يصدر قريبا عن دار ريشة للنشر، كتاب "الوهم الأمريكي" للكاتبة الصحفية والباحثة جهاد الديناري، في محاولة لكشف النظام الأمريكي من خلال أدبياته الثقافية والفنية. وتقول جهاد الديناري عن الكتاب "لأن الدراما والأدب والفنون دائما ما يعكسون الواقع بطريقة أكثر عمقاً من التقارير السياسية الجامدة، اتخذت منهم وسيلة لسرد التاريخ الأمريكي وكشف ما يسمى (بالحلم الأمريكي)، ولن ألجأ في كتابى هذا إلى رأى الكتاب أو المحللين أو الصحفيين أو حتى المؤرخين المصريين أو العرب، إنما سأتبع نهج هذا الجيل وسأعود للثقافة الأمريكية نفسها لتجيب على أسئلتنا؟ وسأتخذ من الأدباء والكتاب والمؤلفين الأمريكيين أنفسهم ليواجهوا أكاذيب الحلم الأمريكي ويكشفوا عن الوجه الآخر لهذا المجتمع المنقسم داخلياً، والذى كان ولا يزال يعانى من العنصرية بكل أنواعها وأشكالها على الرغم من أنه يلفظها في العلن، والذى يمارس الديكتاتورية في أبشع صورها رغم إعلائه لقيمة الحرية في الخطابات الرسمية، والذى يغتصب الحقوق ويستبيح ثروات الغير مدعى مواجهة الظلم والطغيان أينما كان . وتضيف جهاد الديناري، إنه على مدار فصول الكتاب اعتمدت على مبدأ واحد وهو "أن يشهد شاهد من أهلها" فستكون المقالات والدراسات والروايات التي استعين بها خلال الكتاب بمثابة شهود عيان على مهازل التاريخ الأمريكي وعلى موت حلمه قبل حتى ميلاده، وسيكون الأدب الأمريكى وانعكاس واقع الولاياتالمتحدة من خلاله هو وسيلتى في تحليل وتفكيك الوهم الأمريكي المصدر لأجيالنا وشبابنا من خلال أبواقهم الإعلامية. ويرصد الفصل الأول من الكتاب تاريخ أمريكا السياسي، وما به من فضائح وتسريبات، ويربط بينها وبين الحركات الأدبية الامريكية المعارضة التي تشكلت في مواجهة تورط امريكا في الحروب وفي الجرائم الإنسانية، لذا يتضمن الفصل الثانى والثالث والرابع من الكتاب تفكيك للحلم الأمريكي ولأهم مبادئه، التي تكمن في محاربة العنصرية والمساواة وتحقيق الثراء وتكافؤ الفرص وصورة الجندى الأمريكي الخارق وجيش السلام المختار، وغيرها من الشعارات التي يتغنى بها النظام الأمريكي، فكل فصل يعرض مجموعة من الشعارات ونقيضها من خلال مجموعة من الشهادات أو الروايات والأعمال الأمريكية التي تكشف العنصرية والفساد والازدواجية المجتمعية وتنقل صورة حقيقية لتعديات الجيش ولعدم تقبل الأخر وللحالة الاقتصادية والكساد العظيم الذى مر به المجتمع الأمريكي ولصدمة نيكسون التي اعادت للاقتصاد الأمريكي رونقه بناءا على عملية نصب عالمية، وعلى حلم الثراء الضائع وسط تمييزات وفروقات طبقية.