شهد أول أمس، مسرح الجزائر الوسطى عرضا مسرحيا موجها للأطفال، بعنوان: "ليلى والبيت السعيد"، أشرفت عليه جمعية نواهل تيطري، عالجت من خلاله ظواهر سلبية فرضها الواقع على المجتمع، وبصفة محددة على فئة الأطفال، وقدمته في طابع جديد، حيث اعتمدت على مزج مسرح الدمى مع الحكواتي، المناسب تماما للأعمار الفتية، ويدخل النشاط بشكل خاص ضمن البرنامج المسطر لنهاية العام للجمعية. استمتع جمهور الصغار وتفاعل مع مسرحية "ليلى والبيت السعيد" المقتبس من نص القصة العالمية "ليلى والذئب"، حيث حاولت كاتبة ومخرجة المسرحية سعاد فخار، معالجة مشكل الإدمان على الهاتف، وظاهرة الأكل غير الصحي والأكلات السريعة التي باتت من بين المشاكل المقلقة لدى الأسر، كما ركزت على ضرورة الاعتناء بالجد والجدة، واغتنام وجودهما أو كلاهما في حياة العائلة، وكما جاء في العرض "أن الحياة بعيدا عن ادمان الأنترنت وعن الأكل غير الصحي، والاستماع لنصائح الأهل، لاسيما الجدة والجد هو أساس البيت السعيد". وفي تصريحها ل«الشعب" ذكرت رئيسة جمعية نواهل تيطري سعاد فخار، أن العرض المسرحي الذي لاقى تفاعلا من طرف البراعم التي كانت حاضرة بقوة بمسرح الجزائر الوسطى، مقتبس من النص الكلاسيكي "ليلى والذئب"، كما أوضحت في هذا السياق "حاولتُ أن أدخل المسرحية في طابع جديد (باستعمال الدمى والحكواتي معا)، تحمل مواضيع آنية، منها مخاطر الاستعمال المفرط للهواتف الذكية والإدمان عليها من طرف الأطفال (الثلاث سنوات إلى سن المراهقة)، وظاهرة السمنة المفرطة والكسل التي تسببت فيها مختلف أنواع المأكولات والمواد الاستهلاكية المقتناة من المطاعم ومن محلات الأكل الخفيف". وفيما يخص معالجتها لموضوع إدمان الهواتف النقالة، ذكرت مخرجة المسرحية بأنها ألبست الانترنت شخصية "الذئب"، واستعملت دور الذئب كنوع من الإيحاء غير المباشر، كما قالت: إن الذئب الحقيقي هو الآن أصبح بيننا، أفلا يعتبر إدمان الانترنت ذئبا؟! فهو يضيع وقتنا.. ويسبب لنا الأضرار بأشكال عديدة"، مضيفة بأنها ركزت خلال الحوار الذي دار بين ليلى وشقيقها سامي (المدمن على الأكل السريع والمشروبات الغازية)، على إيصال رسائل مباشرة للأطفال، مفادها أولا اجتناب تناول الساندويشات والمشروبات التي تحتوي على مواد حافظة أو غازية، إلى جانب مختلف الحلويات الجاهزة، حتى لا يتعرضوا للسمنة أو للتسمم أو لمرض السكري الذي انتشر بسرعة رهيبة في الآونة الأخيرة في الفئة العمرية الصغيرة، وغيرها من العواقب الوخيمة المضرة بالصحة التي قد تعرقل مسار دراستهم وحياتهم بشكل عام، وثانيا تجنب الإفراط في استعمال سائر الأجهزة الإلكترونية التي قد تكون سببا في ضعف وتضرر حاسة البصر بالدرجة الأولى، مع محاولة الانتفاع بهذه الوسيلة في كل ما هو تثقيف وهادف. أما عن الدمى والحكواتي التي اعتمدت عليها في أغلب العروض المسرحية، قالت المتحدثة، بأن جمعية نواهل تيطري اضطرت مؤخرا إلى تطوير هذه التقنية وإدراجها في كل الأعمال "نظرا لتراجع المقروئية عند فئة كبيرة من الأطفال، فكرنا في هذا النوع من الأنشطة كبديل للقراءة، ولأن الطفل تثيره جدا الدمى المتحركة والناطقة، اعتمدنا على هذه التجربة الدارجة في مسرح الدمى، وأضفنا عليها دور الحكواتي.. كتعقيب لفصول القصص التفاعلية المقترحة في مواضيع برامجنا". وفي الختام، نوهت رئيسة جمعية نواهل تيطري سعاد فخار، بالبيت السعيد القائم على الأكل الصحي وعلى لمة العائلة وتقضية أوقات جميلة وممتعة وسط الوالدين مع تقديم واجب الرعاية تجاه الجدة والجد من جهة، وعلى الاستعمال العقلاني لوسائل الترفيه واللعب الإلكترونية والذكية، فكل ذلك - بحسبها - سيحفزنا إلى الاستمتاع بحياة طبيعية هادئة.