الّذي اخترمته المنيّة سنة 1963 م، و عُمره أربعة و ستّون عامًا، مدينة الجلفة، و بِالضّبط بِحي البُرج (القرابة)، سنة 1946 م، أو 1947 م، لِينضمّ في سنة 1954 م، إلى كُتّاب الشّيخ عيسى بن الطّاهر عايدي[7] ( رحمه الله)، أين تلقّى مِنه القُرآن، و شيئًا مِن الكتابة و العربيّة... و بعد مُضي قُرابة خمس سنوات، أنهى مرحلة الشّقّ، في سنة 1958 م، و بعد مُدّة صار يحفظ القُرآن حفظًا جيّدًا، و افتتح مقرأة بِبيته، في أواسط عام 1960 م، و استمرّ يُقرِئ فيها القُرآن، و شيئًا مِن مبادِئ الكتابة و القراءة، إلى غاية سنة 1981 م، و هي السنة الّتي سُوِّيت فيها وضعيته المهنيّة، و صار مُوظَّفًا لَدى وزارة الشُّؤون الدِّينيّة و الأوقاف، مَعنيًا بالإقراء و مُتابعة شُؤون المسجد العتيق، بحيّ البُرج، المعروف بِجامع الحُرش، و لَاقى في سبيل ذلك عنتًا و وصبًا ولُغوباً، و أُصيب بِداء السُّكّريّ (شفاه الله)، سنة 1988 م، و أضحى مِن الزّمنة، و مَا بَرِحَ هَاته المِهنة، رغم تحوّله سنة 1991 م، إلى بلدة عين معبد، بِشمالي مدينة الجلفة، و استقرار مُقامه بِها، حتّى أُحيل إلى المعاش ( التّقاعد) سنة 2010 م[8]، و قد تخرّج بِه عبابيد (عباديد) كثيرون. و هُو رجلٌّ عصبيّ المِزاج بعض الشّيء.
و قد سُجن و أُهين، ثلاث مرّات، خِلال الثّورة التّحريريّة ( 1954 م 1962 م)[9]، آخرها دامت ثمانية عشر شهرًا، بِسجن الأغواط، و قد أُطلق سراحه في يوم الاثنين 14 مارس 1960 م.
و بعد الاستقلال (1962 م)، كان يحضر جانبًا مِن دُروس و جلسات الشّيخ مسعودي عطيّة[10]، الّتي اجتمع عليها المُريدون و الواطِئة حِينذاك، في الجُمع و الرّمضانات، و في يومي الاثنين و الخميس، مِن كُلِّ أُسبوعٍ، مَا بين صلاتي المغرب و العشاء، و لم يتغيّب عنها إلّا أفاويق...
و مِمّا بَصِرته (أبصرته) عنه أثناء جُلوسي إليه، و استماعي لَه، أنّه يُعالج النّاس بالرُّقيّة المكتوبة، و الغير المكتوبة، الّتي تُعرف بِالتّسباب، مِن فعل سبّب، يُسبِّب، تَسبيبًا و تسبابًا، و هذه المُعالجة صَالحةٌ لِلصِّبيّة و الغِلمان و النِّساء و الرِّجال و الشّيوخ، و حتّى لِلأنعام و الأفراس، و يَكْتُب في ذلك قراطيس و تمائم و كُتبًا و حُجُبًا تُعلّق، أو تُخْزَن، تَحْمِل في متنها بعضًا مِن القُرآن، لَا غيره، كما أخبرني هُو بِذلك، كَالفاتحة و الإخلاص (الصّمد) و المُعوّذتين (الفلق و النّاس) و أواخر البقرة... و أقول اختصارًا عن هذا الشّأن، إنّ عُلماء الصّحابة و التّابعين، و مَن بعدهم، مِن القُرون الثّلاثة المشهود لهم بالخيريّة و الفضل، قد اختلفوا في تعليق التّمائم الّتي هي مِن القُرآن، و أسماء الله الحُسنى و صفاته العُلى، فقد أجازه عبد الله بن عمرو بن العاصّ (رضي الله عنه)، و هو ظاهر مَا رُوي عن عائشة (رضي الله عنها)، و قال به الإمامان الباقر و أحمد في رواية. و منعه ابن مسعودٍ، و ابن عبّاسٍ ( رضي الله عنهما)، و هو ظاهر قول (أي المنع) حُذيفة و عُقبة بن عامرٍ و ابن عكيمٍ ( رضي الله عنهم)، و بِه قال ( أي المنع) أصحاب ابن مسعودٍ، من التّابعين، و أحمد في رواية أُخرى، اختارها كثيرٌ من الحنابلة، و مال إليه المُتأخِّرون مِن أهل العلم. و الأحوط ترك التّمائم و مَا في مَعناها. و الله أعلى و أعلم.
