توسعت رقعة الفضاءات العائلية بعين الدفلى خلال هذه الأجواء الرمضانية المتميزة، وصنعت الطفولة حركية غير معهودة في إطار البرنامج المكثف الذي سطرته مديرية الثقافة بالولاية بالتنسيق مع دار الثقافة الأمير عبد القادر، والتي صارت محجا لجمهور عريض، نال المتعة والفرجة. مشاهد صنعتها البراءة خلال هذه السهرات الرمضانية التي تزامنت مع العطلة الربيعية لتلاميذ المدارس، الذين عاشوا المتعة والاستمتاع بعروض مسرحية نقلتها فرق نشيطة إلى البلديات الريفية والمناطق المنعزلة، على غرار جمعية البسمة وبصمة الوئام ونجوم الفن والقوس الثقافية وأهل الفن. الحضور المتميز للجمعيات الثقافية في نظر مدير دار الثقافة "الأمير عبد القادر" جيلالي دحماني فرصة سانحة لغرس جملة من القيم الثقافية والاجتماعية والتربوية والدينية في نفوس الأطفال من جهة، وإضفاء طابع الراحة النفسية والانشراح حتى يعود أبناؤنا إلى مقاعد الدراسة في كامل استعداداتهم، تحقيق أفضل النتائج التي تسعى الولاية لتدعيم مركزها في نهاية السنة كطموح ينتظره الأولياء وإدارة القطاع. وأضاف: "لذا أخذ هذا الطموح من المطالب التي ركز عليها المهندسون لهذه التظاهرات، على غرار وزارة الثقافة وتعليمات والي الولاية التي تصب في هذا الاتجاه". وفي ذات السياق، كان لفرق الإنشاد ذات الطابع الديني والوطني صولات في تطويع مشاعر الكبار والصغار عن طريق ما تقدمه مجموعة من الفرق المحلية، كفرقة العطاف وجليدة ومليانة والخميس التي اتخذت من مدينة العطاف منارة لها لزف هذه الإيقاعات الهادفة عبر أصوات تمتلك حناجر ذهبية، وتناغما في الأداء والإيقاع الذي شد الانتباه في أجواء رمضانية لم تتخلف عنها العائلات الريفية المصحوبة بأبنائها، يقول المدير جيلالي دحماني في لقاء مع "الشعب". ومن جانب آخر، تشد العائلات وزوار بعض المدن رحالها نحو مختلف الفضاءات الثقافية بالولاية، للاستمتاع بفن الحوزي بمليانة والشعبي بالخميس والعروض المسرحية والأفلام السنيمائية ذات الطابع الديني والوطني، على غرار دار الثقافة التي تعيش أجواء ثقافية تلقى ارتياح هذه العائلات التي باتت تنتظر هذه العروض التي تم اختيارها بدقة ومقاييس وأهداف تتطلع وزارة القطاع لتحقيقها ضمن إعداد المواطن الصالح والمسؤول المتشبع بالقيم النبيلة يقول جيلالي دحماني، الذي أعطى لهذا الصرح الثقافي حيوية غير معهودة في نظر محدثينا من الزوار والعائلات التي تتردد يوميا على هذا الفضاء الذي يحمل اسم مؤسس الدولة الجزائرية كما يقول علي وزميله من جامعة خميس مليانة. هذه المشاهد صنعت الفرجة سواء في الفن الشعبي والأندلسي الذي يطبع مدينتي مليانة والخميس، زيادة على اللمسات المسرحية التي دأبت على الإبداع في عرضها كل من جمعية "محفوظ طواهري" وجمعية "النشاطات للإبداع والحرف" وأعضاء فرقة جمعيتي "الوفاء والإبداع" التي تتداول على تقديم أطباق مسرحية تعالج مواضيع وقضايا تتعلق بالحياة الاجتماعية والتربوية والوطنية وبعض منها ذات هدف وتوجه إنساني في أبعاده، والتي لم تغب عن مخرجي هذه الأعمال التي نالت إعجاب الجمهور العريض من العائلات الدفلاوية خلال العروض الأولى التي لقيت تجاوبا، في انتظار باقي الأيام الرمضانية.. وفي إطار التنوع الثقافي والاستجابة لمختلف الأذواق والميولات، كان للأطباق الشعرية والكلمة الموزونة فضاء في حلقات شعرية مع فرسان ولاية عين الدفلى من شعراء في الفصيح والملحون، والذي اتسعت له قاعة المكتبة العمومية التي تحتضن هذه الجلسات التي جمعت شمل متذوقي هذا الإبداع الشعري الأدبي، الذي لم يتأخر عنه شعراء طالما صالوا وجالوا في ربوع الوطن، بالرغم من أن الساحة الأدبية افتقدت هذه السنة حضور بلبل الشعر الصداح من خميس مليانة سعيد كروان رحمه لله. هذه المشاهد الفنية والثقافية، جلبت الفرجة بنظر المتتبعين للمشهد الثقافي الرمضاني الذي رأت وزيرة الثقافة ووالي الولاية أن تكون الانطلاقة الحقيقية لفعاليات ثقافية ناجحة، على حد قول مدير القطاع والمسؤول الأول عن دار الثقافة الأمير عبد القادر جيلالي دحماني، الذي كشف لنا عن برنامج مكثف لهذه الصائفة ضمن موسم استثنائي يجمع فيه كل الطاقات الثقافية والإبداعية الفاعلة في المشهد، كما يحدث مع السهرات الرمضانية المتميزة بشهادة العائلات والزوار.