غاب لديهن الوازع الديني وبعن ضمائرهن، همهن الوحيد هو الحصول على المبلغ المعتبر الذي تدفعه الأم العاملة، التي ائتمنتها على فلذة كبدها لتودعه لديها باعتبارها مربية أطفال، إلا أنها تعبث بحياة البراءة دون أدنى رأفة فتدس له المنوم في الطعام أو تقدمه كشراب، حتى تتمكن من قضاء حوائجها دون أن يزعجها هذا الصغير، هي حقائق مرة دفعت مصالح الأمن على مستوى العاصمة إلى التحقيق مع عديد روضات الأطفال بعد تناوب شكاوى الأولياء لتعرض أطفالهن للتنويم بالأدوية... "تيرالان"، "سوليبريد" منومات للكبار لا تقدم إلا بوصفة الطبيب، لم تجد بعض المربيات حرجا في تقديمها لأطفال أبرياء، بل حتى رضع لا يفقهون في الحياة شيئا، حيث تتعمد بعضهن جمع أكبر عدد ممكن من الأطفال الصغار للحصول على مبلغ معتبر من المال، إلا أنهن يعتمدن على تخدير وتنويم هؤلاء الصغار حتى يتفادين الإزعاج ويتمكن من الخروج والتبضع أو حتى القيام بالأشغال المنزلية. "السيدة نعيمة" سيدة عاملة، اكتشفت أن مربية ابنها الذي يبلغ من العمر عامين تقدم له منوما في الطعام، حيث قالت إن صغيرها أصبح لا ينام ليلا إضافة إلى فقدانه للشهية، كما ظهر عليه اسوداد تحت العينين، وأضحى يعاني من الخمول والكسل بالرغم من أنه كان يفيض حيوية على حد قولها، مضيفة أنها كلما كانت تقصد المربية لإحضار صغيرها تجده نائما، وهو ما جعلها تشك لتخبرها إحدى الجارات أنها تقدم له منوم، تقول إنها كانت تود رفع دعوى قضائية ضدها إلا أنها لم تتمكن من إثبات الأمر بعد أن رفضت الجارة أن تمثل كشاهدة. وأكد الدكتور مصطفى خياطي خطورة المنومات على صحة الأطفال الصغار خاصة الرضع، حيث قال إنها يمكن أن توقظ بعض الأمراض النائمة لديهم، حيث أنها يمكن أن تتعامل مع هذا المنوم وتؤثر على نمو الطفل ونمو دماغه، قائلا إن هذه المنومات لا تمنح إلا بوصفات طبية وتوصف كمهدئات في بعض الحالات.
وأضاف المتحدث ذاته أن اكتشاف أمر هذا النوع من الحاضنات ليس بالصعب على الأم، حيث قال إن الطفل الصغير الذي يتناول المنوم تظهر عليه علامات الإرهاق والتعب إضافة إلى تغير سلوكه وحركاته المعتادة، ناهيك عن كسله وخموله الدائمين كما تتغير لديه عادات النوم، أما الرضيع فلا يضحك كالمعتاد وتجده متذبذبا ومضطربا في حركاته، كما تتغير لديه عادات النوم حيث أنه في الشهر الأول ينام قرابة ال 23 ساعة لتصل إلى 11 ساعة عند بلوغه 18 شهرا.