و بِخصُوص قراءة القُرآن (الفدوة)، حال (أثناء) الدّفن، أو حتّى في الأربعينيّة[11]، فقد كان يأخذ بِعدم جواز أخذ الأُجرة، أو الصّدقة، عليها، و بعد زمنٍ اقتنع بِعدم جواز القراءة نفسها[12]، أثناء ذلك ( الدّفن، و الأربعينيّة)، فضلاً عن تعاطي الأجرة عليها.
و في سياقٍ مُغايرٍ، فقد حدّثني أنّ طُلّاب العلم و مُريدي الثّقافة، و بخاصّة الشّرعيّة مِنها، بِمدينة الجلفة، كانوا في فترات الأربعينيات و الخمسينيات و السّتِّنيات، مِن القرن الزّائل المِيلادي، يجلبون و يقتنون المصاحف و الكُتب مِن مدينة المَديّة، عاصمة التِّيطريّ ( التِّيتريّ)[13].
هذا، و صلّى الله و سلّم و بارك على خاتم أنبيائه سيّدنا مُحمّدٍ و آله و صحبه. و الحمد لله ربّ العالمين لا شريك له، أوّلاً و آخرًا.
سويّح المصفى ( مُصطفى )
المُصحف الّذي اشتراه البشير لِولده المصفى (مُصطفى)، و هُو أوّل مُصحف اكتسبه، و قرأ فيه
الوثيقة الّتي تُبيّن إطلاق سراح سويّح المصفى مِن السّجن لدى السُّلطات الاستعماريّة الفرنسيّة سنة 1960 م ، و هُو آخر سجن له
بيان اشتراك سويّح المصفى في جبهة التّحرير الوطنيّ
وثيقة اشتراك في جبهة و جيش التّحرير لسويّح المصفى مُؤرّخة في 1962 م
هوامش
1 لقد دُجِّل الكثير مِنهم، و بُرمج وِفق مآلات سياسيّة، و مآرب نفعيّة محضّة، و السِّياسة إذا أُقحمت في كُلِّ شيءٍ أفسدته، فالسِّياسة لها قدرٌ مُقدّرٌ. قد جعل الله لِكلِّ شيء قدرًا. و الله أعلى و أعلم.
2 و مِن ضمن هاته الرّسالة السّامية أيضًا بِناء المساجد و تشييدها، و افتتاح المقارئ و المدارس الّتي تُعنى بِالقُرآن الكريم و عُلومه، و قد شهدت في الآونة الأخيرة طَفْرًا محمودًا، و بِخاصّة على مُستوى مدينة الجلفة عاصمة الولاية. و الله أعلى و أعلم.
3 فلا يخرج عليّ أحدٌ، و يقول لِي : لِماذا لم تذكر فُلانًا، أو علّانًا، أو..... أو يقول لِي لِما ذكرت فُلانًا، و خصصته بالقول دُون غيره. و لِيعلم مَن يقرأ مَا أنشره عبر الجلفة إنفو، أنّ النّاسَ عندي سواءٌ. و الله أعلى و أعلم.
4 كان مُؤدِّب صِبيان لَدى الحُرش و بني ميزاب. و الله أعلى و أعلم.
5 إنّ عامرًا بُعيد وُروده على مدينة الجلفة، سنة 1947 م، و قُبيل أن يغدو إمامًا، سنة 1967 م، تولّى وظيفة التّدريس القُرآنيّ، بِأمرٍ مِن شيخه عطيّة الغنيّ عن التّعريف، و قد وهب الكثير في هذا المهيع، و تخرّج به ما لا يُحصى مِن المُريدين و القناديز. و الله أعلى و أعلم.
6 ليس في ذلك تعييرٌ أو تقبيحٌ، أو ما شابه ذلك، و هُو أمرٌ سائغٌ، على غِرار ما كان سائدًا و مألوفًا، لَدى السّلف الكِرام، مِن القُرون المُفضّلة بالنّصّ المعصوم.. كالأئمّة الأعرج و الأعمش و ورش، فالأوّل إسمه عبد الرّحمان بن هُرْمُز ( ت 117 ه / 735 م )، و الثّاني إسمه سُليمان بن مِهْران ( ت 148 ه / 765 م )، و الثّالث إسمه عُثمان بن سعيد ( ت 197 ه / 812 م )، بِالمزيد إلى إمام اللُّغة و الأدب في وقته العَلم القَمْقام الجاحظ، الّذي إسمه الحقيقيّ عمرو بن بحرٍ ( ت 255 ه / 869 م ). و الله أعلى و أعلم.
