تحرص السلطات الولائية بباتنة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات استباقية ووقائية استعدادا لفصل الصيف الذي يكثر فيه انتشار الحشرات والبعوض بأقبية العمارات بسبب المياه الراكدة في محيطها، حيث تشهد هذه الظاهرة تفاقما في الآونة الأخيرة ببعض العمارات السكنية القديمة خاصة. تشكو بعض الأحياء والتجمعات السكنية بولاية باتنة، خاصة القديمة من انتشار البعوض والحشرات وحتى الفئران، وذلك بالتزامن مع اقتراب فصل الصيف، بسبب النفايات المنزلية في ساحات هذه العمارات، وكذا تسربات المياه القذرة واهتراء شبكات الصرف الصحي، يتحمل تبعاتها وأحيانا جزءا من المسؤولية المواطن بسبب إهماله وغياب الوعي لديه. فالمتجوّل بأحياء بعض هذه التجمعات على غرار العمارات المتواجدة بالقرب من حي شيخي بباتنة يلاحظ الانتشار الكبير للنفايات المنزلية في ساحات هذه العمارات وأرصفتها، ما جعل المواطنين يناشدون السلطات المحلية بضرورة التدخل لوضع حد لمعاناتهم، التي كان بإمكانهم القضاء عليها لو قبلوا عروض البلدية لترحيلهم لسكنات لائقة بالقطب العمراني، حيث تتميز هذه العمارات بالروائح الكريهة والحشرات من البعوض والذباب، بالإضافة إلى الفئران والجرذان، لدرجة أنه أصبح من المسلمات فتح النوافذ للتهوية، وإصابة الكثير منهم بأمراض الحساسية والربو في ظل هذه الأوضاع البيئية الخطيرة. كما ساعد الانتشار العشوائي للأعشاب اليابسة بالقرب من هذه العمارات في ظهور الفئران، وما تشكله من خطر خاصة على الأطفال الصغار، الذين باتوا ممنوعين من اللعب بالقرب من منازلهم بسبب مخاوف أوليائهم من هجمات الجرذان ولسعات البعوض. وأكّد بعض السكان أن الوضع خطير، وأضحى مشكلة حقيقية في ظل الرمي العشوائي للنفايات المنزلية وتسرب المياه من المنازل، التي يرفض أصحابها الترحيل من جهة، وعدم تنظيم أنفسهم في لجان أحياء من جهة للتبليغ عن هذه المشاكل بطريقة منظمة للتدخل المصالح المعنية، وتجد حلا لها بالتنسيق معهم. كما أكّد بعض الناشطين في الجمعيات المهتمة بالبيئة، أنّ السكان يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية في ما يحدث لهم، فغالبية العمارات السكنية لا تتوفر على لجان تسيير، رغم أن القانون واضح في ذلك.