احتضن المركز الجامعي علي كافي بتندوف، على هامش «موسم جاكن الأبر»، ملتقى دوليا حول «دور الزوايا والطرق الصوفية في تحريك الدّبلوماسية الدينية والروحية الطريقة التيجانية أنموذجاً -» بحضور شخصيات دينية من الجزائر، موريتانيا والصحراء الغربية. أشار الدّكتور بريك الله حبيب رئيس الملتقى العلمي، إلى أنّ الدّبلوماسية الجزائرية أضحت مثالاً يُقتفى أثره، ونهجاً يحتذى به في حل الأزمات السياسية والخلافات الاقليمية والدولية، مؤكّداً بأنّ للجزائر في هذا الميدان باع طويل يشهد به الجميع في حلّ النّزاعات، ورعاية حق الشعوب في تقرير مصيرها ودعم القضايا العادلة، والدفاع عن وحدة تراب فلسطين والدعوة إلى عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية. وأضاف بريك الله حبيب يقول إنّ الملتقى يحمل مشروعاً حضارياً وروحياً أسّست له الطريقة التيجانية منذ تأسيسها على يد الخليفة أحمد التيجاني، من خلال نبذ التّطرّف وخطاب الكراهية وجمع الشمل وتوحيد الصف، مؤكّداً على ضرورة الدعوة إلى تفعيل دور الزوايا والطرق الصوفية دبلوماسياً، روحياً، دينياً، ثقافياً وسياسياً، وإعطاء الأهمية للبعد الأمني والروحي ودورها في حماية المرجعية الدينية. وأشار الأستاذ طاهر عبد العزيز، الباحث في تاريخ المنطقة، إلى أنّ أول دخول للطريقة التيجانية إلى ولاية تندوف، كانت من طرف محمد الحافظ العلوي، تلميذ الشيخ أبو العباس التجاني الذي أجازه في تقديم 20 مقدماً، وكان السبب في امتداد الطريقة التيجانية إلى بلاد شنقيط. وأضاف المتحدّث أنّ مدينة تندوف أخذت حظّها من انتشار الطريقة التيجانية التي انطلقت من عين ماضي، فكان أول مقدمي الطريقة التيجانية بالمدينة هو عبد الرحمن ولد محمد البشير ولد محمد العبد، الذي كان مشرفاً على الزاوية التيجانية بحي الرماضين. ويذكر الباحث في تاريخ المنطقة بإسهاب إسهامات علماء من أتباع ومريدي الطريقة التيجانية، أمثال المنير عبد الرحمن، بريك الله محمد صالح وزيني عمار، إلى جانب خطار ولد مولود ولد لعرب آخر من آلت إليه الطريقة التيجانية بمدينة تندوف، والذي أخذ الطريقة التيجانية عن والده، وكان جده مؤلف «الديوان» باللّهجة الحسّانية سنة 1886 دليل ملموس يؤرخ للعلاقة الوثيقة، التي كانت تربط علماء المنطقة بمشايخ الطريقة التيجانية بعين ماضي، وتمسّكهم بالطريقة التيجانية سنداً، عملاً ونشأةً. مع العلم، شارك في أشغال الملتقى الدولي حول «دور الزوايا والطرق الصوفية في تحريك الدّبلوماسية الدينية والروحية» دكاترة من 10 جامعات جزائرية، إلى جانب أساتذة وأكاديميين من الجمهورية الاسلامية الموريتانية والجمهورية العربية الصحراوية.