أكد الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور ناصر جابي، أن الظروف الجغرافية والمحيط السوسيولوجي يساهم بقسط كبير في بلورة نوعية صناع القرار حاليا، مضيفا أن الأحزاب السياسية في البلاد ينتظرها نضج إضافي في ما يخص التحضير وتأهيل النخب الوزارية القادرة على مسايرة العواصف السوسيولوجية للفرد الجزائري . وقد اعتبر الكاتب جابي، لدى استضافته من طرف جمعية الكلمة للثقافة والإعلام في نشاطها الأول لهذه السنة، أن الحديث في الجانب الاجتماعي للوزير في الجزائر يعني الحديث عن الحياة الخاصة التي تعد من الطابوهات في الإعلام الجزائري. ولدى مناقشته لكتابه ''الوزير الجزائري.. أصول ومسارات''، الصادر حديثا عن دار الشهاب، وبحضور مثقفين إعلاميين وطلبة تجاوبوا مع الموضوع الذي تناوله ذات الكاتب في مؤلفه الجديد، وهو الأول من نوعه، نظرا لكونه أول كتاب يتناول الوزراء الجزائريين من وجهة نظر سوسيولوجية، فقد جمع ضيف المنتدى بورترهات ل 150 وزيرا منهم عبد العزيز زياري، احمد بن فريحة، وفاروق بن طوبال. كما اعتمد، حسب ذات الباحث، في كتابه على تقنية المقابلات المباشرة، وذلك بالتركيز على الأصول الاجتماعية للوزير ومساره التعليمي ووسطه الثقافي والعائلي بما يميزه من استراتيجيات مصاهرة عائلية وحراك اقتصادي، واجتماعي خلال أربعة أجيال كاملة. وفي هذا الصدد أكد ناصر جابي بأن اختيار المقابلات المباشرة كوسيلة لجمع المعلومات فرض، يعود على غياب المعطيات العلمية الدقيقة حول النخبة السياسية في الجزائر، ومن هنا تتأتى أهمية الكتاب، لأنه مساهمة فعلية في تعريف القارئ على سوسيولوجية الدولة في الجزائر، وقد راعى الكاتب خلال اختياره للعينة المدروسة، أن تكون ممثلة لمختلف الأجيال والمراحل السياسية الكبرى في الجزائر التي عرفتها الجزائر السياسية وهي مرحلة بومدين والشاذلي وما بعد التعددية. وفضل الباحث التأكيد في نهاية المطاف بأن الظروف الجغرافية والمحيط السوسيولوجي يساهم بقسط كبير في بلورة نوعية صناع القرار حاليا، في حين أكد المعني بأن الأحزاب السياسية وفي البلاد ينتظرها نضج إضافي في ما يخص التحضير وتأهيل النخب الوزارية القادرة على مسايرة العواصف السوسيولوجية للفرد الجزائري للإشارة فقد استغرق الباحث 17 سنة لإتمام بحثه، حيث باشر في تقصي المعلومات عام 2004، ليكون هذا الإصدار بين يدي القراء هذا العام 2011.