"أفراح القبة" هو الجواد الأصيل الذي راهنت عليه "أم بي سي" في سباق رمضاني محموم ومحفوف بالمتنافسين.. خلطة تلفزيونية ساحرة وآسرة نصا وتقنية. "أفراح القبة" تجسيد فني لوعي وذكاء كبيران ونادران في الوقت نفسه. اشتغال احترافي على رواية نجيب محفوظ، وإسقاط في الصميم على واقعنا العربي الغارق في "الانهزامية". نجح المخرج والفريق الفني في نقل المشاهد إلى أجواء نكبة 1967.. حزن ويأس وبؤس وإحباط وهزيمة.. ظلت الأحداث تسير بوتيرة منتظمة ومتأنية غير متسرعة تعطي حق كل بطل من أبطال العمل، فتسلط الضوء على طفولته وشبابه وعلى محيطه وثقافته ومغامراته. الممتع في مشاهدة هذا العمل هو البطولة الجماعية.. إياد نصار ومنى زكي وسوسن بدر وجمال سليمان وصبا مبارك وأسماء كثيرة في عالم التمثيل قدمت أفضل ما عندها، فتلاحظ أن المنافسة الموجودة على مستوى أدوارهم في النص تحولت إلى منافسة حقيقية في الأداء. وإلا كيف نفسر هذا المستوى العالي الذي ظهر به الجميع من دون استثناء. لا أدري لماذا وأنا أشاهد هذا العمل تذكرت فجأة "قلوب تحت الرماد" وحاولت أن أربط بين مختلف المتغيرات، أقارن بين الأداء ثم أحاول أن أجد وجها واحدا للتشابه في الإخراج. المقارنة مستحيلة بيننا وبينهم، لأنهم متصالحون مع واقعهم على عكسنا نحن سجناء الماضي المستقيلين من الحاضر والمستهترين بالمستقبل. لم نستثمر في أفراحنا ولا في أقراحنا وما أكثرها- ..أين الرواية الجزائرية من التلفزيون؟ وأين هي من السينما؟ وأين هي من المسرح؟