طمأن مدير التكوين العالي بوزارة التعليم العالي، جمال بوقزّاطة عبر "الشروق"، الطلبة بشأن انطلاق الموسم الجامعي، مؤكدا بأن وزارة التعليم العالي، قد أخذت بعين الاعتبار، جميع انشغالاتهم المطروحة. وأكّد المُتحدّث، بخُصوص موعد الدخول الجامعي، بأنه سيكون في تاريخه المُحدد ولن يتغير، أي في 15 ديسمبر الجاري. أما التحاق الطلبة بجامعاتهم فسيكون حضوريا ولكن على دفعات، تقيدا ببروتوكول صحي تم وضعه بالتنسيق مع وزارة الصحة، والهيئة العلمية لتتبع ورصد تفشي وباء كورونا. وأعطيت الصلاحيات الكاملة لرؤساء الجامعات، لتقسيم الطلبة إلى دفعات حسب خصوصية كل جامعة، من موقعها الجغرافي وعدد طلبتها وهياكلها البيداغوجية. وأوضح المتحدث، بأن الدخول الجامعي الحضوري، لا يعني التحاق جميع الطلبة بجامعاتهم، بل سيحضرون وفق بروتوكول صحي خاص. وكشف، بأن وزارة التعليم العالي، أعدت 3 خطط أو سيناريوهات، لإنجاح الدخول الجامعي في ظل جائحة كورونا، اقترحتها على رؤساء الجامعات. السيناريو الأول يكون بحضور فوج من الطلبة لجامعاتهم للدراسة، مرتين في الأسبوع فقط، والباقي يدرسون عن بعد، أما السيناريو الثاني فيكون بتقسيم اليوم إلى فترتين زمنيتين، فمن الساعة 8 إلى 12 يتلقى الطلبة المحاضرات، فيما تخصص الفترة الزمنية من 13 إلى 18، وحسب طبيعة كل جامعة وموقعها الجغرافي، لتلقي الدروس التطبيقية. أما السيناريو الثالث، فيتلقى فيه الطلبة دروسا ولكن عن بُعد، لمدة شهر واحد، يلتحقون بعدها بجامعاتهم. وحسب محدثنا، كل رئيس جامعة له الحرية في اعتماد الخطة المناسبة لمؤسسته الجامعية، بعد ما أعطيت لهم كامل الصلاحية في ذلك. وأردف "مهما كانت الخطة المتبعة، فنحن شددنا على ضرورة تناسبها مع البروتوكول الصحي، للوقاية من انتشار فيروس كورونا". وبخصوص تأثير غياب وسائل النقل، على عملية التحاق الطلبة بين الولايات بجامعاتهم، أقرّ محدثنا بأن غياب النقل بين الولايات، حتما سيؤثر على تنقل الطلبة، "ولكن الموضوع بيد السلطات العليا، أما بخصوص النقل عبر القطارات، فقد وعدتنا مؤسسة السكك الحديدية، بانطلاق رحلاتها تزامنا مع الدخول الجامعي أي في 15 ديسمبر، وهو ما نأمله"، في وقت استلم طلبة الجنوب، تذاكرهم للتنقل عبر الخطوط الجوية الداخلية التي فتحت مؤخرا، حسب بوقزاطة. وأكد مدير التكوين العالي، بأن مديري الاقامات الجامعية، سينسقون مع مسؤولي المؤسسات الجامعية، بشأن إقامة الطلبة، مع توخي الحيطة والحذر. بسبب ضُعف الإنترنت وغياب النقل… الطلابي الحُرّ: الدخول الجامعي سيكون "متذبذبا " لعدم الجاهزية! مصير غامض يلفّ الدخول الجامعي المرتقب غدا، في ظل غياب وسائل النقل وعلى رأسها القطارات والحجر المنزلي في بعض الولايات. وهو ما جعل أساتذة ونقابات طلابية يتخوفون من القادم، خاصة وأن استئناف الدراسة سيكون حضوريا وعلى دفعات. في وقت تطمئن وزارة التعليم العالي بإعدادها "سيناريوهات أو خطط" لتمرير الدخول الجامعي بسلام، بالتنسيق مع رؤساء الجامعات. تخوّفات كثيرة، تصاحب استئناف الموسم الجامعي عبر الجامعات والمدارس العليا غدا، خاصة وأن الدراسة ستكون حضورية حتى ولو كانت بنظام التفويج. فالطلبة والأساتذة متخوفون من غياب وسائل النقل بين الولايات، وخاصة النقل عبر القطارات، وآخرون منشغلون بتوقيت الدراسة، في ظل بدء الحجر الصحي المنزلي على الساعة الثامنة ليلا، عبر كثير من الولايات. وفي هذا الصّدد، حذر عبد الكريم بن مالك، عضو المكتب الوطني بالإتحاد العام الطلابي الحر، في اتصال مع "الشروق" أمس، مما اعتبره تذبذب الدخول الجامعي، لعدة اعتبارات، أهمها عدم إتمام كثير من الجامعات لبرنامج التدريس الذي انطلق في 1 ديسمبر الجاري، إضافة لعدم جاهزية بعض الإقامات الجامعية لاستقبال الطلبة. واعتبر المتحدث، أن تعليق النقل ما بين الولايات "سيؤثر فعليا على تنقل الطلبة، وخاصة أيام عطلة نهاية الأسبوع، مع العلم أن جُل الجامعات، إن لم نقل كلها لديها يوم تدريس بالسبت، في وقت لم تدخل عدد من الجامعات، يوم السبت في اتفاقياتها مع مؤسسة نقل الطلبة.. دون نسيان مشكل ضعف تدفق الإنترنت للطلبة الذين سيدرسون عن بُعد". ويُرجح بن مالك، بأن نسبة الإصابات المرتفعة بكورونا، قد تنشر الخوف في نفوس الطلبة المتنقلين إلى الجامعات، وهو ما يجعل نجاح الدخول الجامعي، حسبه، مرهون بمدى التزام وانضباط الأسرة الجامعية بالبروتوكول الصحي. ويؤكد الإتحاد الطلابي الحر أن استقبال وتوجيه الطلبة، وإنجاح الدخول الجامعي في هذه الظروف "والتي أقل ما يقال عنها استثنائية، تستدعي تضافر الجهود لإنقاذ إنقاذ الموسم الجامعي" حسب تعبير محدثنا.