شهدت مصلحة الاستعجالات لمستشفى تيغنيف في ولاية معسكر، ليلة الخميس إلى الجمعة، حالة من الفوضى والضجيج الممزوجين بقلق شديد بعد استقبالها ل 425 شخص أصيبوا بمرض جلدي كان يبدو في البداية غريبا قبل تشخيصه من قبل الأطباء العاملين بالمصلحة. أفادت مصادر استشفائية، أن الأشخاص الذين استقبلتهم مصلحة الإستعجالات شعروا بمرض جلدي غريب نتج عن تكرر الحكات، ثم احمرار الجلد وانتفاخه، مخلفا أعراضا جانبية أخرى كالحمى، والإسهال ما جعل 350 شخص يتنقلون للمصلحة في البداية، ثم لحق بهم 75 شخصا صباح أمس الجمعة. ونظرا للكم الهائل من الوافدين على الاستعجالات فقد قامت إدارة المستشفى باستنفار جميع أطقمها الطبية واستدعاء جميع الأطباء والممرضين، الذين كانوا في عطلة أو فترة راحة أو حتى ممن انقضت ساعات عملهم نهارا وكذا العاملين بالصيدلية من أجل ضمان تكفل جدي بالمرضى المصابين، حيث تم تشخيص الداء وأجمع الطاقم الطبي على أن جميع المصابين تعرضوا للسعات الناموس، حيث أنه بطريقة غير إرادية يقوم المصاب بحك مكان اللسعة ما يجعلها تنتفخ وتحمر وتعطي بعدها أعراضا جانبية للمرض كالحمى والإسهال. ويرجح أن تكون أسراب البعوض قد نقلت للمصابين جراثيم خطيرة، يكون مصدرها الأوساخ والقمامات وكذا مياه الصرف. وتم إخضاع الجميع للعلاج وإعطائهم حقنا مضادة للتسمم، وغادروا كلهم المصلحة نحو بيوتهم. وتمت العملية العلاجية تحت إشراف مدير مستشفى تيغنيف رضا دغبيش، هدا الأخير أكد للشروق بأن عملية التكفل كانت نوعية، حيث حظي جميع من دخل المصلحة بعناية طبية تامة قبل مغادرتهم للمستشفى، مؤكدا استدعاء عدد كبير من أفراد الأطقم الطبية نظرا للعدد الكبير للمرضى المتوافدين تباعا على المصلحة. كما قدم وقتها كل من المدير الولائي للصحة، ورئيس دائرة تيغنيف والسلطات المحلية بما فيها الأمنية للوقوف على حالة المصابين ومعاينة ظروف التكفل. كما تم لفت انتباه السلطات الإدارية وجود حشرات الناموس التي كانت سببا في إصابة 425 شخص ومواقع إقامتهم، حيث تبين أن عددا معينا من الأحياء، خاصة تلك التي تعرف انتشارا كبيرا للأوساخ توجد بها هذه الحشرة ويتعلق الأمر بتجمعات سكنية بمدينة تيغنيف، إذ تمت المسارعة إلى استعمال مبيد الحشرات ليلا للقضاء على هده الحشرة وشن حملة نظافة واسعة بالأحياء المعنية.