يتناول الكتاب الجماعي "فلسطين وتحديات مؤامرات التطبيع"، الذي تعكف على إنجازه اللجنة العلمية المشتركة لدى مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، دور المثقفين والدعاة في معركة المفاهيم ضد التطبيع، وذلك على غرار طرح إشكالية الصراع العربي الصهيوني وانعكاسها في المنطقة. ذكّر مؤخرا أعضاء اللجنة المشرفة على الكتاب الجماعي "فلسطين وتحديات مؤامرات التطبيع"، جميع الأساتذة المساهمين بتاريخ آخر أجل لإرسال المقالات كاملة، مرفوقة بالملخص، بالإضافة إلى ترجمة جميع المقالات إلى اللغة الانجليزية.. وقد وضعت اللجنة المشرفة على الأساتذة، شرح البيان التمهيدي والتعبيري للاستكتاب مع تحديد الغرض العام والفلسفة الأساسية للمقالات التي انضوت تحت إشكالية حملت الصياغة التالية "القضية الفلسطينية نداء الأرض والشهيد، صراع ومقاومة، عطاء وتضحية"، وهو ما سيضع اللجنة العلمية المتكونة من 36 عضوا أمام قراءات وتحليلات تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية.. أبرز ما تضمنته ديباجة الاستكتاب، كلمات في حق فلسطين، أم الحضارات ومهد الرسالات السماوية، وأرض طيبة كرّمها الله بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو ملتقى جميع الأنبياء والمرسلين في إعجاز رحلة الإسراء والمعراج التي كرم الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إماما، وأنزل في ذلك قرآنا فكانت الأرض المباركة بوابة السماء بحق، وتضيف سطور الديباجة، بأن فلسطين ارتبطت بمحطات كثيرة من الصراع والمقاومة ومن النصر والهزيمة امتدت سجالا لقرون إلى أن جاء الفتح الإسلامي، فكانت العهدة العمرية وساما من التسامح والتعايش والإنسانية، وغدت نبراسا لجحافل من حملة لواء الجهاد والاستشهاد والرباط في سبيل الله، لتختتم تلك الكلمات الدلالية على "وجوب الدفاع عن قدسية فلسطين باعتبارها رمز أمة عظيمة، وعلامة وجود لا حدود، فهي ليست أحداثا درست أو جغرافيا رسمت بل هي موروث العقيدة والقداسة، فمهما وقعت الاتفاقيات بين من لا يملك لمن لا يستحق ومهما اكتسبت من شرعية دولية زائفة، ستبقى فلسطين للفلسطينيين فهي قضية الدم المشترك الذي سقى هذه الأرض التي تتحدى مؤامرات الدول الكبرى، والعميلة في حصارها الذي يجمع بين كواليس التهويد ودسائس التطبيع وخبث الخيانة". اختير لهذا المشروع الأدبي التاريخي والانساني، 04 محاور رئيسية، تضمّنت تحديد تاريخ فلسطين، لاسيما مكانتها العقائدية وأثر بيت المقدس في إسلامية فلسطين، إلى جانب الوقوف عند قلاع القدس وروح الدفاع والمقاومة ضد حملات العدوان والاحتلال بين الماضي والحاضر، بدون غضّ النظر عن قضية تهويد القدس والموقف العربي والإسلامي، ودور المثقفين والدعاة في معركة المفاهيم ضد التطبيع والخيانة. ومن جانب آخر تمّ أخذ بعين الاعتبار القضية الفلسطينية في فكر وأدبيات ومواقف أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.