[Image]يعتبر اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي واحدا من أفضل اللاعبين الذين جاؤوا في تاريخ كرة القدم الجزائرية لدرجة أنه وصف على أنه أفضل من حمل الرقم 10 في المنتخب الوطني وذلك بفضل التقنيات العالية، التي يمتاز بها والتي ساهم في خلالها في النتائج الايجابية والرائعة التي حققها مع المنتخب الوطني خاصة خلال كأس العالم 82 بإسبانيا وهذا ما جعله محل أطماع عديد الأندية الأوروبية على رأسها العملاق الاسباني برشلونة ونادي جوفنتوس الايطالي، لكن وفي هذا الحوار يعود بنا بلومي الى اللحظات والمراحل المهمة في مشواره الرياضي سواء في الأندية التي لعب لها أو في المنتخبات مع التركيز على أهم الأحداث التي صاحبت مسيرته الكروية.❊ في البداية، نشكرك على هذه الفرصة التي ستسمح لنا بالتقرب أكثر منك خاصة في ظل وجود العديد من المعجبين بك والذين يرغبون في معرفة تفاصيل أكثر عن حياتك الكروية والشخصية كذلك. ❊❊ لا بالعكس أنا سعيد بهذه الفرصة خاصة عندما يتعلق الأمر بجريدة »الشعب« التي أكن لها كل الاحترام والتقدير. ❊ لو تحدثنا عن بدايتك الكروية؟ ❊❊ بدايتي الكروية كانت مثل كل أو معظم الشباب الجزائري حيث بدأت مداعبة الكرة في الشارع رفقة أقراني وهذا في ظل غياب مساحات أوملاعب تستطيع ممارسة الكرة فيها بكل أريحية وهذا ما جعلنا نواجه بعض المشاكل أحيانا مع سكان الأحياء. ❊ ما هو اسم أول ناد لعبت له؟ ❊❊ أول نادي انضممت إليه كان فريق أولمبيك سيمباك في معسكر حيث التحقت بالفئات الصغرى وكان سني حينها 14 سنة وكان هذا سنة 1972 وبقيت فيه الى غاية سنة 1975 ورغم عدم توفرالامكانيات في هذا الفريق، إلا أنني استمتعت كثيرا بهذه المرحلة خاصة أنها تزامنت مع فترة المراهقة. ❊ بعد ثلاث سنوات في أولمبيك سيمباك، أين كانت الوجهة؟ ❊❊ بعد ذلك التحقت بفريق غالي معسكر سنة 1975 وكان سني حينها 17 سنة وأتذكر أنه كنت في قمة السعادة خاصة بعد تحقيق حلمي واللعب في أحد فرق الأندية الجيدة. التحقت بفريق غالي معسكر وأنا في سن 18 سنة ولعبت مباشرة مع فريق الأكابر وكان المدرب حينها سعيد عمارة الذي أعطاني الفرصة منذ البداية لأعبر عن امكانياتي، خاصة أنه في ذلك الوقت كان الاعتماد على اللاعبين الشباب ومراكز التكوين عكس اليوم، أين يجد اللاعبون الشبان صعوبات كبيرة في بداية مشوارهم الرياضي. ❊ هل تتذكر بعض اللاعبين الذين كانوا متواجدين معك؟ ❊❊ كان معي بعض اللاعبين الممتازين على غرار هادف، تاجي، بن ساولة. ❊ هل توجت بأي لقب مع فريق غالي معسكر؟ ❊❊ في تلك الفترة لا.. لكن فيما بعد نعم توجنا بالبطولة. ❊ ماذا عن المنتخب الوطني؟ ❊❊ المنتخب الوطني كان حلما كبيرا بالنسبة لي وكل الذين شاهدوني كانوا يقولون لي مكانك في المنتخب الوطني رغم صغر سني آنذاك إلا أن الجميع رشحني للالتحاق بالخضر وأنا انتظرت الدعوة بفارغ الصبر الى أن جاءتني. ❊ تتذكر أول مباراة مع »الخضر«؟ ❊❊ أول مباراة كانت ضد مالاوي في عاصمة بلدهم لا أتذكر اسمها وانتهت بالتعادل الايجابي وحينها كانت مشارعي لا توصف خاصة أنني حققت حلمي بالتواجد مع المنتخب الوطني وأسعد لحظة بالنسبة لي خلال التواجد مع المنتخب الوطني وهي عند عزف النشيد الوطني وعند تسجيلي لهدف مع المنتخب الوطني، أما التاريخ بالضبط، فأنا لست متأكد، لكنه من المرجح أنه 21 أكتوبر 1978. من كان المدرب حينها؟ كان يدربني مخلوفي وكان من المدربين الممتازين الذين ساهموا في تطوير كرة القدم الجزائرية وأعقتد أنه من وضع الأسس الصحيحة للكرة الجزئرية. ❊ لكنك كنت متواجدا أيضا مع منتخب الشباب؟ ❊❊ بالفعل استدعيت لمنتخب الشباب من أجل المشاركة في كأس العالم التي أقيمت في سنة 1979 في اليابان. ❊ وأي مجموعة كنتم متواجدين؟ ❊❊ كنا متواجدين في مجموعة البلد المضيف اليابان إضافة الى المكسيكوإسبانيا وكانت مجموعة صعبة جدا، لكننا لعبنا مبارياتنا بثقة كبيرة وبدون حسابات، حيث استطعنا تحقيق الفوز على المنتخب الاسباني وتعادلنا أمام البلد المضيف اليابان نتيجة سلبية وتعادل أمام لمكسيك بهدف لمثله. ❊ كان مستواكم متقارب مع هذه المنتخبات؟ ❊❊ بالفعل رغم قوة هذه المنتخبات إلا أننا كنا معهم متقاربين في المستوى وهذا دليل على العمل الكبير الذي كانت تقوم به الأندية من خلال التكوين الجيد للاعب المحلي من جميع النواحب فنيا وبدنيا عكس اليوم، أين نشاهد لاعبين يباعون ويتقاضون أجورا خيالية، لكن مستواهم على أرضية الميدان بعيد كل البعد عن هذا. ❊ بالعودة للمنتخب الأول شاركت معهم في كأس إفريقيا 1980؟ ❊❊ كانت بنيجيريا ورغم الظروف الصعبة التي جرت فيها هذه المنافسة، إلا أننا استطعنا تحقيق مشاركة مشرفة حيث وصلنا الى النهائي وخسرنا أمام نيجيريا في النهائي بعد تحيز تحكيمي واضح لصالحهم خاصة أنهم كانوا أصحاب الأمس. ❊ كنت هداف هذه الدورة؟ هذا صحيح وسجلت على ما أتذكر 11 هدفا، لكنك صرت معروفا بفضل النتائج التي حققتها؟ ❊❊ رغم صغر سني حينها إلا أنها كانت لدي شعبية في الجزائر وخارجها رغم عدم وجود الأجهزة والاتصالات حاليا وهذا ما ساهم في ترشيحي للفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا. ❊ سنة 1981؟ ❊❊ نعم وهذه الجائزة كانت تمنحها مجلة فرانس فوتبول الغنية عن كل تعريف والفوز بهذه الجائزة تبقى ذكرى غالية في مشوار أي لاعب الذي قد يتوج بهذه الجائزة لمرة واحدة طوال مسيرته الرياضية. ❊ خاصة أنك أول جزائري يتوج بهذه الجائزة؟ ❊❊ هذا شيء يشرفني أن أكون أول جزائري يتوج بهذه الجائزة وكما ترى حاليا من الصعب جدا على أي لاعب جزائري التتويج بهذه الجائزة التي أصبحت حكرا على الأفارقة. ❊ بعد ذلك خضت تصفيات كأس العالم 1983 بإسبانيا مع المنتخب الوطني؟ ❊❊ خضنا التصفيات وأتذكر أنه كنا نتواجد مع نيجيريا والنيجر والسودان وتأهلنا بجدارة الى المونديال. ❊ هل كانت التصفيات صعبة مثل الآن؟ ❊❊ لا لم تكن صعبة وذلك للفارق في المستوى الذي كان بيننا وبين نظرائنا الأفارقة لهذا تأهلنا مرتين متتاليتين في 1982 و 1986 وفي سنة 1990، كنا الأقرب للتأهل لولا الأحداث التي صاحبت مباراة مصر في القاهرة. ❊ أين جرت التصفيات؟ ❊❊ لعبنا التصفيات في ملعب قسنطينة وصراحة لقينا معالمنا في هذا الملعب وتستطيع تشبيه ملعب قسنطينة آنذاك بملعب البليدة حاليا حيث ساهم تواجدنا في هذا الملعب في تحقيق نتائج ايجابية. ❊ألم تتلقى عروضا للاحتراف في أوروبا خاصة أنك فزت بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا؟ ❊❊ بالعكس كانت تأتيني عروض رسمية. ❊ هل تلقيت عرض من البارصا؟ ❊❊ بالفعل تلقيت عرضا رسميا من برشلونة حيث التقيت بالمدير الرياضي لفريق برشلونة إلينو ايريرا بعد مقابلة من المقابلات في تصفيات كأس العالم 1982 وأكد لي رغبة الفريق الكاتالوني في التعاقد معي. ❊ لكن لماذا لم تتعاقد مع البارصا؟ ❊❊ بصراحة لم أكن محظوظ لأنني تعرضت لإصابة خطيرة حرمتني من المشاركة في كأس إفريقيا 1982 وكذلك من الانتقال الى هذا الفريق العريق. ❊ هل تؤمن بالحظ في كرة القدم؟ ❊❊ هناك مواقف معينة تجعلك تؤمن بالحظ في كرة القدم خاصة عندما يتعلق الأمر بإصابة تحرمك من المشاركة في منافسة كبيرة ككأس العالم مثلا لكن بالمطلق كرة القدم تعترف بالعمل والجدية من أجل النجاح. ❊ حققتم التأهل لأول مرة لكأس العالم؟ ❊❊ كان انجاز تاريخي بالنسبة لنا خاصة أنها كانت لأول مرة بالنسبة للجزائر منذ الاستقلال وكانت فرحتنا لا توصف حينها. ❊ كيف كان شعورك؟ ❊❊ كان شعور مميز خاصة أن أي لاعب يطمح للتواجد في هذه المنافسة الكروية الكبيرة التي تضم أحسن المنتخبات في العالم وأنا كنت محظوظ أنني شاركت مرتين في هذه المنافسة وهناك حتى لاعبين كبار لم يستطيعوا المشاركة في كأس العالم. ❊ كيف استقبلتم القرعة والمجموعة التي كان المنتخب الوطني متواجد بها؟ ❊❊ بعد إجراء القرعة علمنا أننا نتواجد مع ألمانيا والنمسا والشيلي وكنا سعداء أننا سنواجه منتخب كبير وكذلك الاحتكاك مع منتخبات مستواها جيد كالشيلي والنمسا. ❊ ما هو الهدف الذي كنتم تطمحون للوصول إليه في كأس العالم 1982 ؟ ❊❊ لم يكن لنا هدف محدد وإنما كان هدفنا هو تحقيق مشاركة مشرفة في هذه المنافسة ورفع الراية الجزائرية خاصة أنها أول مشاركة في كأس العالم بعد الاستقلال. ❊ ألم تحدث مشاكل بمناسبة التشكيلة وقائمة المشاركة؟ ❊❊ لا لم يحدث أي شيء وكانت هناك أسباب لذلك أبرزها الشخصية القوية التي كان يتمتع بها المدرب مخلوفي حينها الذي لم يكن يترك أي فرصة لأي أحد بالتدخل في عمله. ❊ كيف كانت التحضيرات للمونديال حينها؟ ❊❊ أعتقد أن السبب الرئيسي الذي جعلنا نحقق مشاركة مشرفة هي التحضير الجيد حيث لعبنا أكثر من 15 مقابلة ودية ذات مستوى عال ضد منتخبات وأندية كبيرة مثل منتخب البيرو وأندية بورتو، نونتيغهام فورست، باريس سان جيرمان، بوردو، ريال مدريد، ليون، مرسيليا، كل هذه المقابلات ساهمت في رفع مستوانا الفني وجعلنا نلعب بثقة كبيرة. ❊ ماذا عن المشاركة؟ ❊❊ كنا نثق في امكانياتنا عند وصولنا الى إسبانيا والذي حفزنا على القيام بمشوار مشرف هي استصغار المنافسين لنا مثل التصريحات المستفزة لبعض لاعبي ألمانيا، حيث كان كل لاعب يقول أنه سيهدي الفوز لزوجته وأشياء أخرى مستفزة لا داعي لذكرها. ❊ كيف كانت الأجواء قبل مباراة ألمانيا؟ ❊❊ كانت الأجواء عادية جدا، لأننا كنا نعلم أننا سنواجه خصما عنيدا وكبيرا وبالتالي فمشاركتنا في كأس العالم في حد ذاتها كانت انجازا بالنسبة لنا وبالتالي دخلنا هذه المواجهة بدون عقدة وفرضنا طريقة لعبنا على خصمنا رغم قوته وامتلاكه للاعبين كبار في أوروبا، لكوننا كنا مكونين بطريقة سليمة استطعنا الوقوف الند للند للألمان والفوز في هذه المباراة، أما عن الأجواء بعد المباراة فكانت لا توصف كل اللاعبين كانوا يغنون ويصرخون من الفرحة لأننا لم نصدق ذلك تخيل الآن المنتخب الوطني يفوز على ألمانيا حاليا أوإسبانيا في كأس العالم ماذا سيحدث. ❊ لكنكم لم تذهبوا بعيدا في كأس العالم رغم الامكانيات التي كانت لديكم؟ ❊❊ بعد الفوز على ألمانيا اللاعبون وكأنهم تشبعوا بهذا الفوز ودخولنا للمباراة الثانية كان بأعصاب هادئة جدا وهذاخطأ كان علينا المواصلة بعزيمة وإرادة لتحقيق الفوز لكن العكس هو الذي حدث حيث لعبت النمسا بنفس الطريقة التي لعبت بها واحترمونا، لأنهم عرفوا أننا منتخب كبير وخسرنا هذه المقابلة وتعلم ما حدث فيما بعد بين ألمانيا والنمسا والذي ساهم في اقصائنا، لكنه ساهم أيضا في تغيير قوانين الفيفا الخاصة بهذه اللعبة ونحن كنا السبب في هذا، لأن العالم كله كان يرى ما حدث، لكن إذا تأهلنا للدور الثاني كان بإمكاننا تحقيق مشوار تاريخي خاصة أنه كانت لدينا توليفة في المستوى مشكلة من أحسن اللاعبين. البطولة وأحسن المحترفين كقريشي ودحلب الذي كذلك ساهموا في تحقيقنا لمشوار مشرف، لكن الكل كان يتوقع أن تكون الجزائر مفاجأة مونديال 1982، لكن المؤامرة التي قامت بها ألمانيا مع النمسا جعلتنا نخرج من الدور الأول لكن رغم ذلك نحن راضون عن هذه المشاركة التاريخية التي تعتبر الأحسن لحد الآن. ❊ كيف كان الاستقبال عندما عدتم؟ ❊❊ كان استقبال مميز يبقى أهم شيء هو تكريم الشعب الجزائري لنا. ❊ هل تحصلتم على جوائز مالية أو مكافآت؟ ❊❊أذكر أنه تحصلنا على مبلغ 300 فرنك فرنسيا بالعملة الصعبة نظير الفوز على ألمانيا وهذه هي المكافأة الوحيدة التي حصلنا عليها مع المنتخب عكس اليوم، أين يأخذ اللاعبون مكافآت على كل المقابلات التي يفوزون بها سواء مع منتخبات قوية أو ضعيفة. ❊ لكن رغم ذلك لم تحقق حلمك بالاحتراف في نادي كبير في أوروبا؟ ❊❊ هذا أمر اعتبره مكتوب، احتراف اللاعب أمر ليس بيده وأنا رغم أنني كنت أرغب في اللعب في أوروبا، لكنني رغم ذلك راض على مسيرتي الكروية ويكفيني فخرا هو تفكير فريق برشلونة في التعاقد معي اضافة الى جوفنتوس وريال مدريد وهذا الأمر لا يحدث حاليا. ❊ شكرا لك على رحابة صدرك؟ ❊❊ بالعكس أنا الذي أشكركم على هذه اللفتة وأتمنى لكم التوفيق.
