تشهد غالبية الطرقات التي تربط مدينة عين صالح بباقي ولايات الوطن اهتراء وتشققات رغم أنه لم يمر على إنجازها سوى سنة، ورغم ذلك فإن أغلب الطرق الجديدة بمدينة عين صالح، خاصة الواقعة على المحاور الكبرى باتت في وضعية يرثى لها. وأرجع المختصون في قطاع الأشغال العمومية، سبب قصر عمر الطرقات بعين صالح، إلى انعدام المتابعة الميدانية عبر كامل مراحل الإنجاز من طرف مكاتب الدراسات المكلفة بمتابعة الأشغال في أغلب المراحل، فبعض المؤسسات المكلفة بالإنجاز، وفي ظل غياب المراقبة، تتحايل على دفاتر الشروط التقنية من خلال وضع مادة التيف دون إجراء الأشغال اللازمة على الأرضية من الشوائب كالطين والرمال، خاصة أن بعض مقاطع من الطرق التي تعرف وضعية الاهتراء تقع وسط أراضي من السبخة والمياه المتصاعدة، مما يتسبب في ظهور الحفر بعد أشهر من الإنجاز، وذلك بسبب مرور مركبات الوزن الثقيل، إضافة إلى أن مادة التيف المستعملة ليست من النوعية الجيدة، فببعض المقاطع تم وضع التيف المختلط ببقايا الزفت القديم مثلما حصل في مشروع ترميم طريق حي عون الله بقرية اقسطن، ورغم مطالب المواطنين بضرورة حضور اللجنة التقنية للمخبر الولائي للأشغال العمومية قصد إجراء عمليات المعاينة، إلا أن المقاول شرع في تهيئة الطريق، كما سبق للمجلس الشعبي الولائي لتمنراست أن ناقش في دورات سابقة له، فضحية الطرق الحضرية ببلدية اينغر، التي شهدت اهتراءات بعد 60 يوما من إنجازها. وأمام حالات الإهمال والتسيّب في الأشغال، رفعت جمعيات المجتمع المدني نداء إلى الوالي المنتدب من أجل التدخل العاجل، قصد مساءلة مدير الأشغال العمومية حول شكاوى المواطنين مع ضرورة إيفاد لجان لمعاينة أشغال الطرق، في ظل الحديث عن عدم احترام المعايير التقنية، خاصة ضرورة توقف وضع الزفت خلال هبوب الرياح، لتجنب اختلاط الزفت بالرمال. يذكر أن انجاز المشاريع الكبرى للطرق وفي ظل نقص المؤسسات المختصة، ومنح صفقات لمقاولات خاصة لا تملك الإمكانيات الضرورية دون خبرة في الميدان، شهد تأخرا في الإنجاز وضعف المطابقة التقنية. من جهة أخرى، كشف مصدر من مديرية الأشغال العمومية بالمقاطعة الإدارية بعين صالح، أن سبب الوضعية الكارثية التي تشهدها الطرقات في بلديات المقاطعة، يعود إلى ضعف الشركات التي تتقدم للمناقصات الخاصة بإنجازها، إذ تحجم الشركات الخاصة الكبرى عن المشاركة فيها، بسبب تضاعف تكلفة الإنجاز مقارنة بالجهة الشمالية للولاية، وكذا الظروف المناخية القاسية والمتميزة بالحرارة الشديدة في أغلب فترات السنة. وبخصوص نقص الرقابة على المشاريع، أكد ذات المصدر، أن المصالح المذكورة تعاني من نقص فادح في الإطارات التي تتكفل عادة بمثل هذه الأعمال.