الكتاب الذي نشر مؤخرا من قبل دار النشر الشهاب يروي قصة واقعية تختصر في مغامرات الكاتب الشاب نزيم غايا الذي سافر إلى سويسرا في 2004 مدة 45 يوما بحيث عاش قصة حب مع ميشال مارشون التي عاود الاتصال بها مدة خمس سنوات بعد عودته إلى الجزائر بفضل المراسلة عند طريق البريد الإلكتروني. وتروي الرّواية بأسلوب سردي رحلة نزيم بسويسرا بصفته "طالب" (وتعني هذه الكلمة كلّ شخص أجنبي يبحث عن الإقامة بسويسرا) بينما كان يكرس أكبر جزء من حياته لإنهاء روايته في "المخبئ" وهو ملجئ تطلق عليه هذه التسمية كونه موجود بعيدا عن المدينة حسب الكاتب. ويضع الالتقاء بين الأوقات التي أمضاها نزيم داخل المخابئ وخارجها في 2004 و"المشاجرات الخيالية" مع ميشال في 2009 القارئ أمام مخاطبة الذات لاسيما نزيم الذي تغمره أحاسيس متناقضة بحيث يرى هذا الأخير أنّ سويسرا ليست بمكان فخم لكن تجربة فقط. ويمكن أن تكون خيارا بديلا. ويجد نزيم المتنقل بين مخابئ فالوبر وكروزلانغر وأراو دي أوبرمومبف والذي يكرس نفسه لروايته الوقت ليهتم بالمخابئ التي تعد عالم يشبه السّجن يمكث به أشخاص من مختلف الجنسيات. وبين هؤلاء الأشخاص يوجد رشيد المنحدر من منطقة الشلف ونونو من الجزائر العاصمة اللذان أصبحا صديقين حميمين لنزيم بحيث يتقاسمون أوقات الحزن والفرح بالرغم من قلة هذا الأخير. وتروى مغامراتهم في "الحب" في البداية فقط لتعكس الأهمية القليلة بل وحتى عدم اهتمام الأصدقاء الثلاثة الذين دخلوا في أوهام "الحياة السعيدة" ويعانون تردي أوضاعهم المالية بأحاسيس صديقاتهم السّويسريات. ويجعل الأجر الأسبوعي الزهيد الذي كان الطالبين يطلقون عليه اسم "اللمسة المقدسة" رشيد ونونو يلجآن إلى عمليات سرقة بسيطة لكي يتسنى لهم العيش وهذا يتسبب في استياء نزيم خاصة عندما يعلم أنّ أحد أصدقائه يتعاطى المخدرات... وصرح الكاتب خلال لقاء مع الصحافة نظمه الناشر قائلا "لقد رويت في هذا الكتاب حياة نزيم وأصدقائه في المخابئ السويسرية. أتمنّى أن يجد كل طالب منفى نفسه عند قراءة هذه الرواية الذي حاولت من خلالها سرد ظروف المهاجرين السريين". واعتبر جمال فرحي الذي يمثل الفن بالنسبة إليه ولوع ونوع من العلاج أن كل المهاجرين السريين لا يجدون في الهجرة السرية حلا للمشاكل التي يواجهونها في بلدانهم.