* استعمال المنومات ببعض الروضات يهدد صحة الأطفال* أصبحت روضة الأطفال ضرورة لا غنى عنها سواء بالنسبة للمرأة العاملة أو حتى الماكثة بالبيت، فهي مجال لتحضير الأطفال نفسيا على أجواء المدرسة قبل أن يحين سن التمدرس، وفي ذات الوقت هو المكان الأنسب الذي تستطيع الأم العاملة أن تترك ابنها فيه أوقات عملها، لكن تحوّلت دور الحضانة في الآونة الأخيرة إلى مجال استثماري تجاري أكثر منه تربوي وحادت أهدافها عن العناية بالأطفال وتربيتهم إذ أصبحت تشهد مشاكل عديدة تؤثر سلبا على الأطفال. عتيقة مغوفل تطور تفكير المرأة الجزائرية كثيرا عما كان عليه في السابق وأصبحت تهتم بدرجة كبيرة بمستقبل أبنائها التعليمي، ولعل أول مكان تعليمي تختاره الأمهات للأبناء الروضة، لكن هذه الأخيرة أصبحت لا تؤدي الدور المنوط بها كما يجب. ولإثراء الموضوع تقربنا من الأمهات اللائي كن لهن تجارب سلبية بسبب المعاملة السيئة لأبنائهن داخل الروضات. سقوط.. حوادث وأكل غير صحي أول من قابلناها السيدة (حفيظة) متزوجة وأم لثلاثة أطفال وهي في نفس الوقت عاملة بقطاع الصحة، فهي تقني سامي في المخبر العام للتحاليل الطبية بمستشفى مصطفى باشا، تعبت لإيجاد روضة تتوفر على أبسط شروط السلامة لابنها الصغير مروان البالغ من العمر 4 سنوات حتى يبقى فيها أوقات دوامها ودوام والده، لتقوم في الأخير بإيجاد روضة له بالجزائر العاصمة وقد رأت فيها أنها الروضة المناسبة لابنها، ولكن بعد مرور 3 أشهر من التحاق ابنها بتلك الروضة لاحظت أنه يفقد الوزن لعدم تناوله للطعام صحي ولا بصفة منتظمة، بالإضافة إلى هذا فهو يصاب بجروح وصدمات كثيرة على رأسه من شدة السقوط المستمر، وتعاركه مع الأطفال الآخرين، وفي إحدى المرات عندما ذهبت السيدة (حفيظة) لإحضاره من الروضة فوجئت بضمادات على وجهه ولما سألت المربية قالت بأنه سقط على الطاولة في لحظة غفلة منها فهي لا تستطيع الانتباه لكل شيء نظرا للعدد الكبير من الأطفال المتواجدين بالروضة، كما عللت سقطة (مروان) على أنه أمر عادي فكل الأطفال يسقطون، ومنذ ذلك اليوم قررت الأم أن تسحب ابنها من تلك الروضة ولن تقوم بإيداعه في أخرى بل فضلت أن تتركه عند جدته لأنها تدرك جيدا أنها ستهتم به لأنه حفيدها الأصغر. المنومات السبيل الأمثل لضمان الهدوء بعد الكلام الذي سمعناه من السيدة (فضيلة) استغربنا كثيرا من حالة رياض الأطفال في الجزائر لذلك بحثنا عن أم أخرى عانت نفس المشكل فقابلنا هذه المرة السيدة (نوال) التي تشتغل معلمة في إحدى المدارس الابتدائية بالعاصمة، والتي روّت لنا ما كانت تقوم به مربية في روضة كان تضع ابنها فيها، فقالت السيدة نوال إن المربية كانت تقدم للأطفال منوما في الطعام للتخلص من بكائهم والضجة التي يحدثونها، إلا أن السيدة نوال لم تتفطن لما كانت تقوم به المربية، إلا عندما ذهبت في أحد الأيام إلى الروضة في وقت مبكر على غير العادة من أجل جلب ابنها إلى البيت فوجدته نائما بعمق على غير عادته ولما حاولت المعلمة أن توقظه من النوم لم يستطع وحتى لما ذهبت به إلى المنزل ظل نائما طوال اليوم، فشكت في الأمر وحاولت الاستفسار من ابنها وعما يشربه قال بأن المعلمة تعطيه شرابا بعد الأكل مر المذاق قليلا، وقالت السيدة نوال بأن زوجها طلب منها ترك الطفل عند جدته أو التوقف عن العمل لأنه من المستحيل أن يضع ابنه في أي روضة كانت لأنه لا يثق في المربيات إلا أنها رفضت الأمر، وفي اليوم الموالي عادت السيدة نوال إلى المربية من أجل الاستفسار عن الأمر وبعد الضغط عليها اعترفت لها أنها تعطي الأطفال منوما حتى يناموا ويهدأوا. عدوى القمل تهدد أطفال الروضات وعلى غرار السيدتين اللتين قابلناهما تقول أخرى إنها تدفع مبلغ 7000دج شهريا للروضة وهو سعر لا يعكس بتاتا نوعية الخدمات المقدمة لطفلها، فابنها يتغير في تصرفاته من الناحية النفسية، إضافة إلى المشاكل الصحية التي أصابته جراء تناول طعام غير نظيف أو منتهي الصلاحية وعدم غسل الأيدي قبل تناول الأكل، وحاولت مرات عديدة التنبيه على المعلمة والمديرة على بعض التصرفات ولكن عندما وصل الأمر إلى إصابة ابنها بالقمل نتيجة الاختلاط في مواضع النوم التي تخصص كل يوم لطفل جديد أخرجته من الروضة وهي الآن في حيرة أين ستترك ابنها حيث أن والدتها تسكن بعيدا، فقد فقدت الثقة في كل رياض الأطفال لأنها كما تقول متشابهة.