أكد، أمس، بالجزائر العاصمة، المشاركون في الملتقى الأكاديمي الأول بين الجزائر والمجر حول العلاقات الدولية والانشغالات الأمنية والاقتصادية ضرورة تعزيز علاقات التعاون والبحث الجامعي والعلمي بين البلدين. أوضحت سفيرة المجر هيلغا كاتلينا بريتز، أن عمق العلاقات التاريخية تحتم اليوم على البلدين التوجه نحو مزيد من التنسيق في مختلف المجالات تثمينا لأواصر الصداقة التي تجمعهما داعية الى بذل مزيد من جهود الشراكة بين مراكز البحوث والجامعات بين البلدين. وذكرت انه منذ سنة 2014 تمت اعادة بعث المنح التي تخص الطلبة الجزائريين لمزاولة دراستهم في الماستير والدكتوراه بالمجر كمؤشر إيجابي على التعاون الأكاديمي بين جامعات البلدين، إلى جانب عقد عديد الاتفاقيات في مجالات الفلاحة والبناء وتمويل عدد هام من المشاريع المصغرة للبحوث الميدانية والتي يمكن ان تفتح مجلات تعاون أكبر مستقبلا. وأضافت أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين والذي تراوح في السنوات الماضية ما بين 150 إلى 250 مليون دولار سنويا، لا زال بعيدا عن الفرص الحقيقية والممكنة بين البلدين، الا ان الاتفاقيات التي تجمع الجزائر والمجر تعكس من جهة اخرى ‘'تعاونا نوعيا'' بما فيها الاتفاقيات المبرمة مع عدد من الجامعات الجزائرية على غرار جامعة تمنراست والمدية والمتعلقة بالجانب البيئي وسبل الحفاظ على المحيط الغابي. وأوضح شريط رابح عميد جامعة الجزائر 3 ان تنظيم هذا اللقاء يأتي ضمن مساعي «ترقية» البحث العلمي الجامعي، مؤكدا ان هناك افاقا واعدة للتعاون مع دولة مجر وجامعة الجزائر «مستعدة لتجسيد هذا التعاون مع نظيرتها من مراكز بحث وجامعات مجرية». من جهته كشف ياسين بلعربي المدير العام لمركز البحوث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية (كرياد) لواج على هامش هذا اللقاء عن توقيع اليوم، بالجزائر العاصمة لاتفاقية تعاون مع المعهد المجري المتخصص في العلاقات الدولية والتجارة، وسيتم بموجب هذا الاتفاق توطيد علاقات بحث ميدانية بين المؤسستين في البلدين. وتشمل ميادين البحث - كما قال - العلاقات الدولية وتبادل التجارب حول التنمية والاصلاحات الاقتصادية لاسيما في ظل التشابه في المعطيات التي تجمع الجزائر بالمجر من حيث التحول من الاقتصاد المركزي نحو اقتصاد السوق، موضحا أن الفهم الجيد لكيفية الانتقال التي حدثت بالاقتصاد المجري وساهمت في تطويره يمكن ان تستغل بالجزائر. وكشف المتحدث عن توقيع المركز ل5 اتفاقيات تعاون مع مراكز وجامعات اجنبية ضمن مسعى ترقية البحوث الاقتصادية بالجزائر والتوجه نحو التجسيد الفعلي لتلك الاتفاقيات بعيدا عن الجانب التنظيري.