اعتبرت أحزاب «تكتل الجزائر الخضراء» أن أجواء التحضير لمحطة 29 نوفمبر القادم «غير مريحة وغير مشجعة على الانخراط في عملية انتخابية توصف بالباردة والباهتة في تاريخ الجزائر»، في ظروف وطنية وإقليمية استثنائية، محملة في هذا السياق، السلطة مسؤولية ما سمته ب«العزوف» الذي اتسعت دوائره ليبتلع النخبة، بعدما كان محصورا في الشباب والطبقة السياسية، على حد تعبيرها، وهو ما حدا بها إلى الدعوة العاجلة لتدارك الموقف بإجراءات ترد للعملية الانتخابية مصداقيتها وشفافيتها حتى تعكس إرادة الشعب لا رغبة صناع النتائج، حسب وصفها. وهي الأحكام والتحاليل التي استقتها مكونات «التحالف الإسلامي» من خلال عملية مسح شاملة لواقع الدوائر الانتخابية في المجالس البلدية والولائية التي قررت «المشاركة السياسية» فيها، من خلال جمع المعلومات شبه النهائية عن طريق القيادات المحلية للتكتل حتى آخر يوم من تاريخ إيداع ملفات الترشح، بحسب ما جاء في «بيان مشترك» توّج لقاء متابعة لقادة التحالف نهاية هذا الأسبوع. ويبدو أن هذا الوضع الحذر والحرج، قد دفع هذه المرة بزعماء تكتل «الجزائر الخضراء» إلى تنزيل سقف الطموحات الانتخابية إلى حدود دنيا، بل إن «البيان الإعلامي» الذي تسلمت «البلاد» نسخة منه، أصبح يتحدث عن مشاركة سياسية لاستمرار النضال ومقاومة ثقافة اليأس وحملات التيئيس، من أجل مناهضة سياسة دفع الشعب للاستقالة الجماعية من الحياة السياسية ومن العمل السياسي ومن المساهمة في الشأن العام، مثلما يقول قادة التحالف. وأوضحت حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح الوطني أن مشاركتها السياسية فرصة أخرى للاحتكاك بالشعب وتبليغ المواقف والأفكار وشرح البرامج والتوجهات المستقبلية، بالنظر لما تتيحه الحملة الانتخابية من فرص قانونية وإعلامية مفتوحة، سرعان ما يتم- برأي قادة التكتل- غلقها بعد نهاية الموعد الانتخابي نتيجة الانسداد السياسي والغلق الإعلامي المضروب على واقعنا عامة وعلى المعارضة بشكل خاص، وفق ما ورد في تصريح التكتل. وأضاف قادة التحالف الإسلامي أن محطة 29 نوفمبر ستكون كذلك فرصة مناسبة لتطوير التكتل وترقيته وتوسيعه محليا، تأسيسا لثقافة التعاون على مستوى محلي تمارس فيه الديمقراطية وفق خصوصيات كل دائرة انتخابية، على حد تعبيرهم.