أعلنت المحكمة الدستورية في سوريا أنها قبلت ترشح الرئيس الحالي بشار الأسد ومرشحين اثنين آخرين لانتخابات الرئاسة التي ستُجرى في جوان المقبل رغم الرفض الذي أبدته المعارضة السورية ودول غربية. وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة في بيان تلي في التلفزيون الرسمي إنها قبلت طلبات ترشح بشار الأسد -الذي ترشح لولاية رئاسية ثالثة- وماهر عبد الحفيظ حجار وحسان عبد الله النوري. وقبلت المحكمة ملفات المرشحين الثلاثة من بين 24 طلب ترشح, وقال المتحدث باسمها إن البقية رُفضوا لعدم استيفائهم الشروط القانونية والدستورية. ويشار إلى أن ماهر حجار نائب حالي في مجلس الشعب السوري, في حين أن حسان النوري وزير ونائب سابق. وفي وسع من رُفضت طلباتهم التظلم لدى المحكمة التي ستنظر في التظلمات المحتملة لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الاثنين، حسب المصدر نفسه. وبعد البت في التظلمات والطعون المحتملة ستعلن المحكمة رسميا عن المقبولين نهائيا لخوض انتخابات الرئاسة في 3 جوان المقبل. ويعتقد على نطاق واسع أن الأسد في طريق مفتوح للفوز بانتخابات الرئاسة، وأن ترشح البعض لمنافسته في هذا الاقتراع شكلي لا غير. ويشار إلى أن القانون الانتخابي المعتمد لهذا الاقتراع يسد الباب أمام المعارضين المقيمين في الخارج من الترشح، حيث يشترط أن يكون المرشح قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال السنوات العشر الماضية. ووصفت المعارضة السورية -التي تقاتل نظام الأسد منذ أكثر من ثلاث سنوات- انتخابات الرئاسة المقبلة بالمسرحية، وانتقدتها حتى بعض القوى السياسية الناشطة في الداخل، ومنها هيئة التنسيق الوطني السورية. كما نددت دول غربية بهذه الانتخابات، وقالت الولاياتالمتحدة إنه لن تكون لها أي مصداقية أو شرعية في الداخل أو الخارج. من ناحية أخرى، اتسع نطاق معارك الجيش الحر في سوريا ضد النظام و"داعش"، لتضاف إليهما جبهة ثالثة مع إعلان مقاتلي المعارضة فتح معركة في درعا ضد مقاتلي النصرة للمرة الأولى. وبدأت هذه الجبهة الجديدة التي حاول الجيش الحر تفاديها على مدى الأشهر الماضية، عندما اعتقلت جبهة النصرة قائد المجلس العسكري في درعا أحمد النعمة مع ثمانية آخرين كانوا يرافقونه، بعد أن نصبت لهم كميناً في مدينة صيدا. وأعلن الجيش الحر الذي أمهل النصرة ساعات لإطلاق سراح المعتقلين لديها، عن بدء هجومه على مقرات النصرة؛ لتحرير قياديه عندما لم تستجب النصرة لطلبه. ومن جانبه؛ قال ناشطون إن النصرة أقدمت على اعتقال النعمة ومرافقيه بسبب تخوفها من تحول ما يعرف بالجبهة الجنوبية التي أطلقها الجيش الحر في درعا مطلع العام لتحرير دمشق، إلى ما يشبه الصحوات العراقية. وجاءت هذه التطورات في جنوب البلاد، في وقت برز إعلان جبهة النصرة وقف قتالها ضد داعش في الشمال، خاصة في مدينة دير الزور، حيث القتال مشتعل بين الطرفين منذ أسابيع. وقالت النصرة إن قرارها جاء استجابة لدعوة زعيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال مع داعش.