الخارجية الفرنسية: فرنسا ترفض أن تملى عليها سياستها من الخارج طالب زعيم التنظيم الإرهابي لما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال عبد المالك درودكال الحكومة الفرنسية بسحب قواتها من أفغانستان مقابل سلامة الرهائن الفرنسيين الخمسة المختطفين من طرف جماعة أبو زيد، داعيا إياها للتفاوض مباشرة مع المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. * وقال الإرهابي أبو مصعب عبد الودود كما يكنى في شريط مسجل بثته قناة الجزيرة إنه على فرنسا الانسحاب من أفغانستان إذا أرادت الحفاظ على سلامة رعاياها الخمس المحتجزين لدى التنظيم الإرهابي، وتحديدا من طرف كتيبة طارق بن زياد تحت إمرة المدعو عبد الحميد أبو زيد بالنيجر في 16 من سبتمبر الفارط، واشترطت وقتها إلغاء الحظر على ارتداء النقاب في فرنسا والإفراج عن سبعة متشددين إلى جانب دفع فدية مقدرة بسبعة ملايين أورو، غير أن الحكومة الفرنسية نفت أي مفاوضات مع أبو زيد لتحرير الرهائن. * وقال أبو مصعب مخاطبا الدول الغربية "لن تنعموا بالأمن في أرض الله حتى ننعم به واقعاً معاشاً في فلسطينوأفغانستان والعراق والصومال والمغرب الإسلامي وما لم توقفوا تدخلاتكم في شؤوننا". مضيفا أن المفاوضات من أجل الإفراج عن الرهائن لا بد أن تتم مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وهو ما يعتبره المهتمون بالملف منعرجا جديدا في قضية عمليات الاختطاف في منطقة الساحل الإفريقي، على اعتبار أن المفاوضات كانت دائما تتم مع أمير كتيبة طارق بن زياد عبد الحميد أبو زيد بوساطة زعماء وأعيان قبائل التوارڤ بمالي، ويأتي تفويض درودكال أمر التفاوض لتحرير الرهائن لأسامة بن لادن كرد للجميل على مباركة بن لادن لنشاطات فرع القاعدة بالمغرب، في بيان أصدره زعيم القاعدة الشهر الماضي حيث تحدث لأول مرة عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي انضمت للقاعدة في 2006 بعدما كانت تعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال. * وقال درودكال إن "أي تفاوض مستقبلي في شأن هؤلاء ينبغي أن يكون مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن"، ولا يستبعد متتبعون لنشاط الجماعات الإرهابية أن هذه الخطوة جاءت بطلب مباشر من القيادة العامة لتنظيم القاعدة لاستعمال الرهائن للضغط على الحكومة الفرنسية للحصول على مطالب سياسية كسحب القوات الفرنسية المساهمة في احتلال أفغانستان بدلا من الحصول على الفدية. * من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان قصير للوزيرة ميشال آليو ماري أمس "إن فرنسا لا يمكن أن تقبل أن تملى عليها سياستها من الخارج من أي كان". وأضافت "فرنسا تقوم بكل ما بوسعها من أجل أن يتم الإفراج عن الرهائن حيثما كانوا سالمين". وهو ما يؤكد أن فرنسا مستعدة للتفاوض مع الجهة الجديدة وهي أسامة بن لادن لتحرير الرهائن كون البيان لم يجزم رفض فرنسا لمطالب الخاطفين أو رفضها التفاوض، وكانت باريس قد أعلنت الخميس عن مباشرتها لتحقيقات حول الرسالة حسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو والذي أكد أن فرنسا استنفرت كل أجهزنها من أجل الإفراج عن الرهائن.
