أحيا الشعب الصحراوي أمس الأثنين الذكرى ال51 لاندلاع الكفاح المسلح، بالتأكيد على مواصلة المعركة التحريرية حتى النصر واستكمال السيادة على كامل تراب الجمهورية الصحراوية. أكد رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام للجبهة القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد إبراهيم غالي، أن الجبهة الشعبية استطاعت أن تضع أسس النصر الحتمي بتصعيد الكفاح. الرئيس إبراهيم غالي وفي كلمته الرسمية خلال إشرافه على فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للجيش بولاية بوجدور، قال " لقد استطاعت الجبهة، بعبقرية وحكمة ونجاعة، أن تضع أسس النصر الحتمي، بتصعيد الكفاح، على كل الواجهات، وخاصة في ميدان القتال، مروراً بإعلان الوحدة الوطنية الشاملة وقيام الدولة الصحراوية، كتجسيد ميداني وأبدي لإرادة الشعب الصحراوي في الحرية والعيش الحر الكريم فوق ترابه الوطني. واستحضر القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمته التجربة الفريدة التي جمع فيها الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، بين مهمتي البناء والتحرير، حيث تزامن صدى الملاحم البطولية في جبهات القتال مع إنجازات ومكاسب على الواجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والخدماتية، في ظل بناء مؤسسات الدولة الصحراوية واحتلال مكانتها الدولية، بما في ذلك كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي. وأضاف الرئيس إبراهيم غالي أن المناسبة سانحة لاستحضار رعيل الانطلاقة، ثلة من أبناء الشعب الصحراوي البررة، الذين عزموا فتوكلوا فتقدموا الصفوف ودشنوا حرب التحرير الوطني، لا سلاح لهم إلا قوة الايمان بالله وبالحق، والعزم والإرادة والثقة في قدرة شعبهم ورفضه القاطع لكل أشكال الظلم والقمع والتبعية والخنوع والاستعمار والاحتلال. استكمال المسيرة التحررية هذا، وبرمجت استعراضات عسكرية وأنشطة مرافقة منها اليوم الوطني للجيش، والدورة الخامسة للمنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي، وذلك بحضور أعضاء من الأمانة الوطنية والحكومة، إضافة لضيوف وشخصيات دولية وسفراء دول صديقة ووفود عن الولايات والمؤسسات. ويخلد الحدث وسط حضور وطني ودولي لافت في ظل متغيرات دولية وجهوية غير مسبوقة، منها استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020 بعد الخرق المغربي لوقف إطلاق النار، وعودة القضية الصحراوية إلى الأجندة الدولية في ظلّ التفاف وطني شامل حول أهداف ومثل جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وسط تعاطف دولي كبير وتنديد بجرائم الاحتلال المغربي والتشهير بجرائمه في حق الشعب الصحراوي على أكثر من صعيد. فالشعب الصحراوي يحتفل بمرور 51 سنة على تأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح وسط مكاسب سياسية ودبلوماسية على الصعيد الدولي، منها تعزيز مكانة عضوية الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الإفريقي، وربح المعركة القانونية. وتحظى جبهة البوليساريو بمكانة متميزة، كونها ممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي وكشريك في صنع السلام في المنطقة باعتراف من الأممالمتحدة وكافة المنظمات الدولية في مقابل عدم وجود أية دولة أو منظمة تعترف للمغرب بمزاعمه التوسعية الاستعمارية في الصحراء الغربية التي تظل مسألة تصفية استعمار بحسب قرارات وتوصيات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي. الجالية ملتزمة بقضيتها وأحيت الجالية الصحراوية بمنطقتي مونتوبال وتولوز بفرنسا، الذكرى ال51 لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح. وحضر الاحتفالات كل من ممثل الجبهة بفرنسا محمد عالي الزروالي، سيدي محمد أحمد سيد أمحمد مسؤول الجالية بفرنسا ورئيسا جمعيتي الجالية الصحراوية بمونتوبان وتولوز الناجم أنة وخطرة سيد إبراهيم وعدد كبير من أفراد الجالية الصحراوية، كما حضر المناسبة إعلاميون ومتضامنون مع القضية الصحراوية. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد ممثل الجبهة فخر الصحراويين بذكرياتهم الوطنية، لافتا إلى أن مرور أكثر من خمسة عقود من الكفاح والنضال هي مثال حي لصمود شعب وإصراره على نيل حقوقه كاملة في الحرية والاستقلال مهما طال الزمن. كما وجّه ممثل الجبهة تحية تقدير باسم الجالية إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي حامي الحمى ورمز المثالية الذي نحن اليوم بفضل تضحياته نعيش بكل فخر في ظلّ إنجازاته. من جهته، سيدي محمد أحمد سيد أمحمد مسؤول الجالية، وجه تحية لمناضلي الجبهة وللمعتقلين السياسيين، مبرزا أهمية استحضار الحدثين. وفي ختام الحدث نظمت وقفة تضامن مع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وأبطال انتفاضة الاستقلال في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. كما خلدت الجالية الصحراوية في مقاطعتي كوادا لاخارا ومدريد الذكرى 51 لتأسيس جبهة البوليساريو، وذلك بحضور ممثلي عن جمعية أصدقاء الشعب الصحراوي بكوادالاخارا وعدد من أفراد الجالية وممثلة الجبهة بمقاطعة مدريد. عسكريا، استهدفت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي مواقع معادية لعساكر الاحتلال بقطاع السمارة. وأوضح البيان العسكري للجيش الصحراوي، أن المفارز المتقدمة من الجيش المغوار نفذت قصفا مركزا استهدف مواقع معادية خلف جدار الذل والعار بقطاع السمارة، ما خلف حالة من الهلع والرعب بين صفوف عساكر وضباط الجيش المغربي. وأمام فشل منظومة الدفاع المغربية المعادية بعتادها وتكنولوجيتها في صد الهجمات، فإن جيش التحرير الشعبي الصحراوي مستمر في عملياته العسكرية البطولية حتى طرد الغزاة من كل شبر من تراب الصحراء الغربية.