أحدثت دعوة رئيس جبهة الصحوة السلفية الشيخ زراوي عبد الفتاح حمداش إلى إقامة ما سماه حدّ الردّة بالقتل على الروائي والصحفي كمال داود ردود فعل مستنكرة، وهاجم معظم رواد شبكات التواصل الاجتماعي حمداش واعتبروا ما دعا إليه أمرا يتناقض مع حرية التعبير، فيما أعلن سياسيون تضامنهم مع داود بينهم رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي. اتهم الشيخ حمداش الروائي كمال داود بالكفر والزندقة والتصهين وسب الله والتطاول على القرآن ومحاربة الإسلام والعربية ومعاداة أهل الإسلام، على حد ما كتبه في صفحته الخاصة على "فايسبوك"، وجاء هذا على خلفية رواية "ميرسو.. تحقيق مضاد"، التي لم يحترم فيها القرآن ووصف الله بأنه "عجوز يهذي". ورد كمال داود بدوره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي قائلا "هناك فتوى لقتلي من طرف حركة سلفية جزائرية وقعها عبد الفتاح حمداش. هذا نتيجة عدم تطبيق القانون ضد مثل هؤلاء الأشخاص". وقفزت رواية داود إلى العالمية، وحازت جوائز أدبية هامة، مثل "غونكور" و"رونودو" و"موريالك" وجائزة القارات الخمس للفرنكفونية، وترشح ضمن الأسماء الخمسة لجائزة الغونكور للرواية الفرنسية. وانتقد زراوي تصريحات أدلى بها داود، خلال مشاركته في البرنامج الفرنسي "لم ننم بعد" على القناة الفرنسية الثانية، السبت الماضي، قال فيها إن "العربية ثقافة وموروث، والعروبة احتلال وسيطرة، وأن علاقة العرب بربهم هي التي جعلتهم يتخلفون"، كما قال إنه لم يشعر بجزائريته. وخلفت هذه التصريحات استهجانا لدى الشارع واعتبرها كثيرون مساسا بخطوط حمراء في المجتمع تتعلق بالهوية من دين ولغة وأصول. وهاجم كثيرون كمال داود واتهموه بالتعدّي على الخطوط الحمراء فيما هاجم آخرون الشيخ زراوي وأعلنوا تضامنهم مع كمال داود ومنهم رئيس حزب جديد جيلالي سفيان الذي كتب على صفحته في فايسبوك "أعلن تضامني التام مع كمال داود بعد الفتوى التي صدرت في حقه".
