البلاد.نت- حكيمة ذهبي- لقي نجاح مساعي الجزائر لتحقيق الهدنة في ليبيا، استحسان العديد من المتتبعين والخبراء، الذين رأوا في ذلك عودة قوية للدبلوماسية الجزائرية، التي عملت في مفاوضات ماراطونية لا تزيد عن عشرة أيام ونجحت في حقن دماء الليبيين. وقال المحلل السياسي زهير بوعمامة، تعليقا على لقاء وفد عالي المستوى ممثلا للجنرال خليفة حفتر، مساء السبت، بزرالدة بالضاحية الغربية للعاصمة، إن إعلان الجنرال حفتر وقف إطلاق النار كان من بين مخرجات هذا اللقاء الهام جدا مع عدم إنكار جهود أطراف أخرى. واعتبر الدكتور بوعمامة، أن نجاح هذه المساعي، يجسد عودة الدبلوماسية الجزائرية بكل جدية وتسجيلها نقاطا هامة، "استعادت فيها الرجال شهية العمل". وحول عدم الإعلان عن الاجتماع، أوعز أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، زهير بوعمامة، ذلك إلى أنه لم يكن مؤكدا الوصول إلى تحقيق نتيجة مثل هذه، لكنه بالمقابل دعا الجزائر إلى إعلان اللقاء، بعد أن جرى في أجواء ايجابية وكان له الأثر الكبير في التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار، حتى لا يستولي الآخرون لوحدهم على هذا المنجز الكبير وينسبونه لأنفسهم، قائلا: "حين ننجح يجب أن نسوق دبلوماسيا لذلك، هذه أيضا من الدبلوماسية التي نريدها في العهد الجديد". من جانه، قال المحلل السياسي الليبي محمد الروياتي، في تصريحات نقلتها الإذاعة الوطنية، أن الحراك السياسي المحموم الذي شهدته العديد من الدول وعلى رأسها الجزائر قد ألقى بضلاله على تغير المشهد السياسي وتوجهاته. لافتا إلى أن هناك تفاهمات تكون قد جرت في الكواليس، وأن تحالفات الجزائر وتونس وتركيا ألقت بظلالها على العمليات العسكرية في ليبيا وضغطت باتجاه وقفها. واعتبر المحلل الليبي، أن الرحلات المكوكية والاجتماعات لوزراء خارجية تركيا ومصر وإيطاليا في الجزائر لا شك أنها تحصلت إلى إشارات ورسائل مفادها أن مشروع دخول قوات حفتر إلى طرابلس خط أحمر، قائلا إن: "الجزائر عملت في الخفاء بطريقة ضابطة للإيقاع من أجل إنتاج هذه الهدنة". ومنذ قرار تركيا نشر قوات في ليبيا، كثفت الدبلوماسية الجزائرية المبادرات السياسية لتهدئة الأزمة في ليبيا التي تشترك معها في حدود طولها نحو ألف كيلومتر. وترفض الجزائر أي تدخل أجنبي وتناشد كل مكونات والأحزاب السياسية الليبية إلى العودة إلى عملية الحوار الوطني الشامل.