"لزلنا ضمن أفضل الفرق في أوروبا وسنثبت ذلك في الدوري" "كاسياس وبفون يبقيان الأفضل حاليا .. وأتوقع بروز أسماء جديدة" "الضغط النفسي والمعاناة الذهنية أصعب ما يتعرض له حارس المرمى" "عندما بلغت سن العاشرة تعرضت لحادث عنيف وكسرت ساقي أثناء محاولتي تسجيل هدف" الصدفة وفقط هي من غيّرت وظائف حارس عرين نادي تشلسي بيتر تشيك داخل الملعب من تسجيل الأهداف إلى منعها. جاء ذلك في حديثه للموقع الرسمي للإتحاد الأوربي لكرة القدم يويفا الذي كشف فيه أيضا عن كيف أن ساقا مكسورا قد لعبت دورا محوريا في تحديد مسار حياته، وعن أهمية علم النفس في وظيفته كحارس مرمى، وعن الإحترام الكبير الذي يكنه للحارسين الأسطوريين جان لويجي بوفون وإيكر كاسياس. مدينة براغ ستستضيف نسخة الموسم المقبل من مباراة السوبر، ماذا يعني ذلك للكرة التشيكية عموما؟ سيشكل ذلك الحدث إضافة كبيرة لكرة القدم التشيكية وللبلاد عموما، الملايين في جميع أنحاء العالم يتابعون هذه المباراة بشكل سنوي، ونجاح براغ في تنظيمها في الموسم المقبل سيعكس للعالم أجمع مدى تطور الكرة التشيكية وقدرة البلاد على تنظيم أكبر الفعاليات الكروية المحلية والأوروبية أيضا. بدأتم تمارسون كرة القدم في وظيفة المهاجم، كيف تحولتم للطرف الآخر من الملعب وأصبحتم حارسا للمرمى؟ الصدفة فقط هي التي جعلت وظائفي داخل الملعب تتبدل من تسجيل الأهداف إلى منعها، عندما كنت في سن الثامنة كنت ألعب في فريق المدرسة بشكل منتظم، وفي إحدى المباريات لم يحضر حارس المرمى والإحتياطي، ولهذا كان على أحدنا أن يتطوع للقيام بهذه المهمة، ولأنني كنت أعشق التحديات وتجريب كل شيء، فقد قلت بأنني من سيقوم بحراسة مرمى الفريق، وأعتقد بأنني قمت بعمل جيد في تلك المباراة وتصديت لبعض الفرص الخطيرة لأن مدربي الفريق ظلا يتناقشان لأيام حول جدوى الإعتماد عليَّ كمهاجم أو تحويلي لحارس مرمى وتطوير مواهبي. عندما بلغت سن العاشرة تعرضت لحادث عنيف وكسرت ساقي أثناء محاولتي تسجيل هدف ما، وكانت تلك هي محاولتي التهديفية الأخيرة لأنني تحولت بعدها لحراسة المرمى، عندما كنت أتعافى من تلك الإصابة لم أكن أستطيع الركض بطبيعة الحال، لكنني كنت أستطيع التمرن على إلتقاط الكرات وتدربت لفترات طويلة لتحسين أدائي وتسريع ردود أفعالي، وفي النهاية إنتصرت موهبة الحراسة على موهبة الهجوم، وطوال مسيرتي الكروية لم أندم إطلاقا على إتخاذ ذلك القرار الصعب. ما هو الشيء الأصعب في حراسة المرمى؟ الضغط النفسي الرهيب والمعاناة الذهنية التي يتعرض لها حارس المرمى بإستمرار وخصوصا في المباريات الكبيرة أو النهائيات. هناك حقيقة لا يستطيع أي لاعب التعامل معها بالشكل الصحيح، وهي أن جميع أخطاء اللاعبين يمكن تداركها بإستثناء خطأ حارس المرمى لأنه يكلف الفريق هدفاً. هذه الحقيقة هي التي تضع كل تلك الضغوط العنيفة على كاهل حارس المرمى، وهي التي تجعل من وظيفتنا داخل الملعب أهم الوظائف وأكثرها تعقيدا على الإطلاق. عرف عنكم دراستكم لعلم النفس أثناء أوقات فراغكم.. هل ساعدكم ذلك على تطوير مستواكم وتحسين أدائكم داخل الملعب؟ بالتأكيد، علم النفس يلعب أدوارا هامة وحاسمة جدا في المستويات العليا من كرة القدم بالرغم من أن الكثيرين يجهلون ذلك، وهو هام جدا بالنسبة لحراس المرمى وبالنسبة لي فقد إستطعت أن أطبق الكثير مما درسته على أدائي في المباريات، وساعدني ذلك كثيرا في التخفيف من حدة الضغوط التي أتعرض إليها، وأصبحت أثناء المباريات لا أهتم بأي شيء على الإطلاق بإستثناء وظيفتي فقط.أصبحت لا أهتم إطلاقا بكل ما لا يمكنني التأثير عليه أثناء المباريات، ولهذا لا يراني أحد أحتفل عندما يسجل زملائي هدفا أو أتوتر عندما يهدر أحدهم ركلة جزاء حاسمة لأن هذا ليس عملي داخل الملعب، والقيام بذلك ساعدني كثيرا في التخلص من الضغوطات الإضافية لأن موقعي كحارس مرمى يفرض عليَّ ما يكفيني من الضغوط، وبدون دراستي لعلم النفس، فإنني غالبا لم أكن سأنجح في القيام بذلك. من هم الحراس الذين أثروا فيكم عندما بدأتم تمارسون هذه الوظيفة ؟ أوليفركان، بيتر شمايكل وأدوين فان ديرسار. كل حارس من هؤلاء ترك داخلي أثرا مختلفا لأنهم كانوا يمتلكون شخصيات مختلفة جدا داخل وخارج الملعب، ثم بدأت أتابع بإهتمام جان لويجي بوفون الذي جاء وغير الكثير من المفاهيم بالنسبة لحراسة المرمى عموما. وأخيرا ظهر إيكر كاسياس وترك بصمته الخاصة عندما بدأ يحرس مرمى ريال مدريد. عندما كان في سن ال17 او ال18 كان الكثيرون يرشحونه ليكون الحارس الأفضل في العالم، وكنت دائما أقول لنفسي إذا نجح هذا الشاب في حراسة مرمى فريق عملاق مثل ريال مدريد وهو في هذه السن الصغيرة فإنني أيضا سأتمكن من ذلك ولا يوجد أي سبب يمنعني من القيام بذلك والنجاح فيه. من هم الحراس المفضّلون لديكم في الوقت الحالي؟ بالتأكيد هما بوفون وكاسياس، لمدة تزيد عن العشر سنوات ظل هذا الثنائي محافظاً على مستويات عالية جدا من الأداء على مستوى ناديي جوفنتوس وريال مدريد والمنتخبين الإيطالي والإسباني وفازا بكل شيء يمكن الفوز به تقريبا، ولهذا هما بالنسبة للجميع الثنائي الأفضل في العالم في الوقت الحالي. زميلكم المعار لأتلتيكو مدريد ثيباوت كورتوا تألق كثيرا في الدوري الإسباني وفي الدوري الأوربي في الموسم الماضي، ما هي أبرز نقاط قوته؟ لديه ثقة كبيرة في إمكاناته وقدرة خاصة على المحافظة علي تركيزه الكامل طوال الدقائق ال90، ويمتلك قدرا من الخبرة يفوق بكثير سنوات عمره الصغيرة ولهذا فإن نقاط قوته تكمن في صلابته الذهنية وفي ذكائه الكروي. يستطيع أن يحافظ على هدوئه في أكبر المباريات وفي أكثر الأوقات تعقيداً وهو شيء ليس بالسهل لمن هم في مثل سنه. يتمتع بقامة طويلة وردود أفعالٍ جيدة جداً وهذا كله يجعل من تجاوز الكرة له صعبا جداً. طوال مسيرتكم الكروية، هل نفذت تصديا مميزا تستطيع أن تطلق عليه صفة الأفضل؟ ليست لديَّ تصديات مميزة يمكن أن أصفها بالأفضل في مسيرتي الكروية، تصديت للعديد من فرص التسجيل الخطيرة أثناء بعض المباريات الهامة، وتسبب ذلك في فوز فريقي ببعض الألقاب، لكنني لا أستطيع أن أطلق على إحدى هذه التصديات صفة الأفضل على الإطلاق.