الشيخ قاهر "لا مانع شرعي ولكن بيت الله مكان للعبادة وليس للتفاخر" يطلق عليه أصحاب الوكالات السياحية تسمية "الخدمة المميزة" وتعرف في عاميتها ب حج vip".. . وقال عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف "حج الرفاه" الذي قررت الدولة خوض غماره والشروع في تقديم خدماته وتمكين الجزائريين منه ابتداء من 2019، لكن جولة صغيرة ل«البلاد" في الصالون الوطني للحج الذي اختتم السبت المنصرم كشفت لنا بعض خبايا حج الرفاه الذي تضمن خدماته بعض الوكالات السياحية منذ سنوات لفائدة طبقة خاصة من المجتمع الجزائري أو من وصفهم أحد المتعاملين ب«صفوة المجتمع". وكالة الزعاطشة "600 شخص يطلبون هذه الخدمة وتكلفتها من 150 إلى 900 مليون سنتيم".. حددت تكلفة الحج لهذه السنة ب49 مليون سنتيم وهي التكلفة المدعمة من طرف الدولة التي تتعاقد مع شركاء سعوديين لتقديم خدمات الحج من إقامة وإطعام ونقل، هذه التكلفة التي يعجز بعض الجزائريين عن توفيرها لتحقيق حلم زيارة بيت الله الحرام وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام لا تساوي شيئا أمام ما يصرفه بعض المواطنين لأداء فريضة الحج ولكن بشكل مغاير قليلا يكشف عن مستوى الحاج الاجتماعي وهو في بيت الله يؤدي مناسك الحج، حيث كشف نائب مدير وكالة "الزعاطشة" للسياحة والأسفار حنفي خالد أن الوكالة تقدم الخدمة المميزة للحج منذ سنوات واكتسبت بذلك خبرة معتبرة رغم صعوبة تقديم هذا النوع من الخدمات خلال موسم الحج، وقدر عدد طالبي حج vip ب600 شخص اعتبرهم "صفوة المجتمع المسلم"، وهم أثرياء في الغالبية من إطارات الدولة أو تجار معروفين أو رجال أعمال يرغبون في أداء فريضة الحج في أريحية تامة، حيث تكون الإقامة في فنادق ملكية خمس نجوم تصل فيها تكلفة الغرفة المطلة على مكة في برج الساعة إلى 95 ألف ريال سعودي أي ما يعادل 460 مليون سنتيم لمدة 14 يوما، تضاف إليها خدمة الإطعام والنقل في حافلات راقية أو سيارات خاصة، وخيم خمس نجوم في المشاعر، أما تذكرة السفر في الدرجة الأولى مع شركات النقل الجوي ذات السمعة العالمية فيصل سعرها إلى 48 مليون سنتيم. وقال المصدر في لقاء مع "البلاد" إن تكلفة الحج المميز تتراوح من 150 مليون إلى 900 مليون سنتيم للفرد الواحد وهي التكلفة التي تكفي في أدناها لحج ثلاثة أشخاص، حيث ركز المصدر بالتأكيد على أن تكلفة الحج في الجزائر تبقى الأدنى مقارنة بالدول العربية الأخرى، وكشف في السياق عن تدخل الدولة لأول مرة من خلال الديوان الوطني للحج والعمرة من أجل توفير الخدمة المميزة في الحج، حيث تصل تكلفتها إلى 150 مليون سنتيم بعدما كان هذا النوع من الخدمات المميزة يمارس خارج الإطار المنظم، فيما سهلت السلطات المهمة هذه السنة على بعض الوكالات السياحية المعتمدة في موسم الحج والتي توفر الخدمات المميزة من خلال التعاقد مع الشريك السعودي، حيث تعود خدمة حج vip بالكثير من الفائدة على أصحاب الوكالات السياحية، وقد رفض بعض من تقربت منهم "البلاد" الإفصاح عن تكلفة وعدد زبائن حج vip. مجموعة "زمزم": "الأزواج هم غالبا زبائن vip وخادم خاص للحاج في خيم المشاعر" لا تقتصر خدمات الحج المميزة على الإقامة والنقل والإطعام، لكنها تمتد حسبما استقيناه من مجموعة "زمزم" السياحية إلى توفير خادم خاص للحاج في خيم المشاعر يخدمه لمدة خمسة أيام، كما أوضح يعقوبي حسين مسؤول خدمات vip بالوكالة أن هذه الأخيرة تتعاقد مع الزبون على تقديم الخدمة المميزة التي شرعت فيها منذ ثلاث سنوات ويقدم على طلبها زبائن من نوع خاص هم في الغالب أزواج وأصحاب مناصب مرموقة يرغبون في العيش في نفس المستوى حتى خلال إقامتهم في بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج. وأوضح المصدر أن الأمر يتعلق بالإسكان قرب الحرم المكي في فنادق فخمة ونقل بسيارات فاخرة وحافلات راقية، بالإضافة إلى خدمة الإطعام المفتوح. وبالنسبة للإقامة فإن تكلفة الغرفة الثنائية تعد الأغلى، حيث تصل إلى 145 مليون سنتيم مقابل 110 ملايين بالنسبة للغرفة الرباعية، أما فيما يتعلق بخيم المشاعر فإن المبلغ المطلوب هو 110 ملايين ل3 ليالي فقط، كما أن هناك خدمة أخرى تتمثل في توفير خادم في خيم المشاعر يسهر على خدمة الحاج خلال 5 أيام من المناسك، ولم يشأ المصدر الكشف عن عدد زبائن VIP واكتفى بالقول إنهم في الغالب أزواج ومسؤولون سامون ورجال أعمال. الشيخ شريف قاهر :"لا مانع شرعي لحج الرفاه لكن الأصل في بيت الله الطاعة والاصطفاف مع الفقراء" أكد رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى الشيخ محمد شريف قاهر، أنه لا يوجد مانع شرعي لحج الرفاه الذي يحصل فيه الحاج على خدمات راقية في الإقامة والإطعام والنقل، لكنه أكد بالمقابل أن الأصل في المسألة أن بيت الله الحرام مكان مقدس للطاعة والعبادة والذكر، مكان يصطف فيه الغني والفقير في صف واحد وهو ما يظهر جليا في إلزامية التساوي في الملبس، حيث لا يمكن أن نميز الملك من الفقير. وقال الشيخ شريف قاهر في تصريح ل"البلاد"، إن بيت الله الحرام مكان مقدس للخضوع لله، وإن المكان هو قبلة واحدة وكأنه منظر من مناظر يوم القيامة يجلس الغني مع المسكين لعبادة الله والذكر والخضوع وهذا هو الأصل، وليس الحج مصيفا ومكانا للاستجمام في الرفاهية والتفاخر والتباهي بالإقامات والسيارات حتى يعرف الناس أن فلان غني والآخر فقير.