تأسف مدير المسرح الجهوي لقسنطينة محمد زتيلي، كون أبناء قسنطينة من المبدعين غيبوا في التظاهرة الثقافية الكبرى" قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015"، بشكل مخز، مضيفا أن تنظيم التظاهرة الثقافية بكل من العاصمة، تلمسانوقسنطينة، سادتها البيروقراطية التي – حسبه - لا يمكن أن تصنع الحياة الثقافية أبدا. يتواصل النشاط الثقافي والأدبي لنادي المزهر المسرحي، بمسرح قسنطينة الجهوي من خلال تنظيمه للجلسات التكريمية الثالثة لأعمدة المسرح الجزائري، حيث حظي أمس ثلاثة فنانين صنعوا لحظات السعادة من العدم، هم حقا من الجيل الذهبي بالتكريم، عرفانا لما قدموه لمسرح قسنطينة بشكل خاص والمسرح الجزائري بشكل عام، منذ السبعينات إلى يومنا هذا، وهم بلا منازع ارتبط اسمهم بذاكرة مسرح قسنطينة، ويتعلق الأمر بكل من: "علاوة زرماني، نورالدين بشكري، وجمال دكار، وكان ذلك بحضور أصدقائهم، محبيهم، وهواة الفن الرابع، وبإشراف من مدير المسرح محمد زتيلي، الذين أكدوا أن سر نجاحهم في مشوراهم هو احترامهم لفنهم، وإخلاصهم في عملهم. وقد تطرق الممثل بوالدشيش كريم، ونور الدين مرواني، إلى مسيرة الفنانين الثلاثة، مبرزان إسهاماتهم العديدة التي مكنت مسرح قسنطينة من اعتلاء مكانة مشرفة، من خلال العودة إلى الذكريات الجميلة في السبعينات، وسط أجواء حميمية طبعتها الفرحة والسعادة. وقد عبر الممثل، المخرج، والمؤلف جمال دكار، الذي شارك في عمل مشترك جزائري فرنسي حول ثورة التحرير، إلى جانب أعمال بارزة عديدة كان أولها دوره الرئيسي في مسرحية "حسناء وحسان" في كلمته التي ألقاها بالمناسبة عن فرحته الكبيرة بالتكريم الذي خص به بمعية رفقاء الدرب، وهم في خريف العمر، مشددا على أهمية عودة "المسرح الشعبي" إلى الواجهة الإبداعية. وأما علاوة زرماني، فأكد أن سر نجاح مسرح قسنطينة الجهوي يكمن في أن فرقتهم كانت تضم حينها جامعيين. ومن جهته شكر الممثل القدير والإدراي المحنك، نور الدين بشكري، التفاتة النادي، ليعود بالحضور إلى بداية مشوراه مع المسرح وبالتحديد نهاية سنة 1974، حيث بدأ كممثل متربص، ثم انطلق مع بقية الزملاء ليعتلي ركح مسرح قسنطينة الذي استقل في ذاك الوقت، من خلال عدة أعمال، موضحا بأن المسرح هو المدرسة الحقيقية للفنان، المسرح هو التربية، الكتابة الجماعية منحت لهم كفنانين مبتدئين ثروة فنية، ومن خلالها ساهموا في دفع عجلة المسرح.