إحصاء 600 ألف مدمن على المستوى الوطني والرقم مرشح للارتفاع دعا المستشار في الوقاية الجوارية ورئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات، هيئات المجتمع المدني إلى تكثيف الجهود في مجال التحسيس والتوعية من مخاطر هذه الآفة والتقرب أكثر من الشباب، لاسيما بالوسط المدرسي، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت مستهدفة بقوة من الجارة الغربية وعلى الجميع التجند من أجل المساهمة في التصدي لمحاولة إغراق الشباب بالسموم. كشف رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، خلال ندوة نظمت بمنتدى جريدة «المجاهد»، عن إحصاء 600 ألف مدمن مخدرات في الجزائر أغلبهم من فئة الشباب الذكور، في حين أن 2٪، من بينهم فتيات. موضحا أن هذا الرقم غير دقيق، بالنظر إلى أن عددا كبيرا من المدمنين غير معروفين ويرفضون التوجه لمراكز علاج الإدمان، مؤكدا أن الإدمان على المخدرات في شهر رمضان يعرف تزايدا أكبر من قبل الشباب. قال عبيدات، إنه حان الوقت من أجل وضع استراتيجية وطنية لتعزيز الوقاية الجوارية من آفة المخدرات أمام هذا الوضع الذي يأخذ منحنى خطيرا في بلادنا وبات مشكلا يهدد الصحة العمومية، مشيرا إلى أن شباب الجزائر أصبح مستهدفا من الجارة الغربية، مما يتعين على الجميع التجند من أجل المساهمة في التصدي لمحاولة إغراق الجزائر بالسموم، خاصة وأنها لم تعد فقط منطقة عبور كما كانت في السابق، وإنما مستهدفة. كما تحدث رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عن الدور الهام الذي يؤديه أول مركز نموذجي على المستوى الوطني للوقاية والتكفل بالشباب المدمنين ببوشاوي، مؤكدا أنه ساهم في تقديم العلاج الطبيعي والمرافقة لفائدة 7757 شاب وشابة بفضل فريق عمل مكون من أطباء وأخصائيين نفسانيين مربيين وقائيين، مضيفا أن المركز سيكرم 300 شاب وشابة تمكنوا من الشفاء تماما من الإدمان بعد 6 أشهر من المتابعة والعلاج التحفيزي باستعمال العديد من الطرق الحديثة بعيدا عن الأدوية. وعاد المستشار في الوقاية الجوارية ورئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب للحديث عن دور هيئات المجتمع المدني في تحسيس الشباب وتوعيتهم من مخاطر الإدمان على المخدرات وتعزيز الوقاية من هذه الآفة، موضحا أنه توجد 120 ألف جمعية ولكن أغلبها غائبة ولا وجود لها في الميدان، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية أعطى دفعا لترقية ودعم وتشجيع الحركة الجمعوية والمجتمع المدني. من جهتها أكدت الأخصائية في علاج الإدمان الدكتورة بشيرة بنحاج، أن الإدمان على المخدرات يعد مرضا مزمنا يحتاج لعلاج طويل المدى والمرافقة المستمرة للمدمنين من أجل إعادة تأهيلهم والعمل على إعادتهم إلى الإدماج في المجتمع من جديد، من خلال برامج التأهيل النفسي والسلوكي والجسدي إلى غاية الوصول إلى مرحلة الشفاء تماما من المرض، داعية إلى الابتعاد عن الحكم المسبق على ضحايا الإدمان على المخدرات، لأن الجميع معرض لهذه الآفة وتعتبر واقعا يمس جميع المستويات والفئات من المجتمع.