7 لقد طلب بعض سُكّان حيّ البُرج ( القرابة )، و منهم سويّح البشير ( 1899 م 1963 م )، و هُو والد الشّيخ المصفى المُنوّه به أعلاه، مِن الشّيخ عيسى بن الطّاهر عايدي الصّالحي (مِن أفخاذ بطون أولاد لَعْور) العِيساوي، ثمّ النّايليّ الإدريسيّ الحَسنيّ، حِينما كان شابًّا يافعًا، حَافظًا لِلقُرآن الكريم حفظًا متينًا، و قد وَفَد على مدينة الجلفة، و هُو لا يمتلك شيئًا مِن متاع الدّنيا، أن يُعلِّم القُرآن لِأبنائهم، مُقابل أن يُزوِّجوه، و يُزهِّجُوه بِما يليق لِذلك. (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَاِنيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَ مَا أُرِيدُ أَن أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِيَ إِنْ شَاءَ اللهُ مِنْ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَ اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ). القَصص / 27 و 28. فقبل العرض مُباشرة، و تزوّج مِن فاطنة سعيداني الطّريفيّة النّايليّة الإدريسيّة الحَسنيّة، و هي ابنة عمّة الشّيخ المصفى المُومى إليه آنفًا، و كان مهرها تعليم النّاس القُرآن الكريم، و مَا يتبعه، فما أثمنه مِن مهرٍ.. و ما أجمله و أروعه.. و قد ولدت له ذُرّيةً، و تناسلت مِنها أجيالٌ. و قد بنوا له قططيّة، أو قطّية (و جمعها قطاطي)، مِن الحجر و الطُّوب، كمسكنٍ له، بِالحيّ المذكور، و كانت فيها مقرأته المشهورة. و الله أعلى و أعلم.
8 أنبأني أنّه قبل سنة 1981 م، و مُنذ أن طفق يُقرِئ و يُعلِّم القُرآن الكريم لِلنّاس، مِن بداية سنة 1960 م، كانت تُلازمه البركة و اليُمن و السّعد، و بعد ذلك التّاريخ أعني 1981 م (أي عِند انخراطه رسميًّا في السّلك الدِّينيّ)، بدأت تلك البركة تنقص و تتلاشى و تختفي شيئًا فشيئًا. و لا حول و لا قُوّة إلّا بالله العليّ العظيم. و الله أعلى و أعلم.
9 مِن جملة ما ذكره لِي مِن الأحداث الّتي وقعت له، أثناء هذه الثّورة المُظفّرة، أنّه وجد يومًا مُسدّسًا ذا 12 رصاصة، بِشمالي حيّ البُرج، غير بعيدٍ، فَوَجِل و ذُعِر و ارْتَعَب، ثمّ تشجّع و التقطه، و رجع بِه إلى البيت، حيث سلّمه لِوالده، الّذي قام بِنفسه، بِتسليمه مرّة أخرى، إلى أحد قادة جيش التّحرير الوطنيّ، الّذين كانوا معروفين، في ذلك الحين، بِالجلفة... و بعد مُدّة، جاءته مُكافأة مِن جيش التّحرير، مُتمثّلة في نُقودٍ، قدرها 120 دج. و الله أعلى و أعلم.
10 إنّ الشّيخ الصُّوفيّ المُربِّي الفقيه المُفتي المعروف عطيّة مسعودي انقطع عن الحلقة العلميّة (بِمعناها الاصطلاحيّ)، الّتي كان يُملي و يُفسِّر فيها، و كان يُدرِّس و يشرح فيها كتابًا مُعيّنًا، أو متنًا مُحدّدًا، في العُلوم الشّرعيّة و اللُّغويّة الرّائجة، و الطّلبة يتحلّقون مِن حوله، و يستمعون له و يكتبون، في سنة 1967 م، أو رُبّما في سنة 1970 م، كما أخبرني بِذلك غير مَا مرّة شيخي أبو مُحمّد الجابريّ سالت، لكن مجالسه العامّة و مَشَاهِده و توجيهاته و استشاراته و إفتاءاته، و غيرها، لم تنقطع حتّى غاية وفاته رحمه الله. و الله أعلى و أعلم.
11 أي بعد انقضاء أربعين يومًا، و قال بعضهم ليلةً، مِن وفاة الميّت. و الله أعلى و أعلم.
12 و بعضُ أهل العلم ( سلفًا و خلفًا ) و ما أكثرَهم يقول بِبدعيّتها. و الله أعلى و أعلم.
13 هاته المعلومات و غيرها، أفدتها عنه، صباح يوم الثّلاثاء 06 جُماد أوّل 1439 ه، المُوافق 23 جانفي 2018 م، بِمسكنه، الموجود قُرب المشفى الجواريّ، لِبلدة عين معبد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.