شكل قرار تخفيض تكلفة الحج لهذه السنة، الذي اتخذه مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير، ارتياحا لدى الشعب الجزائري بصفة عامة وكل المواطنين والأشخاص المسجلين في قوائم القرعة الراغبين في التوجه الى البقاع المقدسة لأداء هذه الفريضة الدينية التي تشكل للجميع أمنية العمر يتم التحضير لها والاستعداد لعدة سنوات من اجل جمع التكاليف المطلوبة التي عرفت في اقل من ثلاث سنوات ارتفاعا كبيرا، سواء بالنسبة لتذكرة النقل أو الإقامة بالبقاع المقدسة وهي القضية التي شغلت بال الكثيرين وحرمت فئة كبيرة من تحقيق هذه الرغبة. جاء قرار تخفيض تكلفة الحج لسنة 2023 ليفتح المجال أمام المواطنين الجزائريين وخصوصا من كبار السن، الذين ينتظرون منذ سنوات لتحقيق هذه الأمنية والقيام بالركن الخامس من فرائض الإسلام التي تتطلب تحضيرات واستعدادات ومشقة السفر، حيث تسببت الزيادات الأخيرة التي عرفتها تكاليف الحج التي انتقلت سريعا من حدود 520 ألف دينار وحتى أقل من هذا المبلغ لمرحلة ما قبل كورونا الذي كانت تعرضه مختلف وكالات السفر المعتمدة لتتعدى 800 ألف دينار الى حرمان الكثيرين من هذه الأمنية، وهو مبلغ أعتبره بعض المواطنين كبيرا ولا يمكن للجميع توفيره مهما اجتهد لهذا الأمر، خاصة وأن الغالبية يتوجهون لأداء مناسك الحج مع العائلة أو مع المحرم بالنسبة للمرأة الفائزة في القرعة. وقد جاءت الردود الأولى على قرار تخفيض تكلفة الحج مرحبة من طرف الشعب الجزائري عامة الذي تمثل له هذه الفريضة قدسية خاصة ومكانة في قلوب الجميع وأغلب العائلات هي حاليا منشغلة بالتحضيرات وترقب عملية القرعة وعلى استعداد لمرافقة أحد أفراد الأسرة الى المطار في أجواء من الفرح لمتابعة أول رحلة حج لهذه السنة منتظرة بداية شهر جوان القادم، حيث أكد بعض المواطنين الذين ينتظرون إجراء عملية القرعة في حديثهم ل "الشعب"، أن القرار أسعدنا فعلا ولم يكن منتظرا بهذه السرعة، رغم الطلبات الكثيرة والانشغالات التي عبر عنها الحجاج من أجل تدخل أعلى السلطات لمراجعة أو تخفيض تكلفة الحج حتى تسمح للمواطنين، خصوصا من البسطاء الذين تعذر عليهم فعلا جمع هذا المبلغ الكبير لتحقيق أمنية العمر". كما ثمنت بدورها الوكالات السياحية كثيرا هذا القرار الهام، الذي اعتبره البعض انفراجا للوضعية ودليلا على الاهتمام والعناية الخاصة التي توليها الدولة الجزائرية لكل الفئات ومنهم حجاج بيت الله الحرام لتسهيل أداء والقيام بهذه الشعيرة، خصوصا بالنسبة للفئة الهشة والضعيفة في المجتمع وغير القادرة على جمع المبلغ وطمأنتهم أيضا بعد المخاوف التي عبر عنها البعض من إمكانية استمرار ارتفاع التكلفة هذه السنة لتقارب 100 مليون سنتيم بسبب الوضعية الاقتصادية العالمية. وعليه، فإن قرار مجلس الوزراء جاء وفق تصريحات بعض ممثلي الوكالات، عكس هذه التوقعات وتجسيدا لكل التطمينات والتصريحات السابقة التي عبرت عنها البعثة الجزائرية بالبقاع المقدسة، التي أكدت في تصريحات سابقة "أنها تسعى مع السلطات السعودية الى إمكانية تخفيض تكلفة الحج لهذه السنة وتحقيق أسعار معقولة تستجيب لأمنية الحجاج وتحقيقا لرغبة العائلات الجزائرية المعنية بشعيرة الحج لهذه السنة، مع الحرص على توفير خدمات راقية من حيث الإقامة بجوار الأماكن المقدسة.