مرت عشر سنوات من عمر ''البلاد''، اليومية الجزائرية التي قطعت عقدا من الزمن.. هو عقد من عمر تجربة التعددية السياسية والإعلامية في بلادنا.. وكان عقدا من المسؤولية والحرية لأن ''البلاد'' قطعت هذه المسافة بكل ثقة ورزانة. إن المشهد الإعلامي في الجزائر مر بمراحل صعبة وتقلبات عديدة، لأنه ضل خاضعا لتجاذبات خطيرة مرت بها الجزائر وقد واكبت ''البلاد'' بعض تلك المتغيرات إن لم نقل أخطرها ولأن الإعلام لا يعني الحرية فقط بل المسؤولية التي تقترن بالرصيد المتحصل عليه من نضال رجال الصحافة في الجزائر، فقد ظلت متمسكة بهذه الثنائية بعيدا عن السقوط في فخ الضجيج والدعاية والإثارة. لقد احتضنت ''البلاد'' الكثير من الأقلام البارزة في الصحافة الجزائرية اليوم من صحفيين ورؤساء تحرير ومدارء صحف أيضا.. كلهم مروا من هنا ..من صفحات ''البلاد'' التي كانت ولازالت مثار إعجاب كل من يطمح لصحافة بلا إثارة..صحافة حرة لكنها مسؤولة مسؤولية كاملة أمام القراء والمجتمع لأنه لا يمكن بناء صحافة على ركام الإشاعة والإثارة ولا يمكن بناء مؤسسات إعلامية محترمة تكون مرجعية رجال المهنة ومنارة في اليد على ركام الأخبار الزائفة ومن وقع التكهنات وقراءة الفنجان، والأكيد أن الكثير من المهتمين بالحقل الإعلامي يدركون كم نحن بحاجة إلى منابر هادئة نعالج من خلالها مشاكلنا الكبرى ومقاصد هذه الأمة التي تتطلع إلى التقدم والرقي، تقدم يشارك فيه كافة أبناء الجزائر بكل تياراتها السياسية والإيديولوجية بعيدا عن الإقصاء والاستئصال والغلو والتطرف. لقد واكبت ''البلاد'' مراحل فاصلة، سياسية واقتصادية واجتماعية، كنا خلالها نعمل على تقديم الأحسن والأفضل بعيدا عن أسواق الضجيج السياسي والإعلامي التي تتلاعب بعواطف الناس. إن طموحنا لم ولن يتوقف عند هذا الحد من المشهد العام للصحافة في الجزائر، باعتبارنا جزء من الصورة التي يشاهدها العالم وإن تضحيات شهداء المهنة ومن بينهم أبناء ''البلاد''، ستظل منارة لنا لأن طموحنا سيظل المزيد من الحرية والمزيد من الرقي بالأداء الإعلامي.. وفي ''البلاد'' دائما نعتقد اليوم أننا نجحنا بالقدر الذي كنا نطمح فيه إلى تقديم الأفضل لقرائنا...وكل عام وأنتم أوفياء و''البلاد'' بألف خير..