أعطى والي بومرداس يحي يحياتن إشارة انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2021 تحت شعار «الصيف في بلادنا يجمعنا» بحضور مختلف الفاعلين والجمعيات الثقافية والرياضية التي نظمت نشاطات واستعراضات على مستوى واجهة البحر، أول أمس، التي عرفت أيضا تنصيب خيم لفائدة الحرفيين الذين قدموا من عدة ولايات لعرض منتجاتهم وإبداعاتهم طيلة هذه الفترة، وتبقى انشغالات العائلات والمصطافين متواصلة مع ظاهرة «مافيا الشواطئ». غلب الطابع الاستعراضي على تظاهرة افتتاح موسم الاصطياف التي أعطت الضوء الأخضر للعائلات وكل الباحثين عن الراحة والاستجمام للاستمتاع بعطلة فصل الصيف، بعد الإعلان عن نشر عناصر الحماية المدنية والأمن الوطني على مستوى 44 شاطئا مسموحا للسباحة هذه السنة لحماية المصطافين، الذين لم ينتظروا الموعد المحدد رسميا لفتح الشواطئ وتوفير الحماية، ما تسبب في وفاة 6 أشخصا غرقا، منذ بداية شهر جوان، ببومرداس، بحسب مصادر الحماية المدنية. وبالرغم من أهمية الموعد السنوي وما يشهده سنويا من حالات احتقان بين المصطافين ومافيا الشواطئ، لم يتم الإشارة إلى طبيعة الإجراءات التنظيمية المتخذة هذه السنة لتنظيم عملية الاصطياف لنجنب مثل هذه الظواهر السلبية التي تشتكي منها العائلات بسبب طريقة استغلال الفضاءات بالشواطئ وأرصفة الطرقات من قبل شباب يتخذها كحظائر للسيارات بطريقة غير قانونية في تعدي صارخ على القانون والفضاء العام، حيث اكتفت مديرية السياحة بالإعلان عن توظيف متصرفي الشواطئ لاستقبال شكاوي المواطنين دون تقديم توضيحات حول طريقة استغلال وكيفية التصرف مع ظاهرة الابتزاز المفضوحة. متى تحظى البلديات الساحلية بشرف انطلاق الموسم؟ سؤال عفوي يتكرر كل موسم من قبل المواطنين، المهنيين والشباب الباحث عن فرصة عمل موسمية وحتى ممثلي الجمعيات والمنتخبين عن سبب حرمان البلديات 13 الساحلية من شرف احتضان تظاهرة افتتاح موسم الاصطياف التي تبقى حكرا على الشاطئ المركزي لواجهة البحر بعاصمة الولاية. من أجل إعطاء فرصة لهذه المناطق للتعريف بشواطئها ومناطقها السياحية، وأيضا تمكين هذه البلديات من فرصة الاستفادة من إعانات مالية ومشاريع لتحضير البنية التحتية والقيام بأشغال التهيئة الحضرية للطرقات والمسالك المؤدية إلى الشواطئ والأماكن العامة، وتشجيع المستثمرين الخواص على إنشاء فضاءات ألعاب ومتنزهات لانتشال أطفال المناطق النائية من ظاهرة الحرمان. وباستثناء موسمين كان لبلديتي قورصو وبودواو البحري شرف احتضان تظاهرة افتتاح الموسم، لم تدرج باقي البلديات الساحلية بشواطئها الواسعة والخلابة المعروفة وطنيا لاستقبال الضيوف، نذكر منها شاطئ الصغيرات، الليم ببلدية الثنية، بن يونس، الكثبان الرملية، القبقاب، غابة الساحل، والدزيرة ببلدية زموري، شواطئ البحرية واليد الذهبية ببلدية لقاطة ومعها شاطئ مندورة المغلق، شواطئ الأزرق الكبير، واد الغراف، المرجة، المساكن السياحية، مازر، عبد الويرث، أولاد بونوة، الحمادنة والسطارة ببلدية رأس جنات، شواطئ عين السانية، الازرق، المنظر الجميل وشاطئ ساحل بوبراك ببلدية سيدي داود، شواطئ تاقدامت، حجرة الزاوش، صالين غرب ببلدية دلس، وأخيرا شاطئ صالين غرب التابع لبلدية اعفير بأقصى شرق الولاية. وبحسب تعليقات المواطنين وتنقلات «الشعب» الميدانية لأغلب هذه الشواطئ وواقع التهيئة شبه المنعدمة بهذه البلديات، فإن الشاطئ المركزي لواجهة البحر ببومرداس يبقى شبه مفروض على السلطات الولائية لاحتضان تظاهرة افتتاح موسم الاصطياف، نظرا لوجود الحد الأدنى من التهيئة وغياب البدائل وسوء التحضير للموعد، وأيضا انعدام تصور شامل طويل الأمد لإنجاح مثل هذه التظاهرات السنوية واستغلالها أحسن استغلال، وبالتالي يمكن الحديث لاحقا عن إمكانية إخراج التظاهرة من حيزها الضيق إلى فضائها الرحب على طول 80 كلم من الساحل. مخطط أمني للدرك.. و2020 شرطي لحماية المصطافين وضعت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لبومرداس، مخططا أمنيا خاصا لتأمين وحماية المصطافين، وكذا شبكة الطرقات الواقعة تحت إقليم الاختصاص، مع وضع تشكيلات أمنية ومراكز على مستوى الشواطئ المسموحة للسباحة لحماية المصطافين وممتلكاتهم، حماية مواقع الراحة والاستجمام، تأمين المحيط وطرق المواصلات ومنها المؤدية للشواطئ، مع إعداد مخططات لتنظيم حركة المرور طيلة الموسم ووضع الرقم الأخضر 1055 تحت تصرف المواطنين وموقع طريقي للتبليغ عن كل التجاوزات. كما سخر أمن ولاية بومرداس 2020 شرطي لتأمين المواطنين والعائلات خلال هذه الفترة، تنظيم حركة المرور التي تزداد كثافة خلال موسم الاصطياف، تأمين الفضاءات العمومية التي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين ومحاربة كل أشكال الجريمة والاعتداءات، وتفعيل الدور الوقائي التحسيسي لمكافحة مختلف الآفات الاجتماعية السلبية.
