تعيين الواليين المنتدبين لمسعد وعين وسارة يرفع وتيرة التنمية حملت زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، التي قادته الأحد إلى ولاية الجلفة، أبعادا تنموية واقتصادية هامة جدا، ستجعل من عاصمة السهوب محورا استراتيجيا واصلا بين أقصى الشمال والجنوب، والجنوب الشرقي والغربي مترامي الأطراف من توقرت شرقا إلى تندوف غربا. تشكّل المشاريع التنموية التي أعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاقها بولاية الجلفة على غرار خط السكة الحديدية بوغزول الجلفةالأغواط وبعث السد الأخضر الوطني، حافزا قويا مُعضِّدا لجهود تحقيق التنمية المحلية المستدامة داخل الجماعة المحلية ذاتها، ومضاعفة وتيرة تنفيذ برامج الدولة الخاصة بالنهوض بالواقع الإقتصادي، وكذا تحسين الظروف الإجتماعية للمواطنين بمنطقة السهوب وباقي نواحي الوطن. وفي هذا الخصوص، اعتبر رئيس المركز الجزائري للدراسات الاقتصادية والبحث في قضايا التنمية المحلية، ياسين عبيدات، زيارة رئيس الجمهورية لولاية الجلفة المكللة بتدشين مشاريع ذات بعد إستراتيجي وطني، انطلاقة تنموية متكاملة لإقليم السهوب، بأهداف اجتماعية وإقتصادية وبيئية بالغة الأهمية. وأوضح عبيدات في تصريح أدلى به ل«الشعب"، أن المشاريع التنموية التي وضعها الرئيس حيز الخدمة في الجلفة، ستساهم في تنويع الاقتصاد الوطني وفق مقاربة ايكولوجية تنموية قائمة على تثمين الموارد المحلية. القطار الوَاصِل أفصح ياسين عبيدات أن انجاز وتشغيل خطّ السكّك الحديدية بولاية الجلفة، يترجم الإرادة القوية لدى الدولة الجزائرية في تعزيز هذا النوع من الشبكات النقلية الأساسية عبر المناطق المحورية، منوّها أن الجلفة تتمتّع بموقع جغرافي هام يتوسط ولايات الوطن ويربط شماله بجنوبه الشاسع. كما ستلعب شبكة القطار الجديدة بولاية الجلفة، دورا محوريا في تقريب المسافات بين أقاليم الجزائر القارة، وستختصر الوقت، وتُحسّن من جودة الخدمات سواءً لنقل المسافرين، أوشحن وتخزين البضائع من خلال توفير الوسائل والظروف المناسبة ذلك، بحسب قوله. سدّ النّماء أبرز عبيدات أن تطبيق برنامج الرئيس القاضي بإعادة تهيئة وتوسيع وتطوير السدّ الأخضر واختيار الجلفة كمنطلق له، سيسمح باستحداث مورد إقتصادي وإجتماعي متجدّد عبر بلديات هذه الولاية السهبية، ويساعد في تدابير مكافحة التصّحر وتدهور الأراضي، التقليل من زحف الرمال، تحسين القدرة على مواجهة التغيرات المناخية في عصرنا، فضلا عن كونه يُشكل مصدا للرياح والزوابع وبالتالي حماية الغطاء النباتي بكل أنواعه في المنطقة. وعلاوة على ذلك، سيكون الفضاء الجغرافي المخصّص للسدّ، حسب محدثنا، فرصة لغرس الأشجار المثمرة والإعتماد عليها كمورد إقتصادي مستقبلي لخلق الثروة في مناطق شاسعة من الولاية خاصة الأشجار المقاومة للجفاف كالزيتون والفستق والخروب والبلوط والصنوبر الحلبي وغيرها من الأصناف، بالإضافة إلى الأشجار العلفية والرعوية المرتبطة بعلف المواشي، ما يُؤدي تدريجيا إلى تطوير قطاع الإنتاج الحيواني. ومن جهة أخرى، سيُمثل الشريط الغابي قيد الغراسة سانحة أمام خلق مؤسسات ومستثمرات فلاحية جديدة خاصة بالفلاحين، وتوفير مناصب عمل، وفتح طرق ومسالك ريفية كثيرة، وإنشاء آبار لضخّ مياه السقي والشرب، مثلما أضاف عبيدات. ولايتان منتدبتان من جانبه، أكد الأستاذ والباحث المهتم بالشؤون الوطنية والدولية، الدكتور عبد الرحمان بوثلجة ل«الشعب"، أن توجيه رئيس الجمهورية بتعيين واليين منتدبين بعين وسارة ومسعد، خلال لقاء جمعه بأعيان وممثلي فعاليات المجتمع المدني، ينطوي على دلالات ايجابية لسكان الولاية بعد تجربة توسيع عدد الولايات والولايات المنتدبة سابقا. واعتقد الدكتور بوثلجة، أن الأمر سالف الذكر يعود إلى سببين أساسيين؛ الأول يتعلّق بالمجتمع المدني الذي أولاه الرئيس تبون حظوة وعناية واستجاب لتطلعاته بخصوص ترقية مقاطعتي مسعد وعين وسارة، أمّا الثاني فيتصل بفرص ترقية التنمية الإجتماعية والإقتصادية بالولاية المعدة بوابة للصحراء الجزائرية. وتابع محدثنا بأن هذا المُعطى سيزيد من سرعة وتيرة التنمية بمسعد وعين وسارة من خلال تقريب الإدارة من المواطن من جهة، وتخصيص إمكانيات مالية وبشرية لهما من جهة أخرى.