غريب أن يّسأل روائي عربي عن اتحاد الكتاب الجزائريين ويجيب بجملة “لا اعرف عنه شيئا”، وهو الذي قدم إلى الجزائر كمشارك ببحثه حول الروائية أحلام مستغانمي في إحدى نشاطات هذه الهيئة، ويعرف الكثير عن أدبنا وكتابنا، في حين يجهل أدنى معلومة عن البيت الذي يحوى أو احتوى هذه الأقلام !؟ فاجأنا جهاد مجيد، روائي وعضو المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بقوله “لدي اطلاع على الأدب الجزائري أما الاتحاد فلا”، حيث التمسنا لدى التقائنا به تتبعه الكبير لأدبنا وأدبائنا أمثال كاتب ياسين، الطاهر وطار ، واسيني الأعرج، أحلام مستغانمي وغيرهم من الأسماء التي مثلت الثقافة الجزائرية أحسن تمثيل وبرهنت وجودها في المحافل والتظاهرات الدولية والعربية. وبعد الانحصار الذي شهدته العراق، قال جيهاد، أن الأخبار والمستجدات توقفت عن الوصول إليهم وحدثت القطيعة بين محدثنا والأدب الجزائري، حيث أصبح لا يعرف الأقلام الجديدة التي ميزت الجزائر في هذه الفترة. لكن اتحاد الكتاب الجزائريين ليس وليد اليوم أو السنوات القليلة الفارطة بل مرت عليه ابرز الأقلام الجزائرية المعروفة داخل وخارج البلاد، بدءا من مالك حداد، أبو القاسم خمار، عمر البرناوي و..، وباعتبار جيهاد عضو في اتحاد كتاب فكان من الأجدر أن يكون على تتبع لباقي أخبار الاتحادات الأخرى. وهنا يبقى السؤال المطروح هل اتحادات الكتاب في البلدان العربية فعلا مجتمعة تحت جناح هيئة واحدة، أم كل اتحاد يعمل منفردا ويبحث عن نفسه داخل ترابه، ولا يعرفه إلا أهل بيته؟