سجلت المصالح الطبية بعين صالح بولاية تمنراست ارتفاعا مذهلا لعدد المصابين بمرض ارتفاع الضغط الدموي خلال السنوات الخمس الأخيرة، بحيث لا يخلو بيت من مصاب بهذا المرض المزمن الذي تفشى بسرعة فائقة حتى بين الشباب، حيث بلغت نسبة الإصابة أكثر من 25 بالمئة من عدد السكان. وتبقى الأسباب مجهولة تماما في ظل صمت السلطات الصحية، وفي العام الماضي أرسلت وزارة الصحة والسكان لجنة طبية بغية معرفة الأسباب التي ساهمت في انتشار هذا المرض المزمن، حيث قامت بعدة زيارات إلى جميع أحياء المدينة وأخذت عينات وأجرت عدة فحوصات لجميع الفئات العمرية، لكن لحد اليوم لم تظهر النتائج رغم مضي أكثر من سنة على العملية بغية تفادي هذا الوباء المزمن والتقليل من نسبة الإصابة خاصة وسط الشباب والأطفال. وبحسب بعض المختصين، فإن ارتفاع درجة الحرارة صيفا وارتفاع نسبة الملوحة في مياه الشرب وطبيعة المناخ الصعبة هي من أهم العوامل التي جعلت من عين صالح تعتبر المنطقة الأولى على المستوى الوطني في ارتفاع عدد المصابين بهذا المرض من خلال دراسة طبية قام بها الدكتور طمار، مما أدى بمصالح الري لإنجاز مشروع جلب مياه عذبة وغير مالحة من قرية فقارة العرب على مسافة 37 كلم من عين صالح. وقد جلبت إحدى الشركات الأجنبية معدات لتصفية الماء من نسبة الملح المرتفعة تباع بسعر رمزي لفائدة المصابين بالأمراض المزمنة، لكن للأسف بعد مرور سنوات من تصفية المياه لم يتقلص عدد المصابين بل ارتفع خاصة وسط الشباب، وأدى لحدوث شلل نصفي للعديد من المرضى يعيشون معاناة يومية في ظل تكتم مصالح الصحة حول أسباب تنامي المرض، علما أن المصالح الطبية تنصح خلال فصل الصيف مرضى الضغط الدموي بعدم الخروج من منازلهم بعد الساعة العاشرة. وبحسب احد الصيادلة، فإن التهافت على دواء (CARDINAL) الخاص بمرضى ارتفاع الضغط الدموي كبير جدا من طرف المرضى من مختلف الأعمار خوفا من ندرته كما كان يحدث في بعض الأحيان ويضطرون في أحيان كثيرة إلى شرائه من ولاية غرداية بكميات معتبرة خوفا من فقدانه. ويطالب الجميع بعين صالح من وزارة الصحة إيفاد لجنة طبية مختصة بغية معرفة أسباب انتشار هذا المرض المزمن واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف انتشاره وتوفير الأدوية للمرضى حتى لا يضطروا إلى زيارة محلات بيع الأعشاب التي توهم المرضى بمعالجة هذا المرض والشفاء منه من خلال تناول أعشاب قد تشكل خطرا على حياتهم، بغية التقليل من نسبة الإعاقة والموت الفجائي التي صارت بنسبة عالية وعلى مدار السنة.