أسهمت الاكتشافات البترولية والغازية الأخيرة التي حققتها سوناطراك، سيما منذ مطلع السنة الجارية، في تعزيز موقع المجمع في السوق الدولية كممون آمن وموثوق للمحروقات في سياق عالمي يتميز بارتفاع الطلب على الطاقة. تم تسجيل ما لا يقل عن 35 اكتشافا جديدا للمحروقات خلال الفترة الممتدة بين 2020 و2022، منها 34 اكتشافا في إطار المجهود الخاص لسوناطراك. في هذا الصدد، استطاعت سوناطراك خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، أن تحقق ثلاثة اكتشافات جديدة لحقول بترولية، منها اكتشاف هام على مستوى محيط تقرت باحتياطي يقدر بحوالي مليار برميل. وكان مجمع سوناطراك قد أعلن، شهر مارس الأخير، عن اكتشاف هام آخر للبترول في محيط البحث زملات العربي، على مستوى حوض بركين، وذلك بالشراكة مع الشركة الإيطالية إيني. وعليه، فإن هذه الاكتشافات، التي يعود آخرها الى ذلك الذي أعلنت عنه سوناطراك، الأثنين، والمتضمن اكتشاف هام للغاز المكثف على مستوى محيط حاسي الرمل (الأغواط)، تؤكد الدور الواعد للجزائر في السوق العالمية للطاقة. وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد ، يوم الخميس الماضي، بوهران، أن شركة سوناطراك تعد «من الأدوات القوية التي تسمح للجزائر بممارسة سيادتها الوطنية». كما أشار تبون إلى أن «سوناطراك تعد الدرع الذي يحمي الجزائر بعد قواتها المسلحة والمناضلين والمواطنين الأحرار»، منوها بجهود المجمع لإنتاج مواد كانت الجزائر تستوردها إلى غاية اليوم، مشيدا بسعي هذا المجمع للدخول في «السياسة الجديدة لتقوية الإنتاج الوطني والتخلي عن الاستيراد، إلا عند الضرورة». وتراهن سوناطراك في سنة 2022 على إيرادات من الصادرات تقدر ب50 مليار دولار مقابل 35.4 مليار دولار في سنة 2021. وقد سمح الظرف المواتي للسوق الغازية، بالرفع من الصادرات في سنة 2021 الى 54% عبر الأنابيب و13% عبر الناقلات. كما يسعى المجمع إلى رفع الإنتاج الغازي الى أكثر من 140 مليار متر مكعب على المدى القصير (مقابل 130 مليار حاليا)، من خلال مضاعفة مشاريع الاستكشاف في المناطق الغازية بالجنوب الغربي الجزائري وحتى في المناطق البحرية. كما خصص المجمع العمومي، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، استثمارات بقيمة 8 ملايير دولار سنويا في المتوسط، أزيد من 70% منها في الاستكشاف والإنتاج. وعليه، فإن سوناطراك تنوي استثمار 40 مليار دولار في الاستكشاف والتنقيب والانتاج قبل سنة 2026. وقد حل المجمع في مقدمة الترتيب السنوي ل500 أفضل مؤسسة افريقية في سنة 2022، كأول شركة إفريقية، مؤكدة بذلك ريادتها على المستوى القاري. كما صنف التقرير الشهري لمنظمة البلدان العربية المصدرة للنفط (أوابك)، الجزائر في مقدمة الدول ذات «الموثوقية العالية» في توفير إمدادات الغاز لزبائنها.