تعاني فئة المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر الكثير من المشاكل والعراقيل في مختلف مجالات الحياة بشكل ملفت للانتباه، فلا يستدعي الأمر الكثير لاكتشاف التهميش التي تعيشه هذه الفئة المستضعفة ...تهميش يمس بحقوقها ككل الفئات الجزائرية، وكمعوقين في امس الحاجة لمساعدة ودعم الدولة لها. فاذا تأملنا في واقع الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف انواع الاعاقات سواء كانت حركية، بصرية، او ذهنية، فاننا نسجل نقصا في عدد المراكز التي تنشأ عادة لهذه الفئة بهدف تطوير وتحسين قدراتها، وذلك بفضل الوسائل والتقنيات المستعملة فيها، يكفي هنا ان تعطي مثالا بالمركز الخاص بالأطفال المعاقين الكائن مقره بالحراش، حيث وجد العديد من الأولياء ومنذ سنوات عديدة صعوبات في تسجيل ابنائهم بسبب الاكتظاظ ليبقى الطفل في قائمة الانتظار لمدة قد تفوق السنتين او اكثر حتى يظفلر بمقعد فيه هذا و ان حالفه الحظ ؟ وهنا يتبادر الى اذهاننا سؤال جوهري وهو اذا كان واقع الاطفال المعاقين بالعاصمة على هذا الحال فكيف بحال أقرانهم القاطنين في المناطق النائية عبر الوطن الذين لازالوا محرومين من هذه المراكز ويعانون في صمت، مجبرين على المكوث في البيت اضافة الى الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها في أوساط أسرهم، ذنبهم الوحيد أنهم مصابون بإعاقة حركية او ذهنية؟ منحة لا تسمن من جوع تعد المنحة التي تخصصها مديريات الشؤون الاجتماعية على مستوى البلديات الانشغال الأول لذوي الاحتياجات الخاصة، فمنذ أن قررت الهيئة المعنية تخصيص منح للمعاقين وفقا لما ينص عليه القانون في هذا الشأن، الا أن ما سجلناه ميدانيا أن هذه الفئة تتجرع مرارة الحياة فيظل الارتفاع المستمر في التكاليف، خاصة وأن الأغلبية منهم يعيشون في فقر مدقع ووجدوا في تبرعات المحسنين والجمعيات المهتمة بهذه الفئة ما يسد جوعهم ... فالمنحة يتقاضاها هؤلاء لا تتعدى أربعة آلاف جزائري شهريا، والأسوأ في ذلك أنها لا تصرف في وقتها المحدد وتصل أحيانا الى ستة أشهر من الانتظار مما يضاعف من حجم المعاناة، خاصة لأولائك الذين يعتمدون عليها كمصدر رزق في حياتهم اليومية.