أنهت مصالح مديرية الري بولاية عنابة كافة الإجراءات الإدارية المتعلقة بمشروع إنجاز نفق سفلي عملاق يمر عبر أغلب الأحياء المهددة بخطر الفيضانات خلال فصل الشتاء، وخاصة تلك الواقعة تحت مستوى سطح البحر كأحياء لاكولون، أوزاس وصولا إلى حي سيدي إبراهيم، وذلك بعدما أسندت الدراسة التقنية للمشروع إلى مكتب دراسات سويسري، ليتم بعدها استكمال الخطوات المتعلقة بأشغال الإنجاز. هذا المشروع كفيل بتخليص سكان مدينة عنابة من مشكل الفيضانات الذي يبقى أكبر هاجس تخشاه السلطات المحلية بالولاية مع حلول فصل الشتاء من كل سنة، بدليل أن عاصمة الولاية شهدت خلال السنة الجارية موجة من الفيضانات اكتسحت أحياء عديدة بوسط المدينة مسببة أضرارا معتبرة بالممتلكات، لاسيما قضية السكنات الجماعية التي تبقى آيلة للانهيار، مما أجبر الكثير من العائلات على المبيت في العراء خوفا من سقوط أسقف البنايات على رؤوسها. وسيعرف النفق السفلي العملاق استعمال تقنيات حديثة التكنولوجيا تسمح بالتخلص نهائيا من إشكالية ارتفاع منسوب المياه وتجمعها بكميات هائلة على مستوى الشوارع والأحياء، لأن السيول الجارفة ستتدفق عبر النفق لتنساب في أنابيب تحت الأرض عبر قناة سفلية، على أن يتم توفير كل التجهيزات الخاصة كآلات التطهير التي ستسهل القضاء على التراكمات التي يسببها تدفق المياه بكميات هائلة. وفي سياق متصل رصدت مؤسسة تطهير وتوزيع المياه بالطارف وعنابة "سياتا" غلافا ماليا بقيمة 2 مليار سنتيم لصيانة المضخات والمحولات الكهربائية، وهذا في محاولة لاتخاذ احتياطات ميدانية جادة لمجابهة خطر الفيضانات في فصل الشتاء، لأن الولاية بها 32 محطة، لكن أغلبها كان عرضة لتعطلات وأعطاب، مما جعل المؤسسة المعنية تسارع إلى برمجة عمليات إعادة ترميم في انتظار الانتهاء من التدابير والإجراءات المتعلقة ببرمجة عمليات تجديد شامل لهذه المحطات، بعدما كانت المرحلة الأولى من العمليات التي تم تسجيلها تقضي بتقليص معدل التعطلات إلى نسبة 10 بالمائة. وموازاة مع ذلك فإن مدينة عنابة تشهد منذ أشهر عديدة عملية إعادة تهيئة وتجديد قنوات الصرف الصحي للمياه على مستوى الأحياء التي تبقى عرضة لخطر الفيضانات في فصل الشتاء. وهي العملية التي رصدت لها المصالح المعنية غلافا ماليا يقدر بنحو 4 ملايير سنتيم، في الوقت الذي قامت فيه المصالح ذاتها بتحديد بعض المناطق الحضرية عبر إقليم بلدية عنابة لإعادة تهيئة القنوات وهذا بالتعاون مع مديرية الري بالولاية ومؤسسة تطهير وتوزيع المياه.