أسفرت الانتخابات التشريعية والرئاسية عن فوز الحزب الحاكم بأغلبية الأصوات المعبر عنها في انتخابات 25 اكتوبر 2009 فقد توجه 5 ملايين ناخب الى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان ال 214 عضو منتخب بعد ان حددت المجلة الانتخابية جميع ضوابط العملية بشكل تفصيلي، وانتخاب رئيس الجمهورية جرى بالأغلبية المطلقة للأصوات المصرح بها رسميا، وبذلك لن تكون هناك دورة اخرى ثانية كما اعتقد بعض المرشحين او المعارضين السياسيين الذين حاولوا بشتى الطرق العمل على توجيه الانتخابات غير وجهتها الحقيقية ،اعتمادا حسب تحاليلهم على ماجاء في الفصل 70 من المجلة الانتخابية »القانون الانتخابي« دورة .2009 وبفوز مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي/ الحزب الحاكم حزب الاغلبية/ الرئيس الحالي زين العابدين بن على . و كثاني رئيس لجمهورية تونس منذ استقلالها في الخمسينيات إلى اليوم،عقب الرئيس الحبيب بورقيبة الذي استمر في الحكم من 1956 إلى 1987 يكون الرئيس زين العابدين بن علي قد برهن على مدى قدرته على التعبئة وتجنيد الشعب لتأيد برنامجه الإنمائي. وقد اكد المترشحون الخاسرون في كل احتجاجاتهم واحاديثهم ان رهانهم سياسي بالاساس من اهم الرهانات السياسية تثبيت التعددية السياسية والتعريف ببرامج احزابهم وليس رهانا انتخابيا فقط، مع العلم ان اغلبية المواطنين لايعرفون برامج الاحزاب التي رشحت قادتها للرئاسيات. ان الرئيس الحالي المنتخب والفائز في إنتخابات 2009 هو الوحيد المعروف على الساحة الوطنية، كما هو معروف الرئيس السابق بورقيبة اي انه متواجد في كل زوايا الوطن في الخلايا الحزبية في الادارة في المشاريع التنموية حتى الانجازات في الاعلام، اي ان رهانه (أي المواطن) رهان على الاستقرار والتنمية ، رهان على المستقبل الذي يريده افضل مما هو عليه. السؤال المطروح اليوم لدى المواطنين والمتتبعين للشأن التونسي ليس »حمى الانتخابات« ولا فوز المرشح بقدر ماتهمه المزيد من الديمقراطية والشفافية والمزيد من التنمية والتطور في شتى المجالات خاصة وتونس كغيرها من دول الجنوب تعيش ارهاصات القرن ال 21 ومافيه من تحديات خطيرة قد تعصف بكل المكتسبات اذا لم يتم تدارك الوضع باتفاق المعارضة والمؤيدين على ان معركة الرهان ليست حالة ظرفية يمكن تجاوزها بقدر ماهي عمل مستمر دون توقف لبلوغ الأهداف المنشودة.