وصلت مسيرة اتحاد الكتاب الجزائريين إلى نهايتها ، و لا يوجد في الأفق حل إيجابي للأزمة ، فكل الأطراف متعارضة و ليست هناك أرضية للحوار و قبول الآخر ، و لم يعد للكتاب الجزائريين الملتزمين تنظيم موحد يمثلهم ، حتى الجهات الوصية التي كانت ترعى الاتحاد في زمن الحزب الواحد نفضت يديها منه ، و أصبح الصراع من أجل احتلال المناصب الشكلية في هذا الاتحاد هو العامل المشترك بين المتسابقين ، لقد كنت واحدا من هؤلاء ، و لكنني اليوم و بعد تفكير ، أتوب و أعلن براءتي من أي انتماء لهذا التنظيم. هل هو من الضروري أن يلهث الكاتب وراء هاجس الانتماء إلى إطار وهمي ، ضيق ؟ إن الكاتب الحقيقي ، في اعتقادي ، يعلن انتماءه فقط للإنسانية و لفضاءات الإبداع الممتدة ، لا أن يحشر نفسه في إطار محدد بالصراعات التافهة و المطالب الزائفة ، و عليه فإن المثقف المتحرر و المتملص من جميع القيود المعيقة لفعل الإبداع هو المنتصر في النهاية. هل هناك حاجة فعلية تدفع الكتاب إلى الصراع في ما بينهم ؟ ، حتى الاختلافات في الاعتقادات و الآراء و القناعات لا تضع الكتاب في مثل هذا الموضع المزري ، و إذن ، يبقى هذا الصراع من أجل إشباع حاجات مادية بحتة و حاجات نفسية مرضية. لقد أسس عمالقة الأدب الجزائري اتحاد الكتاب الجزائريين في تلك الفترة التاريخية لضرورة تمثيل النخبة المثقفة في الخارج و توحيدها في الداخل و لدواعي موضوعية ، أما الآن فقد صارت تلك الدواعي من الماضي ، و نحن اليوم نعيش عصر الانفتاح و الديمقراطية و تكنولوجيا الاتصال حيث لا مجال لتلك الممارسات التقليدية. إنني أدعوا جميع الكتاب الجزائريين الذين يرون أنه من الواجب أن يكون لنا اتحاد كتاب ، إلى عقد مؤتمر وطني يتم فيه انتخاب لجنة تنظيمية تكون مهمتها اختيار مجلس موسع يعمل على تأسيس هيئة وطنية جديدة للكتاب الجزائريين. دعوتي هذه تدخل في إطار النصيحة للكتاب الجزائريين ، أما أنا فلست مهتما لا بالاتحاد الحالي و لا بالهيئة التي أدعو إلى تأسيسها ، و قد رأيت أنه من واجبي التضامن مع الكتاب الجزائريين جميعا و الانحياز إلى مصلحتهم.